أخبار

عمل كبير ينتظر مؤلفي الكتب المدرسية في الجزائر وفرنسا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

باريس: مرت اكثر من عشرين سنة قبل ان تظهر حرب الجزائر في كتب التعليم الثانوي الفرنسي، اي منذ 1983، بينما بدأ الموضوع يخرج عن صورته التقليدية شيئا فشيئا في كتب التعليم الجزائرية.

وسبقت كتب التعليم المدرسية الفرنسية في المؤسسات: فقد تحدثت عن "حرب الجزائر" (في كتب التعليم المتوسط منذ 1970) قبل ان يتم تبني المصطلح بصفة رسمية سنة 1999 في فرنسا.

اما في الجزائر فان المصطلحات المعتمدة هي "حرب التحرير الوطني" و"حرب الاستقلال" او "الثورة الجزائرية".

وفي بداية ثمانينات القرن الماضي، كانت الجمعية الفرنسية لاساتذة التاريخ والجغرافيا "طالبت ببرامج تعليمية جديدة لما بعد 1945".

وقال الامين العام للجمعية هوبير تيسون لوكالة فرنس برس "استندنا في طلبنا الى الاستجابة التي وجدناها لدى محاورينا السياسيين".

اما بنوا فاليز استاذ التاريخ في الجامعة، فاعتبر ان "الجيل الاول من كتب التعليم الثانوي كان غنيا. فقد عايش معظم مؤلفيها الحرب وكانت لديهم حتما علاقة مباشرة بها".

واضاف فاليز انه حصل "نضوب في المحتوى" قبل ان ينمو مرة اخرى وخصوصا في كتب التعليم مع بدء السنة الدراسية 2011.

وقال "لكن ما كان دائما حاضرا هو مصير الفرنسيين العائدين الى وطنهم والتعذيب"، في حين ان قضية "الحركيين" (الجزائريون الذين قاتلوا مع الجيش الفرنسي) حديثة نوعا ما.

ويؤكد بنوا فاليز ان "مأساة ميترو شارون في 1962 (في باريس) اختفت تقريبا من كتب التعليم، لكن قمع تظاهرة جزائريين في 17 تشرين الاول/اكتوبر 1961 يتم الحديث عنه اليوم، وكذلك تظاهرات سطيف وقالمة (بالشرق الجزائري)" التي نظمها القوميون الجزائريون وقمعها الجيش الفرنسي بالدم سنة 1945.

وفي الجزائر شهدت محتويات الكتب المدرسية "تطورا" بحسب المؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا في مقال في مجلة "التاريخ" في ايلول/سبتمبر 2010.

واوضح ستورا ان "الكتب المدرسية الجزائرية محت اجزاء من تاريخ البلاد في حين تقبل الان مناقشة مواضيع وتسمية شخصيات كانت مستبعدة سابقا"، كما هي الحال بالنسبة لمحمد بوضياف ومصالي الحاج وفرحات عباس.

واشار استاذ التاريخ في التعليم الثانوي في الجزائر مصطفى زايش لوكالة فرانس برس الى ان الكتب المدرسية لا تتحدث عن "النزاعات الداخلية في جبهة التحرير الوطني وأساليبها، والاقتتال بين الأشقاء من أجل الاستيلاء على السلطة بين حزب جبهة التحرير الوطني والحركة الوطنية الجزائرية".

اما حسان رمعون المؤرخ الجزائري والاستاذ في جامعة وهران فيقول ان "قضية الحركيين معقدة جدا، فهم يعتبرون من الخونة (لكن) يجب ان تعمل الجامعات الجزائرية على فهم ما حدث فعلا".

وفي فرنسا "نشعر ان هناك ارادة لدى الكتاب للحديث عن كل الذكريات" المتعلقة بالحرب، بحسب بنوا فاليز.

وسيتم ادراج موضوع "المؤرخ وذكريات حرب الجزائر" للمرة الاولى في برنامج التعليم الثانوي مع بدء العام الدراسي 2012، كما أكدت فرانسواز فوجرون مديرة منشورات ناتان المدرسية.

وفي الجزائر "اصبح تقديم تنوع المجتمع الجزائري خلال الاستعمار بشكل افضل" و"لقد بذلت جهود (...) لفهم أفضل للتاريخ في كل تعقيداته"، في حين "كان التركيز من قبل على الأشكال العنيفة للنضال" بحسب رمعون.

واعتبر زايش ان "الجانب الكمي المبني على أساس التسلسل الزمني للأحداث تراجع الى المرتبة الثانية واصبحنا نعطي أهمية أكبر لرؤية شاملة للثورة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف