أخبار

أميركا والشرق الأوسط: مزيج متفجر تحكمه لغة المصالح

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تصاعد الملف النووي الايراني مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية

يحتل ملف النووي الايراني حيزا هاما من اهتمام الولايات المتحدة الأميركية، ففي حين أعلن أوباما تأييده لاسرائيل في حال تعلق الأمر بايران، تطرق الرئيس السابق لمجلس النواب نيوت غينغريتش، إلى ارتفاع أسعار النفط الناتج عن العقوبات المفروضة على إيران.

القاهرة: بعد دقائق قليلة من طمأنة الرئيس الأميركي باراك أوباما لإحدى جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل يوم الأحد الماضي بأنه حين يتعلق الأمر بإيران، فإنه سيقف إلى جانب إسرائيل، خرج ميت رومني الذي يخوض المنافسة لنيل ترشيح الحزب الجمهوري في السباق الرئاسي ليشن هجوماً على أوباما ويقول "إذا أعيد انتخاب باراك أوباما، فستنجح إيران في الحصول على السلاح النووي وسوف يتغير المشهد العالمي".

فيما تحدث الرئيس السابق لمجلس النواب الأميركي نيوت غينغريتش عن موضوع آخر ذي صلة، متعلق بارتفاع أسعار النفط، الذي يعتبر نتيجة جزئية للعقوبات التي تم فرضها على النظام الإيراني بسبب استمرار مساعيه الرامية إلى امتلاك أسلحة نووية.

وتابع غينغريتش، وهو أيضاً من المرشحين المحتملين للرئاسة الأميركية، حديثه في الإطار ذاته بالقول :" بات سعر البنزين أزمة حقيقية بالنسبة لكثير من العائلات الأميركية. وإن استمرت تلك الزيادة بهذا الشكل، فسيزداد الوضع الاقتصادي سوءً بحلول آب/ أغسطس".

ومن الجدير ذكره أن حملة إعادة انتخاب أوباما رئيساً للولايات المتحدة قد شهدت بعض الآمال خلال الأسابيع القليلة الماضية، بعد انخفاض نسبة البطالة، وتحسن الأخبار المتعلقة بأزمة الديون السيادية في أوروبا، واحتدام التنافس بين المرشحين الجمهوريين.

لكن صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية أكدت في تقرير لها اليوم، ضمن هذا السياق، أنه إن لم يُحسِن التعامل مع القضية الإيرانية خلال الأشهر المقبلة، فإنه قد يجد نفسه في مواجهة مع ارتفاعات في أسعار النفط، من شأنها أن تقوض فرص التعافي الاقتصادي الهش، وهو الأمر الذي يشن من خلاله منافسوه هجوماً ضارياً عليه من منطلق أن ذلك يشكل ضعفاً سياسياً، وهو ما يؤثر على دوائر انتخابية هامة بالنسبة لأوباما، أو أنها تعتبر تمهيداً لاحتمالية اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط.
ومضت الصحيفة تنقل في هذا الخصوص عن سوزان مالوني، دبلوماسية سابقة تعمل الآن في معهد بروكينغز للأبحاث بواشنطن، حديثها عن الضغوط التي تواجهها إدارة أوباما لاتخاذ إجراءات ضد إيران وكذلك العواقب المترتبة على تلك الإجراءات.

وتابعت سوزان حديثها بالقول :" إن السعي لإحداث هذا التوازن سيكون صعباً للغاية على مدار العام الجاري". ثم أعقبت الصحيفة بقولها إن الزيارة التي قام بها هذا الأسبوع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتنياهو للولايات المتحدة قد جاءت لتلقي بأضواء مكثفة على المزيج الخاص بتلك الضغوطات السياسية والاقتصادية.

وفي الوقت الذي انتهج فيه أوباما العديد من الأساليب التكتيكية التي سعى من ورائها لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، منذ بداية عمله كرئيس للولايات المتحدة، فإنه كان يلمح في ذات الوقت إلى أنشطة سرية ترمي إلى إبطاء برنامج طهران النووي، بما في ذلك مجموعة من المحاولات المختلفة لتخريب الأنشطة النووية.

وبينما يرى مؤيدو أوباما أن سياساته ترتقي لمزيج متطور من سياسات العصا والجزر، فإن المنتقدون يتعاملون مع تلك السياسات باعتبارها غير مرتبطة وأن إستراتيجية التواصل لم تمنح وقتاً كافياً. لكنه وبغض النظر عن أي شيء، فقد أوضحت الصحيفة أن السياسة التي ينتهجها أوباما مع الملف الإيراني بدأت تصل مرحلة حاسمة.

ومع استمرار حالة التأهب داخل الأوساط الإسرائيلية والأميركية إزاء برنامج إيران النووي، أشارت الصحيفة إلى أن إدارة أوباما تتعامل مع الأشياء بصورة مختلفة تماماً. فيما يرى أوباما أن إيران لم تتخذ بعد القرار السياسي الحاسم الخاص بتطوير سلاح نووي، فقد تولدت حالة من الجدال بين المسؤولين. فمن ناحية، بدأت تتصاعد أجواء التوتر بين واشنطن وتل أبيب، ومن ناحية أخرى، بدأت تقترب إيران أيضاً من نقطة حاسمة. وفي الوقت الذي بدأ يحرز برنامجها النووي تقدماً خلال السنوات القليلة الماضية، غالباً ما راوحت إستراتيجيتها الدبلوماسية مكانها لبعض الوقت. وفي حين بدأت تلقي فيه العقوبات بظلالها الوخيمة على الاقتصاد، قال بعض المحللين إن القائد الأعلى آية الله علي خامنئي قد يضطر لاتخاذ قرار نهائي.

وفي خضم كل هذه الأحداث المتشابكة، أتت انتخابات الرئاسة الأميركية، حيث بدأ يلعب المرشحون الجمهوريون على وتر السياسة التي ينتهجها أوباما حيال إيران، واصفين إياه بالشخصية الضعيفة. وبدؤوا يأملون كسب ود الناخبين اليهود القلقين بخصوص الاحتكاك المتزايد مع إسرائيل بشأن إيران. وهو ما منح نيتنياهو فرصة جيدة هذا الأسبوع لكي يمارس من خلالها ضغوطاً على إدارة أوباما. وشعر بعض خصوم أوباما السياسيين بالسعادة لإقدامهم على تقديم يد العون لرئيس الوزراء الإسرائيلي.

وعادت الصحيفة لتشير إلى أن إيران ستتعلق بالانتخابات بالكثير من الطرق الأخرى، بدايةً من العقوبات. لكن إن كانت هناك مخاطر سياسية من التهديد الناعم بشأن العقوبات، فستكون هناك مخاطر أخرى من وراء تطبيقها بشكل صارم للغاية. وهو ما جعل مارك دوبوويتز، المدير التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، يعترف بأن هناك خطورة بأن تحدث زيادة في أسعار النفط.

ولفتت الصحيفة في نفس السياق إلى أن حدوث زيادة حادة في أسعار النفط قد تؤثر سلباً على فرص التعافي في الاقتصاد الأميركي. كما أن ذلك قد يكون بمثابة الفرصة المواتية التي يمكن أن يستغلها المرشحون الجمهوريون لدعم وضعيتهم وتعزيز أفكارهم.

وأوضحت الصحيفة أن التساؤل السياسي الأكبر والأكثر صعوبة، هو ذلك المتعلق بما يمكن أن يحدث إذا تم شن هجوم عسكري على إيران في الأشهر السابقة للانتخابات. ونقلت الصحيفة عن جون ألترمان، من مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية في واشنطن، قوله:"من بين المسائل التي يكتنفها قدر كبير من الغموض تلك المسألة المتعلقة بالطريقة التي تقيم من خلالها الإدارة الإسرائيلية السياسات الأميركية".

وأشارت الصحيفة أيضاً إلى أن هناك العديد من العوامل المتغيرة التي تُصَعِّب من إمكانية التنبؤ بالتأثيرات التي يحتمل أن يحظي بها الهجوم الإسرائيلي من الناحية السياسية. فيما يرى بعض المراقبين أن مهاجمة واشنطن لطهران قد تعود بفوائد كبيرة على أوباما، من منظور السياسة الانتخابية البحتة، لأنه سيحقق فوزا ساحقا بالانتخابات.

ثم ختمت الصحيفة تقريرها بلفتها إلى الدور البارز الذي يلعبه المجتمع اليهودي في أميركا، رغم صغر حجمه، وذلك نظراً للمساهمات المالية التي يمكنه أن يقدمها.

وأشارت فاينانشيال تايمز هنا إلى المقال الذي كتبه الأسبوع الماضي كارل روف، أبرز مستشاري الرئيس الأميركي السابق جورج بوش والذي كان يوصف بعقله المدبر، تحت عنوان " كيف تهزم أوباما" ، وركز في إحدى محاوره على أن أوباما فقد كثير من الدعم السياسي والمالي بين أفراد المجتمع اليهودي الأميركي. ورغم أن اليهود يشكلون 3 % فقط من الناخبين في الولايات المتحدة، إلا أنهم قد يلعبون دوراً بارزاً في حسم الانتخابات، حيث يحظون بدور حاسم ومحوري في الولايتين المتأرجحتين فلوريدا وأوهايو ويلعبون دوراً غاية في الأهمية أيضاً لجمع التبرعات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف