توقعات بنشوب مواجهات حادة بين بوتين وقوى المعارضة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
جاءت النتيجة التي تمخضت عنها الانتخابات الروسية أمس بفوز فلاديمير بوتين بولاية رئاسية ستستمر على مدار 6 أعوام، كما كان متوقعاً على نطاق واسع، لتمهّد الساحة لمواجهة مثيرة في مرحلة ما بعد الانتخابات بين رجل روسيا القوي والمعارضة التي نظمت مراراً وتكراراً مسيرات قوامها عشرات الآلاف من المحتجين.
عقب إعلان اللجنة المركزية للانتخابات عن فوز فلاديمير بوتين بولاية رئاسية ستستمر على مدار 6 أعوام وبنسبة أصوات قدرها 64.7 %، قال الرئيس الروسي الجديد والدموع تتساقط على خدّه الأيمن " لقد فزنا !"
وتابع بوتين حديثه، وهو يخاطب عشرات الآلاف من مؤيديه خارج أسوار الكرملين، ويقف إلى جواره الرئيس السابق ديمتري ميدفيديف الذي اختاره قبل أربعة أعوام لخلافته في منصب الرئيس :" لقد حققنا فوزاً نظيفاً. لقد فزنا. المجد لروسيا".
وفي ظل تجدّد المزاعم التي تحدثت عن حدوث تلاعب بالأصوات، بدأ يدعو بعض قادة المعارضة إلى القيام بتظاهرات بخلاف تلك التي تجيزها الحكومة، وهو ما زاد من احتمالية حدوث رد فعل حاد من جانب السلطات وجاء ليهدد بتقويض وعد الاستقرار الذي قطعه بوتين على نفسه.
ونقلت في هذا السياق اليوم صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن سيرجي أودالتسوف، زعيم الجبهة اليسارية، وهي جماعة اشتراكية متشددة، قولها :" هذه ليست انتخابات، بل إنها عار. فها هم يبصقون مرة أخرى في وجوهنا. وسننزل من جانبنا يوم غد في الشارع للاعتراض".
وأعقبت الصحيفة في الجزئية نفسها بقولها إنه ورغم قوتهم من حيث الأعداد، إلا أن التظاهرات لم تتمخض عن قادة واضحين، ولم تمتد لما هو أبعد من العاصمة، وهو ما أثار تساؤلات عن جدوى النشاطات والمسيرات التي تقوم بها المعارضة هناك.
وقال المدون المعروف عنه محاربته للفساد، أليكسي نافالني، إنه سيقود مسيرة غير مصرح بها للكرملين عقب تجمع يوم الاثنين، ودعا إلى إقامة معسكر دائم للمتظاهرين على غرار ما سبق وأن حدث في بعض الدول. وتابع حديثه في مقابلة تلفزيونية :" الناس بحاجة للخروج إلى الشوارع وعدم المغادرة إلا بعد تحقيق مطالبهم".
وفي خضم كل ما يقال عن الانتخابات التي جرت يوم أمس، قال السياسي الشيوعي جينادي زيوجانوف، الذي كان يخوض غمار المنافسة مع بوتين، إن الانتخابات قد شابتها عمليات تلاعب. وأضاف:الانتخابات لم تكن شرعية ولم تكن عادلة أو شفافة".
ومع هذا، أشارت الصحيفة إلى أنه لا توجد أية توقعات بأن تعمل الشكاوى أو حالات الشذوذ الإحصائية على تغيير النتيجة. فيما أكد كثير من الناخبين أنهم لا يزالون مترددين. وقالت أنستازيا ريابوخينا، طالبة تبلغ من العمر 20 عاماً :" لن أقول لمن أعطيت صوتي. لكن فكر في الأمر بنفسك، فبوتين هو أكثر المرشحين واقعية".
وأضافت ناتاليا بازلوفا، 57 عاماً، أثناء إدلائها بصوتها في مدرسة في حي شيريموشكي التاريخي :" أنا مؤيدة لآرائه، لكني حين أنظر لمنافسيه، فلا أجد أيضاً أي خيار آخر. ويمكنني القول إنه المرشح الأكثر موثوقية. كما أنها مصدر لاستقرارنا".
وحتى مع استمرار فرز الأصوات، قالت الصحيفة إن هناك بعض الإشارات التي بدأت تظهر وتدل على أن بوتين قد يكون أقل تسامحاً مع احتجاجات المعارضة المنطلقة قدماً للأمام، خاصة بعد تأكيده أنه حسم الأمر "من خلال منافسة نزيهة وشفافة". وذهبت إحدى مناصراته إلى وصف المعارضين بـ "المحرضين والخونة".