إعادة تشغيل البرنامج الأميركي لمكافحة القاعدة في اليمن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
اتفق مسؤولون من الولايات المتحدة واليمن على إعادة العمل ببرنامج التدريب العسكري، المثير للجدل، لمساعدة الرئيس اليمني الجديد على مكافحة مقاتلي تنظيم القاعدة، وذلك كجزء من العلاقات التي تربط الدولتين في إطار جهود مكافحة الإرهاب.
بيروت: تستأنف العشرات من قوات العمليات الخاصة الأميركية في اليمن، تدريباتها لمكافحة الإرهاب بعد فترة من الإنقطاع في العام الماضي وسط موجة من الاعتداءات الجديدة من قبل الفرع اليمني للقاعدة والجماعات الجهادية المرتبطة بها.
في الأسبوع الماضي، هاجم متشددون إسلاميون قافلة أميركية في مدينة عدن الجنوبية، ونفذوا سلسلة من الهجمات التي قتل فيها نحو 200 جندي، مما أثار أزمة شديدة بالنسبة إلى الرئيس الجديد عبدربه منصور هادي، الذي تولى رسمياً منصب رئيس الدولة في شهر شباط (فبراير) من الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وتعتبر واشنطن أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، واحد من أكبر الأخطار التي تهدد الولايات المتحدة. وقال مسؤول اميركي إن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يملك الطموحات والقدرة على مهاجمة الغرب وتأمين وجود قوي على النطاق المحلي.
منذ توليه منصبه، أكد الرئيس اليمني وحكومته مراراً وتكراراً على وجود التزام قوي لمحاربة تنظيم القاعدة وتعزيز عمليات مكافحة الإرهاب الاميركية، ما كسب استحسان كبار المسؤولين الاميركيين، بما في ذلك نائب مستشار الأمن القومي جون برينان، الذي وضع السياسة الأميركية لمكافحة الإرهاب مع الرئيس المخلوع وأفراد أسرته، وكان يشعر بالقلق من أن التعاون قد يتوقف برحيله.
كان العديد من المدربين العسكريين الاميركيين والبريطانيين يعملون في اليمن خلال عهد الرئيس السابق علي عبد الله صالح، لكنهم علقوا مهامهم منذ شهر أيار (مايو) الماضي بسبب الحملة الشعبية المناهضة للنظام والمطالبة بتنحي صالح عن منصبه كرئيس للبلاد.
في هذا السياق، نقلت صحيفة الـ "وول ستريت جورنال" عن الكولونيل جيم غريغوري، المتحدث باسم البنتاغون قوله إن "الجيش الاميركي قرر تعليق أنشطة التدريب في اليمن العام الماضي بسبب عدم الاستقرار السياسي. ومع ذلك، نظراً لاحتياجات اليمن الحرجة، فإننا ننظر في إمكانية استئناف مساعداتنا العسكرية لمساعدة اليمن على مواجهة التهديد المشترك الذي يمثله تنظيم القاعدة".
على الرغم من عدم استقرار الحكومة اليمنية في العام 2011، واصلت بعض برامج مكافحة التجسس عملها. فوكالة الاستخبارات المركزية افتتحت برنامجها الجديد للطائرات من دون طيار بضربة في وقت متأخر من أيلول (سبتمبر) استهدفت ناشطاً بارزاً من تنظيم القاعدة في اليمن، أنور العولقي.
وواصلت الوكالة المضي قدماً في هذا البرنامج، الذي يشمل مراقبة ومكافحة الإرهاب وجمع المعلومات الاستخبارية، بالإضافة إلى ضربات قاتلة.
مع استلامه منصبه رسمياً، أكد الرئيس هادي عزمه خوض المعركة ضد تنظيم القاعدة، فيما أعرب مساعدوه عن رغبتهم بتعزيز التعاون العسكري مع الولايات المتحدة بمستوى يفوق التعاون الذي ساد خلال عهد صالح.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول يمني قوله، "منذ تشرين الثاني (نوفمبر)، كان هناك الكثير من النقاشات بين اليمنيين والمسؤولين الاميركيين حول الخطوط العريضة للعلاقة الأمنية الجديدة بين الدولتين".
وزار رئيس أركان الجيش اليمني، الجنرال أحمد علي الأشول، واشنطن مرتين منذ أواخر الخريف للتحدث مع نظيره في هذا السياق، ومن المقرر أن يزور وفد من الحكومة اليمنية واشنطن هذا الشهر لمواصلة المحادثات.
لكن الـ"وول ستريت جورنال" أشارت إلى إحدى النقاط الشائكة في خطة التدريب، وهي أن تبقى العلاقةمستمرة بين الولايات المتحدة وأقارب الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، الذين ما زالوا يتمتعون بنفوذ بسبب بقائهم في موقع القيادة على رأس قوات النخبة.
ولطالما كانت المساعدات العسكرية الأميركية لقوات الأمن اليمنية مثاراً للجدل منذ وقت طويل. وينظر معظم اليمنيين إلى هذا الدعم على أنه بمثابة دعم غربي شخصي لصالح وعائلته، وليس حرباً على الإرهاب.
وقال مسؤولون أميركيون علانية إنهم يرغبون في مساعدة قوات الأمن اليمنية لتصبح محترفة، لكن حماسهم لم يصل إلى حد المطالبة بإقالة أقارب صالح من وظائفهم.
وقال برينان أمام الصحافيين خلال زيارة قام بها إلى اليمن في شباط (فبراير) الماضي إن الولايات المتحدة ملتزمة بمساعدة وتجهيز "القوات اليمنية التي تعمل على عمليات مكافحة الارهاب فقط".
في الأسابيع الأخيرة، تجاهل الرئيس هادي مطالب الضباط الذين احتجوا في العاصمة للمطالبة بإقالة قائد القوات الجوية، محمد صالح الاحمر، الأخ غير الشقيق للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس اليمني الجديد لم يحدد حتى اليوم الإطار الزمني لاستبدال أي من أفراد أسرة الرئيس المخلوع بقادة من خارج العائلة، أو على الأقل ما إذا كان يفكر بهذا الإحتمال.
واعتبرت الصحيفة أن هذه المواقف أدت إلى تأجيج مشاعر المعارضين للحكومة والجماعات الطلابية، الذين يعتبرون أن واشنطن تهتم بمكافحة الإرهاب أكثر مما تهتم بنشر الديموقراطية.
في الوقت ذاته، تستغل القاعدة في جزيرة العرب هذا الغموض وتستخدمه كأداةدعائية قوية. فخلال الاسبوعين منذ تنصيب الرئيس هادي، نفذت القاعدة ومجموعة جهادية أخرى تسمى "جماعة أنصار الشريعة" هجمات عدةبارزة في جميع أنحاء جنوب اليمن.
بعد أن استهدفت واحدة من هذه الهجمات الحرس الجمهوري، وهي قوة الضربة السريعة التي يرأسها الابن الأكبر لصالح، أعلنت القاعدة في جزيرة العرب عن أن الهجوم كان يستهدف السفير الأميركي في اليمن و"أنصار أميركا".
ويوم الخميس الماضي، فتح مسلحون من جماعة أنصار الشريعة النار على قافلة أميركية في مدينة عدن الجنوبية. وقال مسؤولون يمنيون وأميركيون إنه من غير المعروف من كان في السيارة، لكن الرصاص لم يخترق السيارة المصفحة.
لكن الجماعة المسلحة، في رسالة نصية أُرسلت الى الصحافيين، ادعت أن الهجوم استهدف مسؤولاً من مكتب التحقيقات الفيدرالي.