طريق صعب امام مدينة فلسطينية جديدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
روابي: يعلم رجل الاعمال الفلسطيني بشار المصري منذ البداية بان بناء مدينة جديدة في الضفة الغربية باسم روابي لن يكون مشروعا سهلا لكنه لم يتوقع ان ينتظر ثلاث سنوات للحصول على موافقة اسرائيل لشق طريق لا يتجاوز طوله بضعة كيلومترات.
لكن الموافقة على شق الطريق، التي حصل عليها المشروع مؤقتة فحسب ويمكن سحبها في اي وقت مما يعكس الصعوبات التي تواجه هذا المشروع الطموح في الضفة الغربية.
وبالنسبة لرجل الاعمال الذي قضى عدة سنوات في الخارج ويحمل الجنسية الاميركية فان العملية "كانت يجب ان تكون مباشرة ولكن عندما تتعامل مع السياسة لا تعرف ابدا ما الذي سيحدث".
وسيبدا هذا الشهر العمل على الطريق الذي سيسمح عند انتهائه لنحو مئة شاحنة بالمرور عبره يوميا بدلا من طريق القرية الضيق الذي كان يشكل المدخل الوحيد لموقع البناء.
ويقول المصري لفرانس برس "هناك العديد من التعقيدات فالطريق مؤقت ويجب ان نتقدم بطلب تجديده كل عام ويستطيعون ايقافه في اي وقت".
وما زال المصري متفائلا بمشروعه الذي سيكلف نحو مليار دولار اميركي والذي يعتقد بانه سيكون مربحا ومفيدا من الناحية السياسية.
ويرى المصري ان مشروعه سيشكل نموذجا يستطيع الفلسطينيون من خلاله المطالبة باراضيهم لمنع توسع المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية.
ويقول "انها قنبلة موقوتة واعتقد ان الفلسطينيين ارتكبوا خطا بعدم خلق وقائع على ارضهم".
لكن المصري يعتقد ان كل هذا اخذ في التغير مشيرا الى انه "يامل بان تكون روابي خطوة اخرى في هذا الاتجاه".
ويجري العمل على قدم وساق في موقع البناء الذي يمتد على مساحة 85 هكتارا الى الشمال من مدينة رام الله على الرغم من النكسات العديدة التي دفعت الى تاجيل الموعد النهائي للمشروع ورفعت التكلفة كثيرا.
وتتراوح اسعار الشقق في المشروع بين ثمانين الف دولار و140 الفا. ومن المتوقع ان يعيش فيها ما بين 25 الف و30 الف شخص.
وابدى كثيرون في الضفة الغربية والخارج اهتمامهم في شراء بيوت في المدينة الجديدة التي يامل المصري في حال نجاحها ان يبني نماذج مماثلة لها في كل المدن الرئيسية في الضفة الغربية لوقف هجرة الطبقات المتعلمة الوسطى الى مدينة رام الله.
ويوضح المصري "ليس لدي اي مشكلة في مجال العقارات بل واستطيع ايضا زيادة السعر قليلا وساتمكن ايضا وقتها من بيع كل ما لدي ولكن رؤيتي تتمثل في انشاء مدينة قائمة بحد ذاتها وعبر ذلك اخلق فرص عمل".
ويضيف "ان نجحت الرؤية تستطيع اخذ روابي ووضعها بجانب جنين وقلقيلية وبيت لحم".
ويريد المصري الذي عاد في منتصف التسعينات الى الضفة الغربية ان تشكل روابي "معيارا صديقا للبيئة ويتوقع ان تشكل مركزا اقتصاديا مع بنية تحتية متطورة بما فيها الكفاية لتلبية احتياجات الشركات الاكثر تطورا للبيئة".
ولا يتفق الجميع مع رؤية المصري حيث يرى بعض الفلسطينيون بان مشروع روابي يشبه المستوطنات الاسرائيلية بشكل كبير ويعتقد اخرون بان المنازل ستكون مرتفعة السعر وخارج متناول العديد من الناس.
الا ان المصري يقول ان مشاريع الاسكان للعائلات ذات الدخل المنخفض ستاتي بعد ذلك. ويتابع "اعتقد اننا نبني دولة من الصفر ولدينا فرصة ببناء دولة متطورة".
وبالنسبة للمصري فانه "بدلا من الخصخصة لدينا فرصة انشاء مدن جديدة (...) ولدينا فرصة لتعليم الناس بان يكونوا اصدقاء".
ويرى المصري ان الاهتمام الشرائي بالمشروع فاق عدد المنتقدين مع تاهل اكثر من 7500 عائلة لشراء بيت.
واشادت كل من السلطة الفلسطينية والمجتمع الدولي بمشروع المصري مع انه يعبر عناسفه لان الدعم لم يترجم الى اي تمويل للبنية التحتية على ارض الواقع.
ويكمل ضاحكا" لو اخذت دولارا عن كل مرة يقال لي فيها +مشروع جميل وانك تقوم بعمل رائع+ لكنت دفعت كافة التكاليف".
وبحسب للمصري فان الدول المانحة تبدو مترددة في تمويل مشروع خاص الا انه يتوقع ان تبدا الاموال بالتدفق عندما تصبح روابي مدينة ماهولة وتحصل على وضع بلدي.
ويبدو المصري واقعيا بالنسبة للعوائق التي تواجه اكمال المشروع "لدينا مشاكل يومية مع الاسرائيليين مثلنا مثل الجميع في القطاع الخاص الفلسطيني"، في اشارة الى التاخيرات التي تمتد ما بين ساعات وحتى ايام على الحاجز على الطريق المؤدي الى روابي.
ويضيف "الحاجز ليس ضد روابي بل ضد الشعب الفلسطيني".