أخبار

غياب إردوغان ترك حزب العدالة والتنمية يتخبط داخلياً

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بيروت: عاد رئيس الوزراء التركي للعمل هذا الاسبوع بعد أشهر من الجراحة والنقاهة في ظل تكهنات عديدة تتحدث عن معاناته من مرض خطير.

وأصر رجب طيب اردوغان، زعيم البلاد الأكثر شعبية وقوة على مدى عقود، ان حالته ليست خطيرة، لكن غيابه عن المشهد العام أدى إلى بروز حقيقتين غير مريحتين للحكومة التركية: الأولى ان الحزب الحاكم يشهد حالة من العداء الداخلي، والثانية عدم وجود خليفة في نظام يرتكز على شعبية رئيس الوزراء شخصياً.

وخضع اردوغان لعملية جراحية في المعدة في آواخر تشرين الثاني (نوفمبر) لإزالة أنسجة الأورام من الامعاء الغليظة، تلتها عملية طفيفة ثانية في الأمعاء في شهر شباط (فبراير)، وفقا لمكتب رئيس الوزراء.

وأجبرت العملية اردوغان (57 عاماً) على إلغاء اجتماعين متتاليين لمجلس الوزراء وظهورين رسميين مع قادة العالم بما في ذلك نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الذي زار رئيس الوزراء في مقر إقامته في اسطنبول حيث كان يقضي فترة نقاهة.

وفي هذا السياق، اعتبرت صحيفة الـ "وول ستريت جورنال" ان حزب العدالة والتنمية، وهو تحالف غير مكتمل من الاسلاميين المحافظين والقوميين، لم يعتد على غياب رئيسه فكان الأعضاء يتشاجرون علناً حول السياسة العامة، في حين تراجعت أعمال الحكومة وتباطأت بشدة.

وأطلقت المعارضة مناورات سياسية وشائعات بأن أردوغان يعاني من شكل من أشكال السرطان. لكن رئيس الوزراء أصر في مقابلة تلفزيونية في يناير/كانون الثاني ان تلك الشائعات كانت كاذبة، على الرغم من أن تأكيده لم يضع حداً للتكهنات حول وضعه الصحي.

وأفاد مكتب أردوغان يوم الجمعة انه أكمل برنامجاً كاملاً من الفعاليات الخطابية الأسبوع الماضي، بما في ذلك هجوماً حاداً على اللوبي التجاري في تركيا.

وغياب أردوغان بهدف العلاج، الذي يعتبر الغياب الأطول منذ وصوله إلى السلطة قبل نحو 10 سنوات، يعكس تحول السلطة في أنقرة إلى مركزية شديدة، في الوقت الذي تسعى فيه أنقرة إلى لعب دور حاسم لنزع فتيل الازمة بشأن النشاط النووي الايراني، والتوصل إلى حل في الشأن السوري ومنع الثورة الشعبية من التحول إلى صراع طائفي يمكن أن يزعزع الاستقرار في المنطقة.

وقال محللون ان اعتماد الحكومة على رئيس الوزراء يؤكد أيضاً التحديات التي تواجه الحزب الحاكم المجزأ الذي يحاول إصلاح دستور تركيا وخلق سلطة رئاسية قوية لمساعدة اردوغان كي يبقى في مركزه لمدة عشر سنوات إضافية.

ونقلت الصحيفة عن اتيلا يسيلادا، المحلل في شركة "غلوبال سورس" (المصدر العالمي) وهي مجموعة أبحاث مقرها في اسطنبول قوله: "اردوغان أثبت انه شخصية ناجحة بشكل هائل ولكن الأسابيع الأخيرة أظهرت انه انشأ هيكل حيث يتم حل جميع النزاعات السياسية بواسطة كلمته النهائية. كما انه الغراء الذي يمسك هذا التحالف معاً، الأمر الذي يعتبر أسلوباً خطراً في العمل".

ويقول محللون ان قيادة اردوغان أمر بالغ الأهمية للحفاظ على الاستقرار الداخلي لتركيا في وقت تسعى فيه الدولة لتعزيز نفوذها في الشرق الأوسط، واحتواء التهديدات الناجمة عن الاضطرابات في المنطقة.
وقال سنان اولجن، وهو دبلوماسي سابق يعمل الآن في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي إن "محاولة تركيا للهيمنة إقليمياً من خلال السياسة الخارجية هو مشروع رئيس الوزراء شخصياً، وفي حال تعرض قيادته لضغوط بسبب الصحة أو التحولات السياسية، فإنه سيكون مصدرا لعدم الاستقرار في كل جانب من جوانب الحكومة".

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن رئيس الوزراء يتمتع بشعبية شخصية أعلى بنحو 20 نقطة من الحزب، لذلك فإن التكهنات حول حالته الصحية ركزت انتباه المشرعين في حزب العدالة والتنمية على من سيخلفه في حال عجز عن ممارسة مهامه، أو إذ قرر السعي لتولي الرئاسة ، كما هو متوقع على نطاق واسع، عندما تنتهي ولاية الرئيس الحالي عبد الله غول في العام 2014.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف