نواب في مدرسة المشاغبين: معلمة مهضومة ومعلم صاحب فضل

في عيد المعلم الذي احتفل به ، كيف يتذكر بعض السياسيين اللبنانيين فترة الدراسة، ومن هي المعلمة التي لا تزال ذكراها في خيالهم، وهل من معلم قام بدور هام في حياتهم؟ في هذه المناسبة تذكر اصحاب السعادة ايام الدراسة على مقاعد المدرسة من شغب طفولي لا تزال ذكراه راسخة.

بيروت: يعود النائب سليم سلهب الى أيام الدراسة في الثانوية والى أستاذه الذي طلب منه حينها أن "يشدّ" الهمة، كي يتابع دراسته، ويقول سلهب:" كنت حينها كسولاً وطلب مني الاستاذ ان "اشد الهمة" وأصبح يشك بسلامة عقلي، واعطى علمًا وخبرًا لأهلي، وقال لهم :" حرام أن يكمل علمه، اذا ممكن ان تجدوا له عملاً آخر غير الدراسة، وعندها قال لي والدي امامك 24 ساعة لتفكر ماذا تريد ان تشتغل عوضًا من الدرس، وبعد 24 ساعة، وجدت الا خيار امامي سوى متابعة الدراسة، وبعدها تفوقت وأخذت شهاداتي في الطب.

وعندما كنت أتمرن كطبيب، يضيف سلهب، تزورني زوجة هذا المعلم، وهو لم يعرف حينها أنني أصبحت طبيبًا، وبعد فحصي لها، قلت له اسمي الدكتور سلهب، وسألته هل يعني لك هذا الاسم شيئًا، أجابني:" بلى يعني لي شيئًا هناك تلميذ كسول كان عندي في الصف اسمه سليم سلهب، فقلت له انا هو، وانت كنت وراء "شد همتي" وتفوقي فيما بعد، ويقول سلهب:" ان لهذا المعلم الفضل الاكبر لما وصلت اليه اليوم".

ويضيف سلهب:" للاساتذة دور كبير اما في توجيه التلاميذ واما في تحطيمهم".

ويقول سلهب ان دور الاساتذة مهم كثيرًا في التربية، وليس فقط في التعليم، فعليه تقع مسؤولية تثقيف الجيل الجديد، وهو يكمل تربية المنزل.

سلام

عندما يتذكر النائب تمام سلام الفترة الدراسية الماضية يقول :" إن ابرز ما يمكن لأي إنسان أن يستذكره في ما له علاقة بالفترة الدراسية منذ صغره، إلى شبابه، هو العلاقة المهمة جدًا بين التلميذ والمعلم، فالمواد التدريسية في كافة انواعها ومستوياتها، تتوقف كثيرًا على من يلقنها، وبالتالي، يمكن ان نقول إنه في مواد معينة، حيث كان الاستاذ مميزًا، تمكنا من اقتباس معرفتها والتعلق بها، كما انه في مواد معينة اخرى، لم يكن الملقن فيها على المستوى المطلوب، نتج من ذلك ضعف، في استيعابنا لها، وهذا بشكل عام.

ويضيف سلام:" لا شك ان هناك العديد من المعلمين تركوا اثرًا عندي كما كانت علاقتي بهم مميزة، ويعود ذلك لاهتمامهم المميز بي كتلميذ، وكصديق ايضًا، لان هناك بعض الاساتذة الذين ينشئون علاقة جافة مع التلاميذ، لا تسمح بالتفاعل خارج اطار الصف، كما ان هناك اساتذة يحرصون على التواصل مع تلاميذهم.

ويعدد سلام المدارس التي تعلم فيها من الليسيه الفرنسية، في المرحلة الابتدائية اما المرحلة المتوسطة فكانت في المقاصد، ثم سافر الى مصر وتعلم في فيكتوريا كولدج لسنتين، ثم عاد الى برمانا هايسكول لمدة 3 سنوات، وكان يعتبر ان مدرسة الليسيه تركت اثرًا فيه، لطول المدة التي قضاها، وكذلك برمانا هايسكول لانه كان في القسم الداخلي، ونشأت بيني وبين رفاقي والمدرسة والمعلمين علاقة وطيدة وعميقة اكثر من المدارس اليومية. ثم توجه الى اختصاص الاقتصاد.

ويوجه سلام رسالة الى اساتذة لبنان يطالبهم بالمزيد من الاهتمام في هذه المهنة، كما اطالب لهم ايضًا بتعزيز وضعهم، ليشعروا بالاطمئنان والثقة التي تساعدهم على التمسك بوظيفتهم، وعدم اللجوء الى امور اخرى قد لا تتناسب مع التعليم والتربية.

سكرية

يستهل النائب السابق اسماعيل سكرية حديثه عن المعلم بالقول :" قم للمعلم وفّه التبجيلا، ويتذكر فترة الدراسة بكثير من النوستالجيا وبالنسبة إليه هذه الفترة هي ذكرى المعلم المربي، وهذا المفهوم برأيه تغير في ايامنا الحالية، اذ في الماضي كانت له رهبة وهيبة اكثر، وكان له احترام اكبر مع وقع اكبر في الصف، وكان يلقن التلاميذ بضمير ومن قلبه، وبشكل عام اكثر من اليوم.

ويعود سكرية بالذاكرة الى الايام التي كان فيها في مدرسة برمانا هايسكول، حيث قضى 9 سنوات، وكانت إحدى المعلمات "مهضومة" كثيرًا برأيه، وكانت جميلة وكل الصبيان وقعوا بغرامها، وكانت توحي بالغنج وهي تعلم، والجو معها كان رومانسيًا، وكان صفنا فيه الكثير من الشغب الطفولي.

وكان متفوقًا في دراسته ويتنافس على المقعد الاول مع شاب آخر وثم تخصص في طب الجهاز الهضمي في الجامعة الاميركية، وفي عيد الاساتذة يوجه سكرية طلبًا بضرورة ان يحصل الاساتذة على مطالبهم، ولكن في الوقت عينه، مقابل هذه المطالب، على المعلم ان يعطي بمنتهى الصدق والشفافية في التعليم والتربية، لان دوره مهم جدًا، ويترك بصماته على الجيل المقبل، ويساهم بتكوين عجينة التلاميذ.