أخبار

توكل كرمان تنخرط في العملية السياسية في اليمن

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

صنعاء: من خيمتها البسيطة ذات الاضاءة الخافتة داخل ساحة التغيير في صنعاء، ترسم الناشطة اليمنية المعارضة وحائزة جائزة نوبل للسلام توكل كرمان الخطوط العريضة ليمن المستقبل: دولة حديثة يحكمها القانون وتسودها المساواة بين المواطنين.
ويبدو ان هذه الخطيبة المتقدة التي قادت جماهير الشباب في الساحات قد خففت من حدة خطابها اذ لم تعد تطالب بمحاكمة الرئيس علي عبدالله صالح كما انها تدعم الاقتراع لنائبه عبد ربه منصور هادي الذي سينتخب الثلاثاء رئيسا توافقيا لليمن.

وقالت كرمان "نحن ندعم انتخاب هادي لمرحلة انتقالية تستمر سنتين ويتعين علينا خلالها ان نبني اليمن الجديد" داعية "شباب الثورة السلمية" الى الاقتراع لنائب الرئيس والانخراط في مختلف مراحل المرحلة الانتقالية.
وسيخوض هادي الانتخابات الثلاثاء مرشحا توافيا ووحيدا ليصبح الرئيس الجديد بموجب اتفاق انتقال السلطة الذي وقع عليه الرئيس صالح في الرياض في 23 تشرين الثاني/نوفمبر بعد عشرة اشهر من الاحتجاجات المناهضة لنظامه.

واكدت كرمان ان وصول هادي الى رئاسة الجمهورية هو "احدى ثمار الثورة الشبابية الشعبية التي أجبرت علي عبد الله صالح على الرحيل".
وبحسب الناشطة، فان شباب اليمن سيقومون اعتبارا من اليوم التالي للانتخابات بالعمل على "استكمال هدف الثورة الابرز وهو بناء الدولة المدنية الحديثة".

وبحسب كرمان التي كانت تجلس في خيمتها بين ابنها البالغ ثماني سنوات وابنتها البالغة سبع سنوات، فان اهم ملامح هذه الدولة هي "مكافحة الفساد وضمان الرشد والنزاهة في المؤسسات العامة وتحقيق المساءلة فيها والشروع الفوري بتوحيد الجيش والأمن واعادة مأسستهما وبنائهما على اسس وطنية".
وقالت "سنبدأ كلنا بسن التشريعات والقوانين من اجل الوصول الى دول مدنية حديثة".

وبعدما كانت توكل الصوت الابرز المطالب بمحاكمة الرئيس اليمني، باتت تدعو الى آلية تسمح بمعرفة "الحقيقة" حول مقتل مئات الشباب المحتجين، اضافة الى الحق بالحصول على تعويضات، وذلك في نموذج يشبه نموذج "الحقيقة والمصالحة" في جنوب افريقيا.
وقالت انه يجب تبني "قانون العدالة الانتقالية"، وهو قانون "يجب ان يتضمن الحق في المعرفة، وحق الضحايا في التعويض" على قولها.

وبعد هذا القانون، قالت كرمان انه يتعين على اليمنيين العمل على "صياغة دستور مدني يكفل حق المواطنة المتساوية والمساءلة وسيادة القانون والحقوق والحريات والتداول السلمي للسلطة وصولا الى الانتخابات التشريعية" التي يفترض ان تنظم بعد سنتين.
وردا على سؤال حول مكانة المرأة في الدستور الجديد، قالت كرمان التي تنتمي الى التجمع اليمني للاصلاح، وهو الحزب الاسلامي المعارض الابرز في اليمن، ان الرجال والنساء يجب ان يكونوا متساوين في الحقوق.

ولم تشر كرمان الى الدور السياسي الذي تطمح الى ان تؤديه في المستقبل، الا انها رأت انه يتعين على الشباب الذين قادوا حركة الاحتجاج ان ينضووا تحت لواء كيان موحد للمشاركة في الحوار الوطني الذي يفترض ان يبدأ قريبا.
وكرمان اساسا صحافية، وكانت لاعبة اساسية في تحريك شباب جامعة صنعاء واطلاق حركة الاحتجاجات المناهضة لصالح في كانون الثاني/يناير 2011.

كما ان اعتقالها الوجيز قد ضاعف من حجم الحركة الاحتجاجية.
واصبحت كرمان بعد ذلك خطيبة المنابر الشبابية في شكل يومي، وكانت توجه سهامها من دون كلل الى الرئيس اليمني ونظامه.

وفي شباط/فبراير 2011، اقامت خيمتها في ساحة التغيير في صنعاء الى جانب سائر شباب "الثورة الشبابية السلمية"، ومكثت كرمان في الخيمة مع زوجها وابنائها خوفا من نظام الرئيس صالح.
وما زالت خيمتها قائمة حتى اليوم وتستقبل فيها الناشطين الذين يريدون مناقشة الاوضاع السياسية معها.

الا انها تقول اليوم انها تتلقى تهديدات جديدة من تنظيم القاعدة او اشخاص يدعون انهم من التنظيم المتطرف على قولها.
وقالت لوكالة فرانس برس "تلقيت تهديدين بالامس بواسطة رسائل نصية، التهديد الاول من اشخاص يدعون انتماءهم للقاعدة والاخر من مجموعة انصار الشريعة"، وهي الاسم الذي تتخذه القاعدة في جنوب اليمن.

واضافت "قالوا لي ان دمي مهدر في حال لم اعلن التوبة".

وحملت كرمان "نظام علي صالح مسؤولية اي اعتداء قد اتعرض له لانه معروف ان هذا النظام هو الذي كان يستنسخ القاعدة ليستجدي الغرب".

وفي كل الاحوال، تبدو كرمان حالة استثنائية في بلدها المحافظ جدا والذي تتمتع فيه القبيلة بدور كبير.

فكرمان بدأت منذ العام 2007 تظاهرات اسبوعية للمطالبة بحقوق ضحايا زعماء القبائل وبتعزيز حرية التعبير وللتنديد باعتقال المعارضين.

وقالت "البعض سخر مني وقال انني مجنونة، الا انه لم يساورني الشك لحظة واحدة بانه سيأتي اليوم الذي ينتفض فيه الشعب اليمني كله"، داعية الشباب الى ان يكونوا "عمود بناء الدولة المدنية الجديدة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف