الفاتيكان بين ضحايا جدد لقراصنة الإنترنت «أنونيموس»

بعد ساعات من اعتقال خمسة من أعضائها والأنباء التي تحدثت عن أن زعيمها صار مخبراً لـ"أف بي آي"، شنت "أنونيموس" هجمات انتقامية على عدد من المواقع البارزة. لكن الإحراج الأكبر كان للفاتيكان، الذي اتهمته الجماعة بارتكاب سلسلة طويلة من الجرائم عبر التاريخ.

لندن: تمكنت جماعة الهاكرز (قراصنة الإنترنت) المعروفة باسم Anonymous "أنونيموس" (وتعني "مجهول الهوية") من تعطيل الموقع الإلكتروني للفاتيكان، وذلك بعد ساعات قليلة من إلقاء القبض على خمسة أشخاص يُزعم أنهم أعضاء بالجماعة - البعبع.

وقالت صحيفة "تايمز" إن بريطانييْن وإيرلندييْن بين الخمسة المعتقلين. وجاء اعتقالهم بعيد القبض في الولايات المتحدة على مَن يعتقد أنه زعيم الجماعة ويدعى هيكتور خافيير مونسيغور، الملقّب بـ "سابو"، (28 عاماً) وموافقته على أن يصبح مخبراً لمكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي"، طلباً لنجاته من العقوبة.

وفي أعقاب هذا كله، شهد عدد من المواقع الإلكترونية الشهيرة هجمات "انتقامية" ضارية، أبرزها الموقع البابوي.

وتمّ هذا على يد فرع "أنونيموس" في روما، الذي أصدر بياناً ايضاً قال فيه إنه عطّل هذا الموقع "استهدافاً للكنيسة الكاثوليكية الفاسدة" على حدّ تعبيره.

وجاء في بيان المجموعة أن هذه الكنيسة "مسؤولة عن سلسلة طويلة من الجرائم عبر التاريخ، بما في ذلك بيع صكوك الغفران في القرن السادس عشر وحرق من يُسمون "الهراطقة" على يد محاكم التفتيش. لهذا، وأشياء أخرى مثل ممارساتكم الفاسدة الساعية الى الربح فقط عبر العالم، قررت أنونيموس تعطيل موقعكم الإلكتروني".

ومضى البيان، الذي نشر على موقع "أنونيموس" الإيطالي، يقول إن الهجوم على الفاتيكان "ليس بأي حال هجوماً على الديانة المسيحية أو على المؤمنين في مختلف أرجاء الدنيا".

يذكر أن جماعة القرصنة هذه حاولت العام الماضي مهاجمة الموقع نفسه وتعطيله، لكنها فشلت في مسعاها بسبب التحصينات الأمنية المنيعة المضروبة حوله.

وفي عملية منفصلة، قُصد منها إظهار البأس، هاجمت "أنونيموس" أيضا موقع "باندا لابس"، الشركة المتخصصة في برمجيات محاربة مختلف أنواع الفيروسات الإلكترونية - مثل تلك التي تستخدمها الجماعة نفسها.
ونجح الهاكرز في إزاحة صفحة الشركة المرموقة الرئيسية وتركت مكانها رسالة تقول: "تحياتنا لأصدقائنا الساقطين"!

واتهمت "أنونيموس" هذه الشركة بمعاونة مختلف قوات الأمن على اعتقال عدد من اعضائها الشهر الماضي، لكن الشركة تنفي هذه التهمة.
وقالت شركتها الأم الاسبانية "باندا سيكيوريتي" إنها تحقق في انتهاك حدودها على يد "أنونيموس"، وسارعت الى تطمين عملائها الى أن معلوماتهم في أمان كامل ولم تمس بأي شكل كان.

إضافة الى ذلك، نجحت "أنونيموس" أيضاً في تعطيل موقع مجلس اللوردات في برلمان ويستمنستر البريطاني، فأزاحت صفحته الرئيسية وتركت مكانها إعلانات لسمّاعات معروفة تقول شركتها المنتجة إنها الأنسب لأغاني "الراب".