ساركوزي يشجّع الحمائية الأوروبية ويدعو إلى مراجعة اتفاقات شينغن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
باريس: دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الأحد إلى اتخاذ إجراءات حمائية لحماية المؤسسات الأوروبية، وهدد بخروج فرنسا من فضاء شينغن، إذا لم تتم إعادة النظر في هذه الاتفاقيات الأوروبية المتعلقة بحرية التنقل.
واعتبر الرئيس، الذي يطمح إلى ولاية رئاسية ثانية من خمس سنوات، أن أوروبا القوية سياسيًا هي الوحيدة القادرة على تجنب "التفكك". وقال "ينبغي ألا تكون أوروبا تهديدًا، بل يجب أن تكون حماية".
ودعا خصوصًا إلى "باي يوربيان آكت" على الطريقة الأميركية، حتى تستفيد الشركات التي تنتج في أوروبا من المال العام الأوروبي، وذلك في إشارة إلى قانون "باي أميركان آكت" أو "قانون إشتر منتوجًا أميركيًا"، الذي أقرّته الولايات المتحدة عام 1933، والذي يرغم الدولة على تخصيص جزء من الطلبات العامة لمؤسساتها الصغيرة.
ووعد ساركوزي بأن "تطالب فرنسا من الآن فصاعدًا بأن تخصص للشركات المتوسطة والصغرى الأوروبية حصة في الأسواق العامة". وقال "اذا لم نحقق تقدمًا خلال عام (بشأن هذا النقطة) فإن فرنسا ستطبق من جانب واحد ميثاقها الخاص للمؤسسات المتوسطة والصغيرة إلى أن تنتهي المفاوضات الى نتيجة".
ويندرج قانون "باي يوربيان آكت"، الحمائي بامتياز، في إطار مفهوم "اشتر فرنسي" الذي تحول حاليًا إلى موضة في فرنسا في هذه المرحلة من الأزمة، سواء لدي اليمين او لدى اليسار. ويهدف هذا الى حماية السلع المنتجة في فرنسا من تجاوزات العولمة عملاً بسياسة تشجيع المنتج الوطني المتبعة، خصوصًا في الولايات المتحدة والصين.
وفي المجال الأوروبي ايضًا طلب الرئيس مراجعة اتفاقات شينغن للسيطرة بصورة افضل على الهجرة غير الشرعية، التي تعد من اقوى موضوعات حملته.
وقد وقعت 26 دولة على اتفاقات شينغن، التي بدا سريانها عام 1985، قبل أن تعدل عام 2007 بموجب معاهدة لشبونة. الا ان فضاء شينغن الذي يتمكن فيه المسافرون من التنقل بحرية يثير توترات متزايدة داخل الاتحاد الاوروبي، وخصوصًا بسبب المخاوف من الهجرة غير الشرعية.
وقال ساركوزي ان "اتفاقات شينغن لم تعد تستجيب لخطورة الوضع. وينبغي مراجعتها. يجب ان نجري لشينغن اصلاحًا هيكليًا بدرجة الاصلاح نفسها، التي قررناها اخيرًا بالنسبة إلى منطقة اليورو" معتبرًا انه "ينبغي عدم ترك ادارة تدفق الهجرات في ايدي التكنوقراط والمحاكم وحدهم".
واضاف ساركوزي، الذي كثيرًا ما نددت حكومته بـ"العصابات الإجرامية الرومانية" والغجر الروم، "يجب أن تكون لدينا القدرة على المعاقبة وعلى تعليق عضوية أو استبعاد أي دولة مقصرة من شينغن، أسوة بقدرتنا على معاقبة اي دولة في منطقة اليورو لا تفي بالتزاماتها".
وقال محذرًا "إذا لاحظت انه خلال الأشهر الـ12 المقبلة لم يتم احراز اي تقدم جاد في هذا الاتجاه فإن فرنسا ستعلق مشاركتها في اتفاقات شينغن إلى ان تصل المفاوضات الى نتيجة".
وسعيًا الى اعطاء دفعة جديدة لتغيير الاتجاه الى الهزيمة، الذي تتوقعه له استطلاعات الرأي في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 6 ايار/مايو، اتبع ساركوزي من جديد لهجة يمينية قصوى حيال الأجانب والإسلام.
وقال إن "الهدف من حظر النقاب والبرقع على أراضي الجمهورية الفرنسية كان الرغبة في ان نعيد إلى المرأة القدرة على التحكم في مصيرها" في اشارة الى القانون، الذي تم الاستفتاء عليه عام 2011، وأقرّه الفرنسيون بنسبة 90% بحسب استطلاع للرأي.
واضاف ساركوزي "لانه على اراضي الجمهورية الفرنسية للرجال والنساء المواعيد نفسها في أحواض السباحة والأطباء انفسهم في المستشفيات وقوائم الطعام نفسها في المقصف العام" في اشارة الى الجدل الذي أثير حول تحديد مواعيد استخدام منفصلة للرجال والنساء في احواض السباحة وحول اللحوم الحلال في المطاعم المدرسية.