بعد وقوفها مع سوريا...هل تدفع روسيا الشرق الأوسط إلى حرب باردة؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ترفض روسيا حضور اجتماعاً برعاية جامعة الدول العربية بشأن سوريا، في الوقت الذي يحذر فيه الخبراء من أن موقفها يشجّع إيران على الوقوف بحزم ضد الغرب. ومن الجهة الأخرى، لطّفت الولايات المتحدة موقفها تجاه تسليح المعارضة، ما يترك الصراع في الشرق الأوسط أشبه بحرب باردة جديدة.
أما الصراع الطويل والمتدهور في سوريا، فلا شك أنه سيحمل انعكاسات شبه مؤكدة في إيران، بما في ذلك زيادة فرص حدوث مواجهة عسكرية بين إيران وإسرائيل، كما يقول خبراء المنطقة.
من المقرر أن تحضر وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري رودهام كلينتون وعدد من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعاً برعاية جامعة الدول العربية في تونس يوم الجمعة المقبل، لكن غياب روسيا، وغياب الصين المحتمل، قد يجعل إمكانية التحرك في مجلس الأمن لحل الأزمة السورية "أمراً أكثر صعوبة".
واعتبرت صحيفة الـ "كريستيان ساينس مونيتور" أن الانقسام على المستوى الدولي سيمهّد الطريق لمزيد من العنف في سوريا، وبالتالي لمخاطر أكبر في منطقة الشرق الأوسط. ونقلت الصحيفة عن جيمس فيليبس، باحث في شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة "هيريتيج" في واشنطن، قوله إن "المواجهة في مجلس الأمن، وعزم روسيا على الوقوف إلى جانب حليفها القوي الأخير في الشرق الأوسط يعني المزيد من الفوضى في سوريا".
وأضاف إن "الدول العربية وبعض الدول الأوروبية تسير نحو إيجاد سبل لتسليح المعارضة المفككة، مما يشير إلى أن العنف ذاهب في طريقه إلى المزيد من التصعيد". كما إن التصلب في الرأي في الشرق والغرب حول سوريا له تداعيات على الأزمة الايرانية، في ضوء علاقات إيران الوثيقة بنظام الرئيس بشار الأسد.
وفي الوقت الذي تمرّ فيه العلاقات بين إيران والمجتمع الدولي في مرحلة دقيقة، حيث ينظر الطرفان في احتمال العودة إلى المحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني، فإن وجود انقسام بين الشرق والغرب من المرجّح أن يؤدي إلى عرقلة هذه المحادثات، وتشبث إيران بموقفها أكثر من أي وقت مضى.
واعتبر فيليبس أن إيران ستعتبر دعم روسيا للأسد بمثابة "ضوء أخضر لموقف طهران الصارم ضد الغرب". وأضاف: "من المرجّح أن تتصلب إيران في موقفها إذا كانت تعتقد أنها يمكن أن تعتمد على روسيا"، بحسب قوله. واعتبر أن إيران ستعتمد على روسيا للمساعدة في صدّ ضغوط من الغرب بشأن برنامجها النووي، وهذا لن يؤدي سوى إلى تزايد فرص نشوب حرب بين إيران وإسرائيل.
وأعلنت روسيا الثلاثاء أنها لن تحضر اجتماع "أصدقاء سوريا"، الذي نظمته جامعة الدول العربية، لأنه لا يتضمن تمثيلاً للحكومة السورية. أما الصين فقالت إنها تلقت دعوة، إلا أن المسألة تحتاج "مزيدًا من الدراسة".
وستركز دول الجامعة العربية في لقاء تونس على إيجاد سبل لتلبية الاحتياجات الإنسانية للشعب السوري، الذين ما زالوا يتعرّضون لهجمات من القوات الحكومية السورية. لكن المحللين يقولون إن المجتمعين سيدرسون أيضاً مسألة تسليح المعارضة السورية.
في الولايات المتحدة، يدعو بعض أعضاء الكونغرس إدارة الرئيس باراك أوباما إلى العمل مع الدول الأخرى من أجل إيجاد سبل لتسليح السوريين تحت الحصار للدفاع عن أنفسهم. لكن الإدارة الأميركية تعارض فكرة تسليح الجماعات المناهضة للحكومة، على الرغم من تصريحات الثلاثاء في البيت الأبيض ووزارة الخارجية، والتي أشارت إلى "إجراءات إضافية" في حال لم تتراجع سوريا عن حملتها العنيفة ضد المعارضة.
تتخذ روسيا خطوات توحي بأنها لا تريد أن ينظر إليها على أنها تقوم بقطع الطريق على حلّ للصراع السوري. وتدعو موسكو مجلس الأمن إلى أن يطلب من الأمم المتحدة إيفاد مبعوث إلى سوريا، للعمل مع جميع الأطراف، لإيجاد وسيلة لوقف القتال وتسوية الصراع.
لكن فيليبس يقول إن أي قرار يتخذه مجلس الأمن المنقسم سيكون بمثابة "عملية تجميل" للأزمة، ولن يكون له تأثير كبير على أرض الواقع. وأضاف "سوف نرى انهياراً بطيئاً لنظام الأسد، في الوقت الذي ينهار فيه الاقتصاد. لكن أثناء حدوث ذلك، سيكون هناك - وللأسف - المزيد من العنف، والمزيد من الخسائر لسوء الحظ".