أخبار

ايران تحاول ازالة أدلة على اختبارها اجهزة تفجير نووية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تحاول ايران إزالة ادلة تؤكد ان علماءها اختبروا اجهزة تفجير اسلحة نووية من منشأة عسكرية قبل زيارة فريق من المفتشين الدوليين ، كما افادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وتبين الصور التي التقطتها اقمار اصطناعية ما يبدو انها جرافات وشاحنات نقل في قاعدة بارتشين العسكرية حيث قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها الجديد ان العلماء الايرانيين قاموا بتجربة جهاز لا يمكن أن يُستخدم إلا في منظومة تفجير سلاح نووي.

وحين زار مفتشو الوكالة ايران الشهر الماضي مُنعوا من دخول قاعدة بارتشين. ومنذ ذلك الحين ابدت طهران موقفا أكثر مرونة وقالت ان بامكان المفتشين الدوليين ان يدخلوا الموقع "مرة واحدة".

ونقلت وكالة اسوشيتد برس عن مسؤول في الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان الصور الفضائية تبين ان محاولة بُذلت مؤخرا لتنظيف الموقع قبل مجئ المفتشين. وكانت الوكالة اعلنت في شباط/فبراير ان اختبارات أُجريت على منظومة تفجير اسلحة نووية داخل حاوية معدنية ضخمة في قاعدة بارتشين العسكرية. ولكن طهران نفت ذلك الاعلان الذي ورد في تقرير الوكالة عن الأبعاد العسكرية المحتملة لبرنامج ايران النووي.

وأوضحت الوكالة ان ما تقوله يستند الى وثائق قدمتها دول اعضاء تبين ان خبراء ايرانيين درسوا مراحل انتاج سلاح نووي في فترات سبقت عام 2003.

وقال تقرير الوكالة ان المعلومات الجديدة تشير الى ان ايران صنعت حاوية كبيرة في بارتشين لاجراء تجارب "هيدروديناميكية". واضاف التقرير ان الوكالة الدولية حصلت بصورة مستقلة بعد ذلك على صور التقطتها اقمار اصطناعية تجارية تتفق مع هذه المعلومات.

واحدى الطرق المعتمدة لتفجير سلاح نووي هي باستخدام "جهاز نيوتروني". ويُعتقد ان ايران اختبرت هذه الطريقة في قاعدة بارتشين. وفي هذه الحالة ربما خلفت هذه التجارب آثارا مشعة في التربة. وسيكون من اهداف زيارة المفتشين الدوليين للموقع ان يتحققوا من وجود مثل هذا الدليل.
وإذا أُجريت اختبارات باستخدام الجهاز النيوتروني فان المفتشين سيحاولون ان يعرفوا متى أُجريت على وجه التحديد. وكانت الاستخبارات الاميركية قدمت في عام 2007 تقييما مشتركا قالت فيه ان ايران اوقفت هذا العمل في عام 2003.
ولكن دولا أخرى لا تتفق مع هذا التقييم وترى ان ايران مضت قدما بتجاربها النووية لاحقا.

وأي عملية تنظيف لإزالة الآثار المشعة من الموقع العسكري باستخدام المعدات التي تظهر في صور الاقمار الاصطناعية يمكن ان تجعل من المتعذر معرفة الحقيقة.

وكانت ايران لجأت الى هذا الخيار سابقا. وقبل خمس سنوات قامت بتفكيك قاعدة لافيزان شيان بالكامل قبل زيارة المفتشين الدوليين للموقع الذي حامت شكوك بأنه يُستخدم لخزن معدات ذات صلة ببرنامج نووي عسكري.

في غضون ذلك ذهب مسؤول اسرائيلي يوم الأربعاء الى ان الرئيس الاميركي باراك اوباما وعد بعدم الاعتراض على توجيه ضربة عسكرية الى ايران إذا لم يتخل النظام الايراني عن برنامجه النووي في غضون عام. ونقلت صحيفة معاريف الاسرائيلية عن المسؤول ان الادارة الاميركية ادركت بأن استخدام الدبلوماسية عاما كاملا لن يكون ممكنا. واشار المسؤول الى رضوخ اوباما للضغوط التي مارسها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال محادثاتهما في واشنطن يوم الاثنين.

وسيكون مثل هذا التنازل من جانب اوباما تحولا كبيرا في السياسة الاميركية بعد مخاوف واشنطن من ان اسرائيل تعد العدة لتوجيه ضربات عسكرية احادية ضد منشآت ايران النووية في غضون اشهر.

ولم تصدر تصريحات علنية من أي مسؤول عما دار بين اوباما ونتنياهو خلال اجتماعمها الذي استمر ثلاث ساعات. ولكن مراقبين لاحظوا ان اوباما رغم تصعيد لهجته ضد ايران بعد اللقاء اصر على منح فرصة للعقوبات الاوروبية والاميركية الجديدة ضد بنك ايران المركزي وقطاع الطاقة الايراني.

كما ابلغ مسؤولون في الادارة الاميركية اسرائيل بأنه ليس من الحكمة ان تتحرك ضد ايران بمفردها. وقال رئيس هيئة الاركان المشتركة للجيوش الاميركية الجنرال مارتن ديمبسي ان الضربة العسكرية لن تفعل سوى تأخير برنامج ايران النووي عامين أو نحو ذلك.
ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن رئيس المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في بريطانيا جون تشبمان انه يتفق مع رأي ديمبسي وان التأكيدات التي اعطاها اوباما في الأيام الأخيرة تعني ان العمل العسكري الاسرائيلي يبدو مستبعدا هذا العام.

ولكن نتنياهو لم يربط نفسه بالتزام بعدم توجيه ضربة عسكرية احادية تستهدف منشآت ايران النووية. واشار مستشاره الأمني الذي كان المسؤول الاسرائيلي الوحيد في الاجتماع مع اوباما الى ان ساعة الحسم بات قريبة. واعلن المستشار ياكوف اميدرور للصحفيين "ان علينا الآن ان نجلس مع أنفسنا ونهضم ما قاله الاميركيون ثم نقرر".

وخلص رؤساء اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية الى ان لدى اسرائيل فترة أمدها ما بين ستة وتسعة اشهر فقط قبل ان تفقد أي ضربة عسكرية ضد ايران فاعليتها ، ولكن صحيفة الديلي تلغراف نقلت عن محللين انه تقدير فيه مبالغة متعمدة.

وابدت اسرائيل ترحيبا فاترا بقرار مجموعة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن والمانيا قبول مقترح ايران الداعي الى استئناف المفاوضات. وتخشى الحكومة الاسرائيلية ان يكون المقترح الايراني مناورة تمنح طهران غطاء دبلوماسيا لمواصلة برنامجها النووي وجعل الخيار العسكري أصعب لأن هناك مفاوضات جارية بين الفرقاء.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف