مزيد من المتطرفين اليهود يدعون لإعادة بناء الهيكل مكان الاقصى
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
القدس: يتزايد عدد المتطرفين اليهود الذين يدعون الى اعادة بناء الهيكل الثالث مكان المسجد الاقصى في البلدة القديمة في القدس الشرقية في خطوة ستؤدي في حال تنفيذها الى عواقب لا يمكن التنبؤ بها.
وتتجمع حفنة من اليهود في وقت مبكر في صباح احد ايام الشتاء امام جسر باب المغاربة مع وفود السياح في انتظار تفتيشهم من قبل الشرطة الاسرائيلية ليدخلوا المسجد الاقصى من الممر الوحيد لغير المسلمين.
ويقول اساف فريد وهو زعيم هذه المجموعة "نحن لسنا هنا كسياح بل كيهود يصعدون على متن جبل الله".
وبالنسبة الى فريد فان الزيارات الاسبوعية التي تقوم بها جماعته لها هدف واحد: بناء الهيكل اليهودي الثالث.
ويضيف "الحضور الى هنا بالغ الاهمية لانه يروج للبناء. فلا يمكنك البناء من دون الصعود".
ويعتقد فريد الذي يضع القلنسوة اليهودية التقليدية ان احضار الزوار اليهود الى المكان ضروري لنشر الوعي "حول الوصية الالهية لبناء الهيكل".
والمسجد الاقصى هو ثالث الحرمين بعد المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة المنورة. ويعتبر اليهود حائط المبكى الذي يقع اسفل باحة الاقصى اخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70، وهو اقدس الاماكن لديهم.
وبدأ بناء المسجد في القرن السابع للميلاد بعد فتح القدس في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.
ويطلق اليهود على المسجد الاقصى اسم جبل الهيكل ويعتبر اكثر المواقع اليهودية قدسية حتى ان حاخامي اليهود المتزمتين حرموا على اتباعهم دخوله خشية ان يدوسوا "قدس الاقداس"، الجزء الاكثر قدسية في الهيكل.
وتنتهك مجموعات من القوميين المتطرفين اليهود الراغبين في اعادة بناء الهيكل، بانتظام هذا التحريم متسببة بمواجهات مع المسلمين.
ويتهم رجال دين مسلمون ومنظمات اسلامية على رأسها الحركة الاسلامية في اسرائيل تلك المجموعات بالسعي الى هدم المسجد الاقصى واعادة بناء الهيكل في موقعه بالتواطؤ مع السلطات التي تنفي ذلك.
وادت زيارة قام بها رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق ارييل شارون الى المسجد في ايلول/سبتمبر 2010 الى اندلاع شرارة الانتفاضة الثانية التي استمرت خمس سنوات.
وتشرف على ادارة المسجد الاقصى وباحته هيئة الوقف الاسلامية التابعة للاردن لكن الشرطة الاسرائيلية تراقب منافذه عبر مركز في الموقع.
ويرافق المجموعة اليهودية حارسان من الشرطة الاسرائيلية ومسؤول في الوقف يراقب المجموعة بانتباه حتى لا تقع اي انتهاكات لامر قضائي اسرائيلي يقضي بمنع الصلوات في الموقع .
وبينما يشرح فريد للمجموعة التاريخ المفترض للموقع يتمتم بسرعة صلاة غير مفهومة امام انظار المسؤول في الوقف الذي اختار تجاهل الوضع.
وبالنسبة للحاخام شموئيل رابينوفيتش رئيس صندوق حائط المبكى للتراث فان "النقاش هنا ليس سياسيا او دبلوماسيا فالقانون اليهودي يحرم بشكل قاطع الذهاب الى الهيكل ما دمنا لا نمتلك القدرة لتطهير انفسنا من النجاسة".
ولكن بالنسبة الى فريد وجماعته تبدو هذه الطريقة الوحيدة لضمان اعادة اليهود الى الموقع.
وثمة نحو 20 مجموعة يهودية تسعى الى اعادة بناء الهيكل من بينها مؤسسة الهيكل التي تقوم بجمع كل الاواني المقدسة والملابس التي سيرتديها الكهنة في الهيكل الثالث.
وتصنع هذه المواد من الذهب والنحاس والفضة والاحجار الكريمة بطريقة دقيقة تماثل المواصفات المذكورة في التوراة.
كما تسعى المؤسسة الى خطة هندسية ملائمة لتطبيق بناء الهيكل.
ويعتبر الفلسطينيون هذا الامر نزعة خطيرة ويرى محافظ القدس الفلسطيني عدنان الحسيني ان "هذه تصرفات غير مقبولة تمس بمشاعر ومقدسات المسلمين ومبنية على منطق خطر وفارغ".
ويضيف الحسيني لفرانس برس "انهم يلعبون بالنار ويجب ان تقوم الحكومة الاسرائيلية بمنعهم من الدخول الى باحات المسجد الاقصى".
وتابع "انها مجموعات تعمل بمعرفة الحكومة الاسرائيلية كجزء من المعركة على الاقصى لتغيير الوضع الراهن".
ورغم ان الزيارات الاسبوعية التي يقوم بها اليهود مقبولة على مضض الا انها قد تؤدي الى اندلاع مواجهات في المسجد.
وخلال الاسبوع الماضي اندلعت مواجهات اربع مرات داخل المسجد الاقصى ادت الى اعتقال اكثر من ثلاثين شخصا واصابة العشرات بالغاز المسيل للدموع او الحجارة.
وتثير دعوات جماعات يهودية متطرفة او ناشطين من اليمين المتطرف للحضور الى المسجد توترا بين الشرطة والمصلين.
ويقول ميكي روزنفيلد المتحدث باسم الشرطة "هناك توجيهات واضحة بشان ما هو مسموح به وما هو غير مسموح به".
ويضيف "تتدخل الشرطة في حال حدوث اي انتهاكات وتقوم بدوريات لضمان الامن ومنع الاحتكاك".
ويخشى الفلسطينيون ان يقوم المتطرفون اليهود بتدمير المواقع الاسلامية تمهيدا لبناء الهيكل.
وعثرت الشرطة الاسرائيلية العام 1984 على مخبأ كبير للاسلحة والمتفجرات على مشارف القدس واعتقلت اكثر من 20 يهوديا متطرفا كانوا يعدون مؤامرة لتفجير المسجد الاقصى.
ويدعو اليهود المتدينون الى ما يسمى "حل المسجدين" اي بناء الهيكل الى جانب المسجد الاقصى.
ويقول فريد "لا يوجد لدينا ادنى اهتمام بالاقصى فهو خارج حدود الهيكل" مشيرا الى ان الهيكل كان مبنيا على المكان الذي توجد عليه قبة الصخرة.
ويضيف "نريد الهيكل في مكانه الحقيقي ويستطيع الاقصى ان يبقى الاقصى"، مشيرا الى "اننا لسنا هنا لاستفزاز المسلمين فهم لا يهموننا".
وتدعي الجماعات المتدينة ان عدد اليهود الذين يزورون المسجد الاقصى في تزايد رغم عدم توافر اي ارقام رسمية.
ويرى فريد ان اعادة بناء الهيكل "ستتطلب اعواما اخرى" متابعا "نحن نعمل بمساعدة الله وآمل في ان يتم هذا في عصرنا".