يهود إيران بإسرائيل.. بين القلق والأمل بالأفضل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تل أبيب: في أوقات الذروة لتناول وجبة الغذاء، يعج مطعم "شامشيري" بالزبائن، كغيره من المطاعم في تل أبيب.
فذلك المطعم، الذي يحتل مكانه بمنطقة التسوق المعروفة باسم "فارس الصغيرة"، يديره عدد من اليهود الذين قدموا من إيران، حيث يقومون أيضاً بتوفير السكن ليهود إيرانيين آخرين.
ولعل مولوك، والتي لديها أسرة كبيرة تعيش في تل أبيب، واحدة من عشرات الآلاف من اليهود الإيرانيين الذين هاجروا إلى الدولة العبرية على مدار السنوات الـ60 الماضية، حيث جاءت إلى إسرائيل عام 1964، قادمةً من مدينة "أصفهان"، التي مازالت شقيقتها تعيش فيها هناك حتى يومنا هذا.
ويعيش في إيران ما يقرب من 25 ألف يهودي، مما يجعلها أكبر دول الشرق الأوسط التي تضم تجمعات كبيرة من اليهود، خارج دولة إسرائيل..
كما أن مولوك، مثل كثيرين غيرها من اليهود الإيرانيين، مازالت تحافظ على الاتصال بذويها في بلدها الأصلي.
وعن طبيعة التعايش بين الديانات المختلفة في الدولة الإسلامية، تقول إنه ليست هناك مشاكل بين المسلمين واليهود في إيران، مشيرة إلى أنه يمكن لليهود ممارسة شعائرهم الدينية بحرية، دون التعرض للاضطهاد.
ولكن بالنسبة للغالبية في إسرائيل، فإن الحديث عن إيران يتركز فقط على البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية، وعما إذا كانت الحكومة الإسرائيلية تعتقد أن طهران تسعى لامتلاك أسلحة نووية، في الوقت الذي تصر فيه الحكومة الإيرانية على أن برنامجها النووي لأغراض سلمية.
أما بالنسبة لليهود الإيرانيين الذين يعيشون في إسرائيل، فإن الجدل حول وطنهم الأم لا يفارقهم، إضافة إلى ما تسلل إليهم القلق، داخل مجتمعهم التجاري الصغير في تل أبيب، خوفاُ من احتمالات توجيه ضربة إسرائيلية إلى منشآت نووية في إيران.
ويقول تقي منصور، صاحب متجر للتوابل، إنه جاء إلى إسرائيل قادماً من إيران، منذ نحو 40 عاماً.
ويضيف أن القضية النووية الإيرانية يمكنها أن تسبب "فوضى كبيرة"، يصعب تفهمها بين كل من إسرائيل وإيران، بانتظار من منهما سيأخذ زمام المبادرة بعمل ما.
ويتراوح عدد اليهود الإيرانيين الذين يعيشون مع أبنائهم في إسرائيل، بين 100 و200 ألف شخص، ورغم العداء المتنامي بين إسرائيل وإيران، فإنهم مازالوا قادرين على متابعة الأحداث في بلدهم الأصلي عن كثب، من خلال محطات إذاعية على الإنترنت، مثل إذاعة "راديس"، التي تبث من تل أبيب.
أحد المتصلين من إيران أبلغ الإذاعة بأنه لن يشارك بالتصويت في أي انتخابات مقبلة في بلاده، معرباً عن اعتقاده بتزوير الانتخابات.
بينما قال أحد المذيعين بالمحطة، باروخ ديفيد، إنه بعد سماع قصص مختلفة من متصلين آخرين، من المعتقد أن العقوبات الاقتصادية بدأت فعلاً بإلحاق الضرر بالنظام الإيراني.
وهذه الرؤية يتبناها أيضاً المحلل السياسي مأئير جيفدانفار، وهو أيضاً من أصول إيرانية، ويعمل الآن في مركز "هرتزيليا متعدد الاختصاصات"، التابع لكلية إسرائيل، حيث يقول إن "نظام طهران أصبح في خطر"، لأن الثمن الاقتصادي الذي سيدفعه بموجب العقوبات نظير برنامجه النووي، سيكون "أكبر تهديد لوجود الجمهورية الإسلامية في إيران، من تهديد وجود دولة إسرائيل."
إلا أن مولوك لا تشعر بالقلق حيال التوتر المتزايد بين إسرائيل وإيران، بسبب البرنامج النووي لبلدها الأصلي، إذ عبرت عن ذلك بقولها: "لا أعتقد ذلك."
وتابعت بقولها: "إنها خدعة... لقد أمرنا الله بأن نؤمن دائماً بالأفضل."
وربما يراود الكثيرين من اليهود الإيرانيين، مثل مولوك ومنصور، الأمل في مستقبل أفضل، ولكنهم أيضاً عليهم الاستعداد للأسوأ، بينما يواصل الساسة مناقشاتهم في الأروقة المختلفة، بعيداً عن ذلك الحي التجاري الصغير في تل أبيب.