المفاوضات هي الباب الوحيد للخروج من الأزمة في أفغانستان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: مع صيحات طالبان المتوعدة بالانتقام وابقاء الولايات المتحدة على جدولها الزمني للانسحاب يتمثل الباب الوحيد للخروج بنجاج من الازمة في المفاوضات كما يرى محللون بعد المجزرة التي راح ضحيتها 16 مدنيا افغانيا على يد عسكري اميركي.
فقد اثار عسكري اميركي الاحد صدمة شديدة باقدامه على قتل 16 مدنيا افغانيا وهم نياما قبل ان يقوم بحرق جثثهم في حادث كان الاخير في سلسلة "حوادث منعزلة"، وفقا للتعبير الذي تستخدمه الولايات المتحدة، من بينها حوادث مقتل جنود في حلف الاطلسي على ايدي جنود افغان والتظاهرات العنيفة ضد حرق مصاحف، وصور جنود مشاة البحرية الاميركية وهم يتبولون على جثث مسلحين افغان.
لكن حادث الاحد كان الاكثر صدمة وتوعدت حركة طالبان على اثره بالانتقام "لكل واحد من الضحايا" الذين قتلهم "الوحوش الاميركيون المرضى عقليا" منددة بان "غالبية الضحايا من الاطفال الابرياء والنساء والعجائز".
وفي واشنطن اكد البيت الابيض والبنتاغون على ان هذا الحادث "المؤسف للغاية" لن يؤثر على الاستراتيجية التي وضعها حلف شمال الاطلسي. وقال المتحدث باسم البنتاغون جورج ليتل "لا يمكن التركيز على حادثين منعزلين او حتى ثلاثة وتجاهل ما تحقق من تقدم في افغانستان والتساؤل عما اذا كان هناك تغيير في اهدافنا".
وتتمثل استراتيجية الحلف الاطلسي في تدريب الجيش والشرطة الافغانيين حتى يتمكنا من تولي مسؤولية الامن في البلاد قبل نهاية 2014 وهو ما سيتيح عندها سحب جنود التحالف البالغ عددهم 130 الفا. وخلال ذلك تامل الولايات المتحدة في ان تؤدي الضربات القاسية التي تلحقها بحركة طالبان الى اقناعها بالتفاوض.
لكن مع تنامي مشاعر الغضب لدى الشعب الافغاني فان الاستراتيجية الدولية قد لا تحقق اهدافها كما يحذر محيد يوسف خبير شؤون هذه المنطقة في المعهد الاميركي للسلام. وقال يوسف لفرانس برس "اذا استمر الامر على هذا النحو، لا ادري كيف يمكن التمسك بهذه الاستراتيجية التي يتوقف جزء كبير منها على تفهم وحسن نية الافغاني المتوسط".
ويرى يوسف ان الشق العسكري يتغلب على الشق السياسي في الاستراتيجية الحالية و"هنا تكمن المشكلة" حيث ان "الوضع الميداني في مازق". وتشارك الولايات المتحدة حاليا في مفاوضات صعبة مع الحكومة الافغانية لعقد شراكة استراتيجية تحدد شروط الدعم الاميركي لافغانستان في مرحلة ما بعد 2014.
ويقول الخبير في المعهد الاميركي للسلام ان تحقيق المصالحة بين الافغان واجراء محادثات مع الاميركيين كتلك التي ربما بدات تلوح بوادرها في قطر حيث فتحت طالبان مكتبا تمثيليا "يشكلان حاليا الخيار الوحيد الممكن لان الاستراتيجية العسكرية لن تكون مجدية بدون كيان سياسي".
ورغم صيحات الانتقام لا يزال لطالبان مصلحة في هذه المفاوضات التي "ستعطيهم شرعية سياسية وحتى لا يمكن لاحد ان يقول لهم انهم لم يعطوا فرصة" لايجاد مخرج للنزاع. من جانبه لا يرى ستيفن بايدل خبير النزاع الافغاني في مجلس العلاقات الخارجية ان مجزرة الاحد ستؤدي الى تغيير الاستراتيجية الاميركية.
ويؤكد بايدل ان هذه الاستراتيجية تقوم على دعامتين: "المصالحة" و"انتقال" المسؤولية الامنية الى القوات الافغانية.
واكد بايدل لفرانس برس ان "آلية الانتقال لن يكتب لها النجاح على المدى البعيد" لان التحالف لن يكون قد تمكن من القضاء على طالبان قبل 2014، مضيفا انه "في افضل الاحوال ستكون القوات الافغانية قادرة على المحافظة على ما كسبناه".
وبالنسبة للمصالحة التي لا تشكل الفكرة الاساسية للاستراتيجية الاميركية يرى بايدل انه سيكون لطالبان نوع من الحافز على التفاوض: فمع الخسائر التي تلحقها بهم الضربات والغارات الاميركية قد لا يتمكنون من البقاء الى حين رؤية البلاد تتخلص من القوات الاجنية. الا ان ستيفن بايدل يرى ان باب الخروج لا يزال موجودا شرط ان "تكون مفاوضات حقيقية يكون كل طرف فيها على استعداد لتقديم تنازلات".