عبد الله واد.. معارض سنغالي سابق تحول لرئيس يتشبث بالحكم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
دكار: اثار انتخاب رئيس السنغال عبد الله واد (85 سنة) سنة 2000، بعد نضال مرير في المعارضة دام ربع قرن، الاعجاب لكنه اليوم اصبح يثير مخاوف لانه يتجاهل نداء الذين يدعونه الى عدم الترشح لولاية ثالثة.
واثار انتخابه سنة الفين آمالا كبيرة بعد اربعين سنة من النظام الاشتراكي الذي اسسه الرئيس الشاعر ليووبولد سيدار سنغور ثم رئيس وزرائه عبدو ضيوف الذي اقر بهزيمته امام عبد الله واد ما عزز صورة السنغال كنموذج ديموقراطي في افريقيا.
لكن بعد 12 سنة يقول العديد من السنغاليين انهم لا يفهمون حرص الرجل المسن على البقاء في الحكم بعد ان ساهم في انجاز بنى تحتية، لانه قد يهدر فرصة الخروج مرفوع الراس دون اثارة اعمال عنف.
غير ان اعمال العنف التي اندلعت اثر اعلان المجلس الدستوري ترشيح عبد الله واد رسميا نهاية كانون الثاني/يناير، اسفرت عن سقوط ستة قتلى على الاقل ونحو عشرين جريحا في تظاهرات محظورة مطالبة بانسحابه، قمعتها الشرطة.
وفي اخر اغنياتهم دعا مغنو راب حركة "يانامار" (مللنا)، متلاعبين بالكلمات، عبد الله واد الى عدم التسبب في انهيار السنغال بترشحه مجددا لانها "خطوة سيئة".
وقد تحولت هذه الحركة الى راس حربة المعركة الرامية الى دفع الرئيس عبد الله واد الى التخلي عن ترشيحه لولاية ثالثة.
وفي حين ما انفك التوتر يزداد في السنغال حول ترشيحه الذي اعتبره معارضوه انتهاكا للدستور، اعلن واد مؤخرا انه يمكنه من الناحية القانونية الترشح ليس فقط في 2012 بل ايضا في 2019.
ولكن رئيس وزرائه اعلن الجمعة انه سيتخلى عن السلطة اذا هزم في الانتخابات، رغم امه واثق من الفوز.
ويرى البعض في عبد الله واد المعتد بنفسه، ويحمل لقب "غوركي" او المسن بلغة الفولوف المحلية، انه "متجبر" و"واهم"، في حين يرى اخرون انه "صانع الحداثة".
ولد رسميا في 29 ايار/مايو 1926 من اب تاجر وحصل على منحة لمواصلة دراسته في فرنسا حيث درس في ثانوية كوندورسيه الشهيرة بباريس ثم في بزانسون حيث تعرف على الفرنسية فيفيان التي اصبحت زوجته.
وحصل على شهادات في الحقوق والاقتصاد والرياضيات التطبيقية قبل ان يدرس الحقوق ويفتح مكتب محاماة.
وحين كان سنغور يراس الحزب الواحد تمكن واد من اقناعه في 1974 بالسماح بتاسيس الحزب الديموقراطي السنغالي، لكنه اعتقل في عهد ضيوف واودع السجن مرارا، وتحول الخطيب الكبير والمعارض الى "رئيس الشارع".
وفي سنة الفين بلغ، عندما كان في الرابعة والسبعين من العمر، القمة في محاولته الخامسة وفي 2007 انتخب مجددا لولاية ثانية من خمس سنوات لكنه بعد ذلك عدل الدستور للعودة الى ولاية من سبع سنوات.
وترفض ترشيحه المعارضة ومنظمات المجتمع المدني ضمن حركة 23 حزيران/يونيو (ام23) اليوم الذي شهد اعمال شغب في 2011 تنديدا بمشروع قانون كان يهدف الى انتخاب الرئيس ونائب الرئيس من الدورة الاولى بنسبة اصوات يمكن ان لا تتجاوز 25 بالمئة. وقد سحب المشروع نزولا عند ضغط الشارع.
وبشكل منهجي اقصى الرئيس المقربين منه الذين كانوا يهددون شعبيته باستثناء ابنه كريم "الوزير فوق العادة" الذي يتولى عدة حقائب وزارية والذي يثني عليه والده ويتمنى ان يخلفه، حسب مقربين سابقين اصبحوا معارضين.
ويضرب عبد الله واد بعرض الحائط كل التحفظات بشان تقدمه في السن ويدين "املاءات" حلفائه التقليديين وفي مقدمتهم فرنسا والولايات المتحدة اللتين دعتا الى "تداول الاجيال" ويخوض حملته بشكل حثيث في مختلف انحاء البلاد.
ويكثر عبد الله واد الذي يبدو في صحة جيدة وكأن حماسة الاف انصاره تدفعه قدما، الوعود ويقول انه متيقن من الفوز من الجولة الاولى الاحد مبديا احتقارا لمعارضيه، حتى انه اعتبر حركة الاحتجاج ضده مجرد "نسمة" عابرة.
وقد شيد واد الليبرالي، الكثير من الطرق والمطار ومسرح دكار الكبير ومدارس ومستشفيات لكن الصحافة تنتقده وتدين الفضائح المالية والفقر وانعدام المساواة.
وفي حين لا تزال كازامانس (جنوب) تشهد نزاعا انفصاليا داميا وعد واد في سنة 2000 بانه سيحله في "ظرف مئة يوم"، عرض مجددا خلال حملته الانتخابية خطة سلام.