جبهة الدول الست المعنية بملف إيران مهددة بالتصدع
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
باريس: يبدو ان جبهة الدول الست المكلفة ملف إيران النووي مهددة بالتصدع بسبب تركيز الولايات المتحدة وفرنسا على حملاتهما الانتخابية وبالتالي تراجع ميلهما للتشدد في القضايا الدولية، علاوة على عودة فلادمير بوتين الى سدة الرئاسة في روسيا.
وازاء "الخطاب المزدوج" لطهران المستعدة للحوار مع واشنطن وموسكو ولندن وباريس وبرلين وبكين مع مضيها بلا وجل في تنفيذ برنامجها النووي الذي يقلق الغرب، قال وزير الخارجية الفرنسي الآن جوبيه انه يتعين الابقاء على موقف "الحزم الشديد" حيالها.
ويعكس هذا التصريح مخاوف من تصدع الجبهة الدولية المعارضة لطهران التي تشكل حتى الان الرافعة الوحيدة التي من شانها تاجيل او تفادي عمل عسكري اسرائيلي ضد إيران تتواتر الاشارة اليه اكثر فاكثر.
وفي الواقع فان وحدة الدول الست ظهرت عليها مؤشرات تصدع حتى وان استمر هؤلاء في التعبير عن القلق من احتمال حيازة إيران في المستقبل القنبلة النووية ودعوا الخميس طهران الى "الدخول في حوار جدي" و"بلا شروط" حول برنامجها النووي.
واوضح مسؤول غربي طلب عدم كشف هويته انه "في مجلس الامن لن يحدث اي شيء جديد بشان إيران"، موضحا ان روسيا والصين كانتا شديدتي الوضوح بهذا الشان.
واتخذت العقوبات الاخيرة المتعلقة بالنفط الإيراني والبنك المركزي بشكل منفصل من قبل الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وليس الامم المتحدة التي كانت تبنت ست قرارات بحق طهران بينها اربعة مرفقة باجراءات عقابية.
كما ان عودة فلادمير بوتين الاقل لينا من ديمتري مدفيديف، الى سدة الرئاسة في روسيا، يجعل البعض يخمن بقرب حدوث خلافات جديدة مع اقتراب موعد مباحثات متعددة الاطراف مع إيران. وفي شباط/فبراير اتهمت روسيا الغربيين بالسعي الى "تغيير النظام" في إيران تحت غطاء مكافحة انتشار اسلحة الدمار الشامل.
وبغض النظر عن الخوف من ان تصبح إيران دولة نووية فان ما يخشاه الغربيون اكثر هو ان يؤدي مثل هذا التطور الى زوال نظام منع انتشار اسلحة الدمار. وقال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ "اذا تمكنت (إيران) من حيازة قدرات عسكرية نووية، سترغب امم اخرى في الشرق الاوسط في تطوير اسلحة نووية".
كما سترغب الصين التي تتزود من إيران بالنفط، في الحفاظ على مصالحها الاقتصادية حتى على حساب وحدة الجبهة المعنية بملف إيران. كما ان الظرف الحالي يتميز بالانقسام حول الملف السوري.
وتساءل دبلوماسي "في 2009 تاريخ الكشف عن موقع نووي سري في إيران، كان الملف الإيراني قضية الجميع، فهل لا يزال الامر كذلك اليوم؟" ويؤكد مصدر آخر "ان هدف إيران هو تفكيك مجموعة الست".
واضاف المسؤول الغربي انه في السنوات الاخيرة واصلت موسكو وبكين "سياسة الخنوع امام إيران" مضيفا واليوم "لم تبق لهما الا ورقة التوت في حين تستمر إيران في عدم الالتفات اليهما والتحديق عبر النافذة".
والمفارقة تكمن في ان هذا التعنت الإيراني الذي وصل صيف 2011 حد رفض مقترحات اعتبرتها باريس "متخاذلة"، قد يخدم توافق الدول الست. ويبدو ان الغربيين الذين يسيطر عليهم هاجس الخوف من هجوم اسرائيلي غير مضمون العواقب، على استعداد للتسوية.
ومن الملاحظ ان وقف تخصيب اليورانيوم الذي شكل نقطة انطلاق انتقادات الامم المتحدة لإيران بحكم انه يمكن ان يؤدي الى صنع قنبلة، لم يعد مطروحا باصرار كما في الماضي. وقال مختص في الملف "لقد تم التخلي عن ذلك منذ زمن بعيد".
واعتبر مصدر آخر ان الدول الست ستكتفي بلا ريب بوقف التخصيب بمستوى 20 بالمئة مع السماح لإيران بالاستمرار في تشغيل اجهزة الطرد المركزي من اجل تخصيب ضعيف عند مستوى 5 بالمئة شرط قيام حوار جدي مع طهران.