أخبار

الجيش الكيني يحرز نجاحاً نسبياً بعد أشهر على عملية في الصومال

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

نيروبي: بعد اربعة اشهر على دخوله جنوب الصومال لسحق حركة الشباب الاسلامية، يؤكد الجيش الكيني انه وجه ضربات موجعة الى المتمردين الاسلاميين الصوماليين، لكن قوته النارية الكثيفة لن تكفي وحدها للتغلب عليهم.

ويؤكد كبار الضباط الكينيين ان الغارات الجوية والهجومات البرية قد اضعفت حركة تمويل الشباب وادت الى طردهم من المدن الاساسية لأنشطتهم الاقتصادية. وقال المتحدث باسم الجيش الكيني الكولونيل سايروس اوغونا السبت ان "الشباب قد اضعفوا كثيرا"، معتبرا ان القوات الكينية ألحقت الضرر ب "75%" من قدراتهم المالية.

إلا ان القوات الكينية احرزت تقدما ميدانيا طفيفا، بعد 17 اسبوعا على دخولها في 14 تشرين الاول/اكتوبر جنوب الصومال، للقيام بأول عملية عسكرية خارج حدودها منذ استقلال البلاد في 1963. وقد عرقلت الوحول الناجمة عن امطار غزيرة تقدمها، ثم أبطأته تكتيكات عناصر حركة الشباب الذين يختلطون بالمدنيين قبل ان يشنوا عملياتهم.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس قال رشيد عبدي المحلل المستقل المتخصص في شؤون القرن الافريقي ان "الاستراتيجية العسكرية الكينية، وكذلك الاستراتيجية السياسية، لم تسفرا عن نتيجة تذكر حتى الان. لقد افرط الجانب الكيني بالتفاؤل في احراز نجاح، وهذا ما لم يتحقق صراحة".

واضاف ان "من الضروري توافر خطة عسكرية متقنة الاعداد، لكن يتعين ان تترافق مع استراتيجية سياسية". وعلى الصعيد السياسي، تنوي كينيا ان تجعل من جوبالاند التي تتألف من منطقتي غيدو وباس الجنوبيتين، ومن جوبا الوسطى الخارجة عن سيطرة الحكومة المركزية الصومالية، منطقة عازلة، عبر تشكيل قوة امنية محلية، لذلك دربت صوماليين في كينيا.

لكن الفكرة اخفقت، وبدا الدعم الغربي الذي اتخذ شكل مساعدة عسكرية كانت تعول عليها كينيا، متواضعا في افضل الاحوال. وقال جي. بيتر فام من مركز اتلانتيك كاونسل للبحوث ان "المسؤولين الكينيين اذا خاضوا الحرب دون سيولة كافية وبالاعتماد فقط على الاسرة الدولية فاتهم يظهرون بذلك عدم اطلاع على كيفية سير الامور".

من جانبه، اعتبر مركز مجموعة الازمات الدولية للبحوث في تشرين الثاني/نوفمبر ان على نيروبي التقليل من آمالها في الحاق هزيمة بحركة الشباب. واضافت ان "خفض التوقعات يجب ان يبدأ بتحديد هدف متواضع للمهمة يمكن تحقيقه في الصومال، وهو اضعاف القدرات العسكرية للشباب والسعي الى حل تفاوضي".

لكن اراء المسؤولين الكينيين حول الهدف النهائي للعملية العسكرية تتعارض بين السيطرة على مدينة كيسماو المعروفة بمرفأها في جنوب الصومال، والذي يؤمن العائدات الضرورية لحركة الشباب، او الاكتفاء فقط ببسط الامن في المناطق الحدودية لكينيا.

ودعت مجموعة الازمات الدولية "الجيش الى مقاومة الميول لتحقيق نجاح استعراضي". واضافت "اذا كان من المنطقي على الصعيد العسكري استهداف مرفأ كيسماو ... يجب القيام بذلك بطريقة مدروسة، ومن الضروري البحث في تدابير اخرى، كفرض حصار اقتصادي على المرفأ، على الا يكون انسانيا، واشعال الجبهات لانهاك المقاتلين".

وقد عدلت عملية "ليندا نشي" (حماية البلاد باللغة السواحلية) حتى الان ديناميكية النزاع الصومالي، من خلال زيادة الضغط على حركة الشباب وخصوصا منذ ارسلت اثيوبيا قوات الى الصومال في خضم الهجوم الكيني.

وبغض النظر عن العملية العسكرية البحتة، يتعين على نيروبي ان تضع نصب عينيها هدف احلال الاستقرار في الصومال الذي لا تتولى شؤونه حكومة مركزية منذ انهيار نظام سياد بري في 1991 ومنذ محاكمة قادة حرب ومتمردين اسلاميين وعصابات اجرامية. واعتبر رشيد عبدي انه "تتوافر للكينيين فرصة لتحقيق هدف اكبر يجب الا يقتصر فقط على اقامة منطقة عازلة". وقال "عليهم ان يحاولوا بسط الاستقرار في كل انحاء الصومال".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف