رضوان زيادة: استمرار الأسد في القتل يقود إلى التدخل العسكري

قال الدكتور رضوان زيادة، منسق العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري إن إمعان نظام الرئيس السوري بشار الأسد في القتل سيقنع السوريين أكثر بأن الحل في سوريا يكون من خلال اللجوء لتدخل عسكري من أصدقاء سوريا.

أكّدالدكتور رضوان زيادة، منسق العلاقات الخارجيّة في المجلس الوطني السوريأنه إذا أصرّ النظام السوري على سياسات القتل، فإنّ الوضع يقود الى تدخل عسكري ومطالب التدخل العسكري تزداد يوماً بعد يوم ".
ورأى أن الأزمة في بلاده جاءت لتكون مكسر عصا بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية بعد خشية الأولى من تكرار السيناريو الليبي حيث خسرت موسكو مصالحها، بحسب رضوان.
وتخوف من أن يذهب الشعب السوري ضحية صراعات إقليمية ودولية، قائلاً:" إن تداخل الاطراف على خط الازمة السورية لاسيما تدخل ايران ساهم في ان تكون ساحة صراع بين طهران وواشنطن وايضاً بين واشنطن وموسكو".

ولفت زيادة الى أن حملة الإنتخابات الرئاسية الأميركية التي يخوضها الرئيس باراك اوباما ضد الجمهوريين جعلت الموضوع السوري غير جذاب " بالاضافة الى الأزمة الاقتصادية التي تمرّ بها الولايات المتحدة، وبالتالي فالرئيس الأميركي بنى حملته الانتخابية على سحب القوات الأميركية من العراق وبالتالي أي تورط او تدخل عسكري في سوريا لا يعرف كيف يكون".
وفي ما يلي نص الحوار:

*كيف تنظرون الى الفيتو (الروسي - الصيني) على مشروع قرار مجلس الأمن الخاص بسوريا؟
-كان هناك عمل دؤوب من اجل استصدار قرار بشأن سوريا في مجلس الأمن، ولذلك توجه وفد المجلس الوطني السوري إلى مجلس الامن والتقينا مع كل مندوبي الدول الاعضاء الدائمين وغير الدائمين، مثل مندوب السفير الروسي والاميركي والبريطاني والفرنسي والالماني وغيرهم كانت المباحثات مكثفة بهدف الوصول الى مشروع قرار وطالبنا كل الدول بما فيها الطرف العربي استخدام المرونة من أجل منع روسيا من استخدامها حق الفيتو.

* هنا ثمة سؤال تردد في ذهن الجميع هل الموقف الروسي داخل مجلس الأمن كان موقفاً تفاوضياً من أجل إضعاف مشروع القرار وتقديم تنازلات أكثر لصالح الأسد، أم موقفاً مبدئياً لارجعة فيه.. أنتم كيف وجدتم ذلك قبل عقد الجلسة؟
_تبين في النهاية أن الموقف مبدئي، فقدتم تقديم تنازلات من المعارضة وأخذتفي الاعتبار الكثير من الأمور التي طلبتها روسيا لكن ليس من المعقول ان تكون التنازلات من طرف واحد على الرغم من أنه لم يكن هناك في نص القرار مشروع عقوبات ولم يكن هناك احالة على محكمة الجنائية الدولية ولم يكن هنالك فرض على السلاح على الرغم من ذلك روسيا استخدمت الفيتو.

*لماذا برأيكم كان الموقف الروسي متشدداً ضد القرار؟
التشدد من قبل موسكو يعود إلى أسباب مختلفة: البعض يقول ان الاسباب داخلية بمعنى أن رئيس الوزراء فلاديمير بوتين سوف يكون المرشح الرئيس للانتخابات الرئاسية في آذار القادم ولبّ معركته الانتخابية هي روسيا مع الغرب خاصة في اللغة الحادة التي استخدمها عقب الانتخابات البرلمانية في روسيا وبالتالي روسيا دخلت بشكل أو بآخر محور صراعات او استقطاب دولية وكأننا تماماً في مرحلة الحرب الباردة، وتكون سوريا محورها الرئيس.

*هل أثر التباين الأميركي الروسي بشأن القضايا الخلافية والتي من بينها الملف السوري على مسار التصويت؟
الولايات المتحدة لديها مصالح كبيرة مع روسيا، وقد تحدثت مع السفير الأميركي في روسيا وتحدثنا بالتفصيل وكان متأثرا من موقف روسيا في مجلس الامن، علما أن من المهمات الموكلة إليه تغيير الموقف الروسي تجاه الازمة السورية مع الإشارة إلى أن روسيا لديها مصالح كبيرة مع الولايات المتحدة سواء اقتصادية أو عسكرية او حتى على المستوى السياسي
ومن المعروف ان العلاقات الاميركية الروسية كانت سيئة خلال فترة الرئيس السابق جورج بوش عندما اتى الرئيس اوباما وقام بإعادة تأسيس العلاقات على أسس جديدة والتقى مع بوتين ثلاث مرات او اربع مرات في موسكو او واشنطن بهدف إعادة هيكلة هذه العلاقات على اسس جديدة.

*لكن الخلافات الروسية الأميركية استمرت أيضاً مع إدارة اوباما ومن نقاط الخلاف موقف روسيا من نشر الدرع الصاروخي؟
_الدرع الصاروخي تمت تسويته عندما تم توقيع اتفاقية بهذا الشأن، وتم تجديد معاهدة خفض التسلح حتى الثلث لكنهفي الوقت نفسهاتت الازمة السورية لتكون تقريباً مكسر عصا بين روسيا والولايات المتحدة، فروسيا بشكل رئيس تهاجم الولايات المتحدة والدول الغربية على اساءتها لاستخدام القرار1973 في ليبيا الذي هدف الى تغيير النظام وايضاً في الوقت نفسه روسيا لاحظنا انها بدأت تشن حملة ضد بعض الدول العربية لاسيما بعض الدول الخليجية مثل قطر لأنها تحملها مسؤولية خسارتها استثماراتها في ليبيا وادعائها انها تلعب دورا أكبر من وزنها وما الى ذلك على الرغم من ان البلدين تربطهما مصالح كبيرة في الغاز.

*إذاً سيذهب الشعب السوري ضحية خلافات دولية وإقليمية؟
_ كل الذي نخشاه ان يكون الشعب السوري ضحية الصراعات الدولية والاقليمية، كنا نريد تجنيب سوريا بقدر ما نستطيع هذه الصراعات، الثورة السورية هي من أجل الحرية والكرامة ليس لديها أجندة اقليمية ليس لديها اجندة دولية لكن تداخل الاطراف على خط الازمة السورية لاسيما تدخل ايران ساهم في ان تكون سوريا ساحة صراع بين طهران وواشنطن وايضاً بين واشنطن وموسكو.

*وماذا عن الموقف الصيني هل كان مفاجئاً لكم؟
_نعم كان الفيتو الصيني مفاجئاً، وحسب ما علمنا فإن السعودية حاولت التواصل مع الصين ورئيس الوزراء الصيني إجتمع مع العاهل السعودي.

*لماذا برأيكم؟
_ الفيتو الصيني ثانوي، فبكين تردّ الجميل لروسيا عن مواقف سابقة تهم الصين مثل بورما.

*هل ستتحركون لتغيير الموقف الروسي؟
_التحرك مع الروس أعتقد لاجدوى منه .

*إذاً الإتصالات مقطوعة؟
_الاتصالات مقطوعة بعد استخدام الفيتو فقبل ذلك كانت الاتصالات قائمة على أعلى المستويات.
*لماذا ترفضون المبادرة الروسية وهي نصت على الحوار لكي تصبح سوريا دولة ديمقراطية ؟ أليس هذا هو الهدف الذي قامت من أجله الثورة؟
تدعي موسكو أنها لاتدعم الاسد وهي تقول إنها تسعى إلى حل سياسي وهذا عبارة عن مناورة ولا نجد فيها اي صدق او تغير لجهة، الحوار لا يمكن مع بشار الاسد لانه قتل الكثير ومستحيل ان نقبل اي شكل من الحوار معه.

*وهل لديكم الإستعداد للجلوس مع أحد اركان النظام للحوار معه غير الأسد؟
_لا مانع سوف نجلس مع أي طرف لم تتلطخ يده بدماء المواطنين السوريين شرط ان يتم تسليم السلطة لإدارة انتقالية للشروع في بناء دولة سورية ديمقراطية تكفل كافة الحقوق.

*أنتم تجزمون أن النظام السوري سوف يرحل؟
_بشار سيرحل في النهاية، وفي تاريخ البشرية ليس هناك ثورة شعبية استطاعت عصابة او نظام أن يقضي عليها.

*لنتحدث بصراحة النظام السوري يقول إن أفرادًا من الجماعات المسلحة تستهدف أمن الوطن وتقتل أفرادا من الجيش ماذا تقولون؟
_ الآن يسقط عدد من الشبيحة وميليشيات الاسد التي تهاجم المدنيين العزّل فالناس بدأت تدافع عن عرضها وأموالها ومساكنها.

*هل انعطفت الثورة السورية السلمية الى العمل المسلح؟
_ هي مزيج من التظاهرات السلمية المستمرة وبالإضافة إلى ظهور هيئة تنظيمات مسلحة ويمثلها الجيش السوري الحر، هو عبارة عن منشقين من الجيش النظامي ولديهم تشكيلات ويعتمدون على الاسلحة الخفيفة .

*ذكرتم الأسلحة الخفيفة .. لكن هنالك كلام عن تهريب أسلحة ثقيلة لمواجهة الجيش السوري ؟
_أنت تتحدث عن جيش من أكبر جيوش العالم ويعد 400 الف مجند، والجيش منتشر على الاراضي السورية، وفي حمص وحدها تتمركز 4 فرق رئيسة، وبالتالي الانشقاقات الكبيرة هي من حمص وكل مخازن الاسلحة والمستودعات وبالتالي من السهولة السيطرة عليها.

*ألا تخشون فيما لو حقق الجيش السوري الحر انتصاراً سينفرد في القرار السياسي، وبالتالي المجلس الوطني سيخرج خالي الوفاض؟
_المجلس الوطن هو الشعب السوري فهو يضم جميع المكونات السورية، ففيه مسلمون ومسيحيون وعرب وأكراد، فكما ذكرت لكم أن الثورة السورية مزيج، وما زالت هناك تظاهرات سلمية وعمليات للجيش الحر ومطلوب منه ان ينظم ويوحد صفوفه، وإحدى مهمات المجلس الوطني الرئيسة هي دعم الجيش السوري الحر لترتيب صفوفه لدعمه بكل الطرق الممكنة خاصة أن النظام فقد السيطرة بشكل كبير على الاراضي السورية مثل الزبداني والبوكمال وبعض الاحياء في حمص وتدريجيا حتى يفقد السيطرة على أطراف أخرى .

*هل تؤيدون عمليات الجيش السوري الحر ضد المنشآت الحكومية؟
_عمليات الجيش السوري الحر من أجل حماية المدنيين وعندما تقوم ميليشيات الاسد بدخول مدينة فإنها تستبيحها وبالتالي العمليات القتالية لمنع ميليشيات الأسد من ارتكاب جرائم.

*يتردد لدى المعنيين في الشأن السوري أن مدينة حلب والتي تعتبر القلب الإقتصادي للبلد مازالت تؤيد الرئيس بشار الاسد وجميع التجار معه، وبالتالي ذلك يمنع النظام من السقوط الى اي حد تتفقون مع ذلك؟
_لا اتفق، التجار الذين يقفون مع بشار الأسد هم فقط ابناء الضباط العلويين أما تجار حلب التقليديون وقفوا على الحياد خوفاً من القتل.

*هل خيار اصدقاء سوريا الذي طرحته الجامعة العربية سيكون مناسباً لكم؟
_بعد استخدام روسيا للفيتو اصبح من غير الممكن العمل مجدداً مع مجلس الامن حتى لو اردنا ان نحقق فرض عقوبات او احالة القتلة على محكمة الجنائية الدولية لن نستطيع بسبب استخدام الروس الفيتو، وبالتالي الإطار الوحيد الذي يمكن ان نعمل به هو تشكيل تحالف دولي لأصدقاء سوريا.

*ماهي الآلية؟ وكيف سيتم الاتفاق؟ وهل هي خطوة مماثلة لما حدث في ليبيا؟
_ هذه الفكرة أتت من شهر أيار الماضي لكن كانت بعض الدول ومنها الولايات المتحدة وفرنسا تتحفظ على هذه الفكرة لأنه من شأنها ان تثير مخاوف روسيا التي تقول إن الغرب يريد أن تمر سوريا بالمسار الليبي نفسه .

*إذاً الحل تدخل عسكري يقوده أصدقاء سوريا؟
اذا اصر النظام السوري على سياسات القتل والاحتلال الموضوع يقود الى تدخل عسكري ومطالب التدخل العسكري تزداد يوماً بعد يوم داخل سوريا.

*هناك من يقول إن أميركا تتحرك وفق مصالح واضحة فقد خاضوا الحرب في العراق من اجل النفط وكذلك تحرك الناتو في ليبيا للسبب ذاته .. لكن في سوريا لا توجد ثروة كما في البلدين السالفين الذكر؟
_هذا صحيح لكن اذا اخذت الاوضاع مسارا مختلفا بمعنى التأييد الشعبي الكبير للتخلص من نظام الاسد بأي شكل من الاشكال وبالتالي فإن ذلك سيلقى دعما كبيرا، وليس دائماً تتدخل من اجل النفط فمثلا في كوسوفو لم يكن هناك نفط .

*لماذا لم يقدموا الى حد الآن على التدخل العسكري؟
_ الذي أخر التدخل الدولي في سوريا هو التعقيد الاقليمي الذي تحدثنا عنه .

*هل أنتم مرتاحون من الموقف الأميركي تجاه القضية السورية؟
_الموقف الاميركي منذ أن اعلن الرئيس اوباما الشهر الماضي أن على بشار الاسد التنحي اعتمد بشكل رئيس على تعزيز الضغوطات الدولية ومنها دعوة الجامعة العربية والاتحاد الدولي الى الضغط على الأسد.

*هل الموقف الأميركي ينسجم مع حجم الأزمة في سوريا أم أن الحملة الانتخابية قد أثرتفي ذلك؟
_المسألة الرئيسة في الولايات المتحدة أن الرئيس أوباما مقبل على انتخابات رئاسية بالاضافة الى الأزمة الاقتصادية والموضوع السوري غير جذاب انتخابياً والرئيس الاميركي بنى حملته الانتخابية على سحب الجنود من العراق وبالتالي أي تورط او تدخل عسكري في سوريا لايعرف كيف يكون.

*أخيراً كيف استقبلتم قرار دول الخليج طرد سفراء سوريا؟
_هذه خطوة مهمة وتأتي استمراراً لعمل تونس وهنا تكمن الأهمية في أن دول مجلس التعاون تملك ثقلا سياسيا واقتصاديا، واعتقد أن هذه الخطوة سوف تزيد من عزلة الأسد، وبذلك وصل بشار الى خط اللاعودة.