المفاوضات بين الاميركيين وطالبان معادلات مليئة بالنقاط المجهولة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: بدأت واشنطن محادثات استكشافية مع حركة طالبان تهدف الى فتح مفاوضات سلام برعاية الحكومة الافغانية لكنها تصطدم بعدة عقبات على رأسها غموض نوايا المتمردين.
وفي مؤشر على النشاط الدبلوماسي، ارسلت الولايات المتحدة مؤخرا مبعوثها الخاص الى المنطقة مارك غروسمان الذي التقى حسب مسؤول افغاني، ممثلين عن المتمردين في قطر حيث تدرس امكانية اقامة مكتب لطالبان ليكون قاعدة لمفاوضات.
وقال المحللون انه من الواضح ان الاميركيين يرغبون في ترك كابول تنظم المفاوضات وفي انهاء انسحابهم من افغانسنتان بحلول نهاية 2014، لكن واشنطن ما زالت تجهل نوايا طالبان.
هل المتمردون مستعدون لمحاورة الرئيس حميد كرزاي عندما يتهمونه بانه دمية بيد الاميركيين؟ ام انهم لا يسعون سوى الى انسحاب سريع لكل القوات الاجنبية من افغانستان؟.
وبانتظار الحصول على ردود، تلتزم الولايات المتحدة "حذرا كبيرا وتبقى توقعاتها متواضعة" على حد تعبير بروس ريدل العميل السابق في السي آي ايه والخبير في شؤون جنوب آسيا.
واكد ريدل الخبير في معهد بروكينغز المركز الفكري في واشنطن ان "الاهم من ذلك هم انهم لا يستطيعون الحصول على ردود قبل بعض الوقت".
والقضية الاخرى التي يجب تسويتها برايه هي هل الجيش الباكستاني الذي يتمتع بنفوذ "هائل" على قادة طالبان "مهتم" فعلا "بعملية تفاوض سياسي حقيقية؟".
وقال محللون ان ادارة اوباما ترغب من اجل اختبار حسن نية طالبانن في الحصول على "وقف لاطلاق النار في مناطقهم" وتدرس امكانية الافراج عن خمسة معتقلين افغان من سجن غوانتانامو للبرهنة على حسن نيتها.
لكن ريدل اكد ان هذه النقطة الاخيرة "قضية سياسية داخلية حساسة جدا في الولايات المتحدة قبل لاسنة من الانتخابات" التي يسعى فيها الرئيس باراك اوباما لشغل المنصب لولاية ثانية.
وصرح اشلي تيليس المحلل في مؤسسة كارنيغي للسلام انه "سيكون من السابق لاوانه" نقل هؤلاء المعتقلين قبل ان تعبر طالبان بوضوح عن اهتمامها بمفاوضات سلام.
واضاف ان الولايات المتحدة تريد التوصل الى اتفاق مع طالبان قبل نهاية 2014. وتابع "لكني لا اعرف اذا كان هناك اي شخص في الحكومة يعتقد ان اتفاقا من هذا النوع ممكن خلال هذه الفترة".
وتابع ان "احدى القضايا الاساسية هي معرفة ما اذا كانت طالبان مستعدة لقبول الدستور الافغاني" وحقوق النساء التي ينص عليها.
وقال الخبير نفسه ان الصعوبة الاخرى تكمن في السؤال "كيف يمكن تطبيق" وقف لاطلاق النار من قبل طالبان اذا كانت تضم هذا العدد الكبير من الفصائل.
واضاف "كيف يمكن لطالبان ان تقبل بعملية مصالحة تقضي بقبول بقاء الولايات المتحدة في افغانستان عبر وجود عسكري (لما يتبقى من القوات) بعد 2014؟".
الا ان ستيف كول رئيس مؤسسة نيو اميركا المركز الفكري الاميركي قال انه على الرغم من كل هذه النقاط المجهولة "من الممكن ان يقتنع جزء من طالبان". واضاف ان المتمردين قد يقبلون مثلا بتقاسم السلطة في الادارات المركزية والولايات.
ولهذه المحادثات جانب ايجابي آخر. وقال تيليس ان "الادارة (الاميركية) تعتقد للمرة الاولى انها تناقش مع الاشخاص المناسبين" اي ممثلي الملا محمد عمر زعيم طالبان.