ساركوزي يتهم هولاند باتباع سياسة مزدوجة

مرسيليا: اتهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الأحد منافسة الاشتراكي فرنسوا هولاند باتباع لهجة مزدوجة بشأن السياسة الاقتصادية وبتغيير مواقفه من ليبرالية إلى اشتراكية بحسب الظروف.

وقال الرئيس الفرنسي في لقاء انتخابي كبير في مرسيليا (جنوب شرق) إنه "يظهر في شكل (رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت) تاتشر في لندن وفي شكل (الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا) ميتران في باريس"، وذلك ردًا على تصريحات أدلى بها المرشح الاشتراكي أخيرًا للصحافة البريطانية. وكان هولاند قد سعى إلى تهدئة المخاوف الاقتصادية حياله في حديث لصحيفة الغارديان البريطانية الاثنين.

وقال المرشح الاشتراكي في هذا الحديث إن "اليسار حكم لمدة 15 عامًا، قام خلالها بتحرير الاقتصاد وفتح الأسواق أمام الاستثمارات والخصخصة. ولا مجال لوجود مخاوف" في هذا الشأن. في حين إنه قال قبل ذلك بأيام خلال لقاء انتخابي في فرنسا إن "خصمه الوحيد" هو "عالم المال".

من جهة أخرى، سعى نيكولا ساركوزي من جديد في مرسيليا إلى تضخيم خطورة الوضع، مؤكدًا أن فرنسا، التي تأثرت بأزمة 2008 "أفلتت من كارثة"، معتبرًا أن "الذين يتصرفون، وكان شيئًا خطرًا لم يحدث منذ ثلاث سنوات إنما يكذبون على الفرنسيين".

وأضاف "كل بنوك العالم كادت أن تختفي، ووظائفكم تعرّضت للتهديد. لقد نجحنا في منع هذه الكارثة"، مقدمًا نفسه كضامن لدولة حامية للفرنسيين في مواجهة الأزمات المالية، في حين أنه هو نفسه دافع العام 2007 عن سياسة متحررة للغاية في المجال الاقتصادي.

كما أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أنه لن يكون "مرشح نخبة صغيرة مقابل الشعب"، مشيرًا إلى أن الاستفتاء الذي يريد اللجوء إليه، وخصوصًا ضد الهجرة والبطالة، يتفق مع "روح" الجمهورية الفرنسية.

وقال ساركوزي في مرسيليا (جنوب شرق) في اول لقاء انتخابي كبير في اطار حملته الانتخابية "اريد ان اكون مرشح الشعب الفرنسي. لن اكون مرشح نخبة صغيرة مقابل الشعب". واضاف ان "الاستفتاء هو روح الجمهورية الخامسة نفسها"، مؤكدا انه يتوجّه الى الذين يعتقدون ان "التوجه الى الشعب هو من قبيل الشعبوية، لانهم يعتقدون في أعماقهم أن الشعب ليس من الوعي الكافي ولا الذكاء الكافي لنسأله رايه".

واعتبر أن "حق العاطلين عن العمل في التدريب والخلاف على الهجرة هما من الموضوعات التي يمكن استشارة الفرنسيين في شأنها"، محذرًا من انه "ستكون هناك موضوعات أخرى".

ومنذ الخميس، قدم ساركوزي نفسه في اول لقاء انتخابي له في انيسي (شرق) على انه المدافع عن "الشعب" في مواجهة "النخب السياسية والاقتصادية والادارية والنقابة" التي يمثلها منافسه الاشتراكي فرنسوا هولاند.

وقد اثار ذلك سخرية اليسار الذي ابدى دهشته من هذا "التحول المفاجئ" من "رئيس للاغنياء إلى أب صغير للشعب يقف ضد (المؤسسة)" مذكرًا بصورة رئيس يحتفل بفوزه العام 2007 في مطعم فوكتس الراقي في الشانزليزيه او يمضي اجازاته على متن يخت صديقه الملياردير فانسان بولوريه.