أخبار

الحكومة الايرانية تحشد الناخبين لإثبات شرعيتها

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الحكومة الايرانية تحث مواطنيها على الاقتراع

تحث الحكومة الايرانية المواطنين على التصويت وتحذرهم من الاحتجاج على نتائج الانتخابات البرلمانية يوم الجمعة، في الوقت الذي تعتبر فيه نسبة الإقبال على الاقتراع اختباراً لشرعية النظام.

بيروت: يقول الكثير من الايرانيين والإصلاحيين انهم سيقاطعون الانتخابات احتجاجاً على الوضع الراهن. وعلى الرغم من خوفهم من الملاحقة والانتقام من قبل النظام، أصدرت مجموعة من الطلاب النشطاء من ثماني جامعات رئيسية بياناً يوم الثلاثاء اعتبروا فيه ان الانتخابات "مخطط سخيف أشبه بالسيرك" يحضرها النظام.
وقالت الحركة الخضراء المعارضة في ايران انها لن تشارك بالتصويت في صناديق الاقتراع لأنها تعتبر أن العملية الانتخابية غير ديموقراطية.
في هذا السياق، اعتبرت صحيفة الـ "وول ستريت جورنال" ان الحكومة الايرانية تحاول مواجهة هذه المقاطعة عبر حملة تشجيعية للمواطنين من أجل أن "يخرجوا ويصوتوا"، على أمل أن تظهر نسبة الاقبال القوي ان النظام ما زال يحظى بدعم شعبي على الرغم من المعارضة الداخلية والعقوبات الدولية المتزايدة ضد برنامج طهران النووي.

يحاول مسؤولون ايرانيون نسب الفضل لأنفسهم في ثورات الربيع العربي، التي وصفتها الصحيفة بأنها "انتفاضات إسلامية في العالم العربي"، مشيرة إلى أن ايران تريد أن تظهر باعتبارها نموذجاً رائداً في مجال الديمقراطية الإسلامية.
لكن عدم مبالاة الناخبين والمشاركة الخجولة في العملية الانتخابية ستؤدي إلى تقويض هذه الادعاءات.
وقال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في كلمة ألقاها يوم الثلاثاء الماضي إن "المشاركة في الانتخابات واجب مهم على الناس تأديته، لا سيما وأن كل القطاعات التي تدير البلاد ممثلة في هذه الانتخابات".

انتخابات يوم الجمعة ستكون المرة الأولى التي تصوت فيها ايران منذ انتخابات عام 2009 الرئاسية الصاخبة التي كانت محل جدل عندما اعترض الملايين من المحتجين على إعادة انتخاب أحمدي نجاد وسط اتهامات بالتزوير. واعتمدت الحكومة الايرانية نهجاً عنيفاً في قمع المتظاهرين.
يجري السباق البرلماني بين الفصائل المحافظة، من ضمنها بعض الذين يدعمون أحمدي نجاد وغيرهم ممن يوالون الزعيم الاعلى اية الله علي خامنئي. وكانت العلاقة بين الخصمين متوترة منذ العام الماضي بسبب سياسات نجاد التي اعتبرها خامنئي بمثابة تحد لسلطته.
البرلمان المؤلف من 290 مقعدا لديه القدرة على وضع القوانين وإخضاع المسؤولين الحكوميين للمساءلة وعزل الرئيس، لكن خاضع للإبطال من قبل مجلس معيّن من رجال الدين.

واعتبرت الصحيفة ان عدد الناخبين المؤهلين للتصويت من أصل 75 مليون ايراني غير واضح، لكن مسؤولين قالوا في الايام القليلة الماضية انهم يتوقعون اقبالاً بنسبة 65٪. ومع ذلك، يقدر استطلاع رأي أجرته البلديات بالنيابة عن خامنئي، والذي تم تسريبه الى وسائل الاعلام، ان تكون نسبة الإقبال 10٪ في العاصمة طهران.
خلال الأسابيع القليلة الماضية، شجع كبار المسؤولين الناخبين الايرانيين على المشاركة في الانتخابات، وحذروا انه "من المرفوض التنازع حول نتيجة الانتخابات، وأنهم لن يتسامحوا مع المتظاهرين الذين سيعترضوا في الشوارع".
وأصدرت منظمة العفو الدولية تقريراً صدر يوم الاثنين قالت فيه ان الحكومة الإيرانية قمعت المتظاهرين "بشكل دراماتيكي"، بما في ذلك تنفيذ موجة منظمة من الاعتقالات.

وفي خطاب له يوم الثلاثاء، وصف نجاد التصويت بالـ "واجب المدني" وقال ان الديمقراطية في إيران مثالاً في المنطقة، حيث الانتخابات الحرة والديمقراطية تعتبر نادرة.
من جهته، أصدر مكتب خامنئي بياناً قال فيه أن التصويت هو "واجب إسلامي". وانضم رجال الدين والتلفزيون الرسمي والإذاعة وقادة الأمن إلى جوقة التشجيع من أجل دعوة الايرانيين إلى المشاركة في العملية الانتخابية.
وقال بعض المسؤولين الايرانيين ان المشاركة الكثيفة في التصويت ستوجه صفعة إلى "أعداء" في البلاد بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، الذي فرض مؤخراً حظراً على النفط الايراني وعقوبات على البنك المركزي رداً على برنامج طهران النووي.

على الرغم من هذه الدعوات، نشرت ثلاث صحف إيرانية هذا الاسبوع مقالات تشير إلى أن الجمهور الايراني مشغول في العثور على طريقة للصمود في ظل الاقتصاد الايراني الذي يتعرض لضربات متواصلة، الأمر الذي يجعلهم لا يعيرون أهمية للانتخابات.
ويتوقع المحللون انخفاض نسبة الاقبال بسبب تجربة المعارضة "المريرة" في انتخابات 2009، عندما شارك الجمهور بنشاط في السباق الرئاسي وقاموا بحملات دعم واسع للمرشحين، لكن خاب أملهم بالنتيجة في نهاية المطاف.
"البقاء في المنزل وعدم التصويت هو أبسط طريقة للجمهور للاحتجاج على الوضع الحالي"، قالت فاطمة هاغيغاتجو، النائب السابق التي تعيش حالياً في المنفى في الولايات المتحدة، لقناة بي بي سي يوم الثلاثاء.
وأضافت: "أنا متأكدة من أن خامنئي سوف يصله تقرير عن حقيقة إقبال الناخبين بالأرقام الصحيحة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف