مصراته المدينة الليبية المعذبة تنتظر اعادة اعمارها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
مصراته: يعكف حسين موسى من فوق سلمه على اعادة دهان مدخل محل تجاري في مدينة مصراته الساحلية ويغطي بدقة بالدهان الابيض الستار الذي كان لونه اخضر، لون نظام العقيد معمر القذافي.
ويقول حسين موسى بعد سنة من اندلاع الانتفاضة الشعبية التي تحولت الى نزاع مسلح واطاحت بنظام القذافي الذي اعدم بعد ان حكم البلاد 42 سنة بقبضة من حديد "في عهد القذافي كان صاحب المحل مضطرا الى استعمال اللون الاخضر".
ويقع متجر تجهيزات البناء في شارع يؤدي الى جادة طرابلس، احد اكبر شوارع المدينة الضحية خلال الثورة التي حاصرتها قوات القذافي عدة اشهر.
وبعد سنة على اندلاع الثورة ما زالت ثالث كبرى مدن ليبيا تحمل اثار ذلك النزاع الدامي.
وقد دفعت الجادة ثمنا باهظا خلال النزاع الذي انتهى في العشرين من تشرين الاول/اكتوبر بمقتل معمر القذافي في مسقط راسه بسرت.
وما زال حطام المباني التي نسفتها الانفجارات ودمرتها القذائف متناثرة على ارصفة الجادة الواسعة.
ويحمل كل منزل وكل بناية اثار الرصاص والقذائف حتى انه لم يبق في بعضها سوى هيكلها الحديدي من شدة القصف.
وقال رمضان دولا محافظ متحف في جادة طرابلس راويا راويا كيف دار النزاع وسط القذائف والمسدسات والمدافع والدبابات، ان "تصور اشهر من المعارك ما زال يهزنا. دمرونا قبل ان يتمرد رجالنا على القذافي".
وقد الصقت مئات الصور على جدران المتحف، صور شهداء وجرحى مصراته.
والى جانبها عرضت بزات عسكرية شخصية للعقيد القذافي وكرسي وحذاء ومسدس واشياء اخرى قال الثوار انهم اخذوها من منزله في سرت.
كذلك من بين ما عرضه المتحف نسخة شهاد وفاة الزعيم السابق صدرت عن المستشفى الذي نقل اليه تقول ان سبب وفاة معمر القذافي "غير طبيعي برصاصة في صدغه واخرى في صدره".
وقتل ثوار ليبيون معمر القذافي الذي كان فارا بعد سقوط طرابلس نهاية اب/اغسطس بعد اسره، في العشرين من تشرين الاول/اكتوبر في ظروف غامضة.
واكد بعض المسؤولين الليبيين ان الزعيم السابق قتل في تبادل اطلاق نار بين رجاله ومقاتلي مصراته بعد اسره عندما كان يزحف في انبوب مياه الصرف.
وبعد اربعة اشهر من ذلك يشعر سكان مصراته بان السلطات تخلت عنهم.
وقال فتحي علي باش اغا رجل الاعمال النافذ الذي عاد الى اعماله بعد ان كان ناطقا باسم المجلس العسكري في مصراته خلال النزاع ان "كل واحد يعيد بناء منزله بمفرده، لم نحصل على اي مساعدة من الحكومة".
لكن مصطفى احمد علي صاحب مطعم يدعو الى التحلي بالصبر.
ويقول ان "الامر لا يتعلق فقط بمصراته، بل البلد برمته، يجب اعادة اعمار كل ليبيا وسيكون ذلك طويل ويجب علينا ان نتحلى بالصبر".