أخبار

ميركل في عزلة بعد هزيمتها في معركة مرشح الرئاسة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

قبلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مرشح المعارضة، يواخيم جاوك، ليصبح رئيساً للجمهورية، في أقسى هزيمة تقع عليها خلال فترة حكمها.

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل

القاهرة: وصفت وسائل الإعلام الألمانية قبول المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مرشح المعارضة، يواخيم جاوك، ليصبح رئيساً للجمهورية، بأنها أصعب هزيمة تتلقاها ميركل خلال فترة مستشاريتها، خاصة وأن شريكها في الائتلاف الحاكم، الحزب الديمقراطي الحر، قد تحالف مع اثنين من أبرز أحزاب المعارضة للمساعدة في تمرير مرشحهم.

وقالت في هذا الصدد اليوم مجلة "دير شبيغل" الألمانية إن تلك الهزيمة المخزية قد تشكل نقطة تحول بالنسبة للمستشارة الألمانية، التي لم تفلح في إخفاء مشاعرها الداخلية بخصوص تلك الهزيمة المريرة، خاصة وأنها لا تستطيع أن تتحكم في تعبيرات وجهها، كما أن ملامحها دائماً ما تخون حالتها المزاجية وكذلك ما يدور بفكرها.

ففي المؤتمر الصحافي الذي عقد مساء يوم الأحد الماضي، حيث قدمت الأحزاب السياسية الأساسية الخمسة في ألمانيا يواخيم جاوك باعتباره مرشحهم التوافقي لمنصب الرئيس الألماني، حاولت ميركل أن تبتسم بصورة شجاعة. وأعقبت المجلة بقولها إن هناك ما يبرر شعور ميركل بالمرارة. ففي مساعيها للبحث عن رئيس ألماني جديد، تعرضت لإخفاق تام وكامل. وقد اضطرت لقبول ألد هزائمها خلال مستشاريتها.

وتابعت دير شبيغل بتأكيدها أن ترشيح جاوك قد فُرِض عليها من جانب تحالف قوامه ثلاثة أحزاب هي : الحزب الديمقراطي الاجتماعي ( يسار وسط ) وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر. وهي الخطوة التي قد تشكل نقطة تحول لميركل في منصبها.

ويحاول المحافظون الآن أن يضعوا لمحة إيجابية على تنازل ميركل ويصورونه باعتباره خطوة ماهرة. غير أن المجلة أوضحت أن ذلك يعتبر سوء فهم متعمد. كما أن تلك الواقعة تذكر بمحاولة مماثلة شارك بها المستشار السابق جيرهارد شرودر. فحين استقال شرودر في شباط / فبراير عام 2004 من رئاسة الحزب الديمقراطي الاجتماعي، أثنى بعض الأشخاص على تلك الخطوة ووصفوها بالقرار الاستراتيجي الحكيم.

لكن قراره هذا قد تم اتخاذه في واقع الأمر نتيجة ضعف ومحنة. وقال حينها أحد المراقبين " إنها بداية النهاية". وفي تصريحات لها قبل بدء عطلة نهاية الأسبوع الماضي، وصفت ميركل عملية البحث عن خليفة للرئيس السابق كريستيان ولف بأنها "عملية متكررة"، وهو التعبير الذي رأت المجلة أنه رائع للغاية ويجسد نهج ميركل السياسي.

ورغم ما هو معروف عن ميركل، إلا أنها أخطأت الحسابات هذه المرة، ولم تتنازل ميركل لأنها خبيرة إستراتيجية ذكية، وإنما لافتقارها القوة.

فحاولت أن تطوق الحزب الديمقراطي الاجتماعي وحزب الخضر من خلال تقديمها مرشحها للرئاسة، الذي لم يختلف عن جاوك الذي يحظي بشعبية، وشأنه شأنه باعتباره مرشح فوق مستوى الشبهات، ومن الصعب على المعارضة أن ترفضه، ألا وهو رئيس المحكمة الدستورية، اندرياس فوسكوهل. لكن حين أعلن فوسكوهل يوم السبت الماضي أنه لا يرغب في أن يكون رئيساً للبلاد، اتضح أن ميركل فقدت سيطرتها على اللعبة.

وتابعت المجلة بقولها إن مسؤولي حزب الخضر والحزب الديمقراطي الاجتماعي سرعان ما أدركوا أن دعم الحزب الديمقراطي الحر لجاوك قد أعطاهما فرصة غير مسبوقة لعزل ميركل وإسقاط علاقات السلطة المعترف بها قانونياً بضربة قاضية واحدة.

ومضت المجلة تقول إن تلك هي نهاية اللعبة التي لم تتمكن ميركل الحذرة من التنبؤ بها. وقد انطلقت الآن تلك الأحزاب الثلاثة ( الديمقراطيين الاجتماعيين والخضر والديمقراطي الحر ) ومضت في طريقها، لاسيما وأن بمقدورها الانضمام إلى قوى لتشكيل حكومة ائتلافية بعد انتخابات عام 2013.

ويمكن القول إن تلك الأحزاب الثلاثة قد تفوقت بالحيلة والخديعة على الخبيرة الإستراتيجية المحنكة أنجيلا ميركل.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الزعيمة ميركا
CDU -

ميركل اءمراة Made in Germany أكبر اءمراءة سياسية فى العالم فى تاريخ العالم لن يوجد مثلها فى التاريخ تتقن السياسة ليس بألدكتاتورية بل بألديبلوماسية العلمانية تحمل دكتورا فيزيك فى الوقت الحاضر فرنسا تحت قيادتها والرئيس الجديد سينفذ ماذا تقوله

الألمان!
عبدالله الحر -

حضارة تستحق التأمل

هزيمة ام شعور بالمسئولية
منير العبيدي -

ليست الموافقة على كاوك هزيمة لميركل ابدا بل موقف مسئول يستدعي الاحترام في ظرف عصيب تمر به ليس المانيا و حدها بل النظام العالمي برمته خصوصا و ان المانيا تلعب دورا محوريا في حل ازمة اليورو و لا ارى موقف ميركل سوى مرونه عالية و ابتعاد عن الاعتبارات الحزبية الضيقة في اختيار رئيس المانيا و هذا ما كان يجب ان يكون منذ وقت طويل...