تيار المستقبل: استقالة نحاس فضحت شعبوية عون وهزَّت صورته

يشير نواب من تيار المستقبل الى استقالة وزير العمل شربل نحاس، ويؤكدون أن تلك الإستقالة فضحت شعبوية رئيس تكتلالتغيير والاصلاح ميشال عون، وهزَّت صورته أمام مناصريه، وليس بجديد أن يتخلى عون عن أقرب الناس إليه من أجل مصالحه الخاصة.

بيروت: يؤكد النائب عاطف مجدلاني ( تيار المستقبل) في حديثه لـ "إيلاف" أن هناك موقفًاً غير دستوري كان لوزير العمل شربل نحاس برفضه التوقيع على مرسوم من قبل مجلس الوزراء. من هنا، كان هناك احتمالان:" إمّا أنيستقيل الوزيرأو أنيقال، والاحتمال الثاني استقالة رئاسة الحكومة، وأعتقد أن الاستقالة أتت نتيجة طبيعية لموقف مخالف للدستور وللعرف القائم، ولأبسط قواعد التضامن الاجتماعي،وكانت الاستقالة وقبولها طبيعيين.

عناعتبار البعض بأن نحاس شكل كبش محرقة في ما خص بدل النقل بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والعماد ميشال عون، رئيس تكتل التغيير والاصلاح، يقول مجدلاني:" من الطبيعي أن يستقيل، ولكن الأمر الذي فضح السياسة الشعبوية التي سمعناها منذ أيام قليلة، ومفادها اذا ما استقال وزير العمل ستستقيل الحكومة، وهذا ما أعلنه رئيس التكتل الذي ينتمي إليه نحاس، وإذ قام عون بصفقة على حساب نحاس، وأجبره على الاستقالة، وهو رئيس هذا التكتل بسياسته الشعبوية، يجب أن نرى ما هو ثمن نحاس عند ما يسمى بتكتل التغيير والاصلاح، لأنه بعيد كل البعد عن التغيير والاصلاح".

أما هل تعود جلسات الحكومة الى الانعقاد مع استقالة نحاس ولن تظهر مشاكل اضافية ضمن الحكومة الواحدة؟ فيجيب مجدلاني:" أعتقد أن المشاكل ستعود، رغم مرور مرحلة هدوء، من أجل الصفقة التي أبرمت بين مكونات هذه الحكومة، لكن المشاكل ستعود لأن همهم جميعاً كيف يكبرون حصتهم من قطعة الجبنة، والهمّ الآخر يتمثل كيف تكبر شعبيتهم من أجل انتخابات 2013، لأن تلك الحكومة لم تأتِ لحل مشاكل الناس المعيشية والاقتصادية، بل خدمة للنظام السوري، والهدف منها الدفاع عن النظام السوري، ولمسنا ذلك في الامم المتحدة والجامعة العربية. وبانتظار التطورات، فإن المكونات الداخلية تستغل هذه الحكومة كمنبر حتى تحضر للانتخابات النيابية في الـ2013، للسيطرة بطريقة أو أخرى على الإدارة".

ويضيف مجدلاني:" بعد هذا التصرف من عون، وافتضاح أمره تبيّن أن سياسته شعبوية ويطلق عناوين فضفاضة ويتخلى عمّا يسمّيه مبادئ لمصالح خاصة بمقايضات وصفقات، أعتقد أن هذا التصرف مع وزير العمل شربل نحاس شكل صدمة كبيرة للناس الذين كانوا يؤمنون بالتيار الوطني الحر، وبنزاهة وشفافية ومبدئية عون، لأن كل هذه الهالة اليوم تكسرت، ولا نعرف كيف يلملمها لتعود صورته كما كانت لدى الناس. اليوم واضح تمامًا أن عون رئيس تكتل يعتمد سياسة شعبوية يستغل الظروف والناس من حوله للوصول الى مصالح خاصة شخصية فئوية".

ويرى مجدلاني أن من سيأتي بديلاً من نحاس يعرف مسبقًا مصيره اذا ما قال لا، والطريقة واضحة بأن تعيينه من أجل أن يمضي أي شيء يقوله عون، لا أحد من تكتل التغيير اليوم يستطيع أن يرفع صوته بوجه عون.

عن مستقبل الحكومة وصدقيتها، يقول مجدلاني: "إنه في الاصل لم تكن لديها صدقية، لأنه من الواضح تمامًا لا رؤية لها اجتماعية أو اقتصادية، هذه الحكومة أوجدها النظام السوري مع حزب الله حتى تكون خط دفاع عن هذا النظام. أما في الشؤون الداخلية، فمكونات هذه الحكومة تتسلى في ما بينها من أجل الوصول الى حصص لكل فريق".

حبيب

بدوره، تحدث نائب تيار المستقبل خضر حبيب، فأشار لـ "إيلاف" الى قرار مجلس الوزراء الأخير منذ فترة في ما خص بدل النقل، وقد رفض نحاس أن يمضيه، كانت سابقة، أن ينقلب وزير على قرارات الحكومة، ولو تمّ العمل بها كانت ستشكل سابقة خطرة جدًا في عدم تطبيق الدستور.

وكان لا خيار آخر أمام التيار العوني وميشال عون إلا أن يضغط على نحاس بخيارين الأول الامضاء على المرسوم أو التنحي، ويؤكد حبيب أنه تمّ استعمال نحاس من قبل عون، وكان ككبش المحرقة أو كخروف العيد، وراهن عليه، واستدرجه الى مشكلة مع الحكومة ورفع السقف لمطالب معينة من أجل تقسيم الحصص، ثم قام بتسوية على حساب نحاس ووافق على تنحيه في المقابل، مع وجود صفقة ما تمت على حساب الوزير نحاس.

ويضيف حبيب:" اليوم العماد عون اذا راجعنا تاريخه فإن أقرب الناس إليه، كانوا داعمين له تخلى عنهم بين ليلة وضحاها، وهذا غير جديد لنهج عون، وأكبر دليل ما جرى مع المقرب منه اللواء عصام ابو جمرا، تخلى عن الجميع لمصالحه، وهو أمر ليس بجديد على عون".