أخبار

ارض الصومال الانفصالية... ملاذ آمن في بلاد تسودها الفوضى

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

هرغيسا: تكدست اوراق العملة الى جانب طريق رملية في هرغيسا كبرى مدن جمهورية ارض الصومال المعلنة من طرف واحد، حيث يتم تصريف العملة في الهواء الطلق وتحت رقابة حوالى عشرة مدنيين غير مسلحين.

وتشهد هذه المنطقة في شمال الصومال استقرارا نسبيا منذ اعلانها استقلالها في 1991 مطلع الحرب الاهلية التي اغرقت جنوب البلاد ووسطها طوال اكثر من عشرين عاما في فوضى لم تخرج منها بعد.

وقال رئيس ارض الصومال احمد محمد سيلانيو "اننا بلد مسالم وديموقراطي"، علما انه انتخب رئيسا للبلاد عام 2010 في استحقاق جرى بسلام. وتابع "يقول الناس اننا ملاذ آمن في القرن الافريقي".

وقد ادى القصف في اثناء الحرب الاهلية الصومالية الى تدمير عاصمة ارض الصومال. وما زالت شظايا طائرات ملقاة على مدرج مطار هرغيسا، لكن اثار النزاع تلاشت سريعا هنا بعد ان ارتفعت ابنية جديدة مكان المباني التي مزقها الرصاص.

على جوانب الشوارع المليئة بالحركة يعرض الباعة ثمارا ناضجة من المزارع المحيطة بالمدينة ونساء حليب الابل وهي منتجات اساسية في اقتصاد ارض الصومال القائم على الزراعة وتربية الماشية.

وقالت سيدة الاعمال امينة فرح ارش التي تدير اسطولا لصيد الاسماك "ليس الامر سهلا دوما لكننا نشهد كل عام تطورا على مستوى الاقتصاد".

بالنسبة الى سيلانيو الذي يرأس بلدا لم ينل اعترافا دوليا فان تجربة ارض الصومال تقدم دروسا الى الصومال حيث تتسارع الجهود الدولية الدبلوماسية والعسكرية والانسانية لوضع حد للنزاع.

واوضح سيلانيو في مجمعه الرئاسي المتواضع ان وضع ارض الصومال "لم تفرضه اي جماعة سياسية لكنه نتيجة اتفاق مشترك بين السكان والقبائل والزعماء من اجل المصالحة والسلام".

وفيما تسهم طموحات الاستقلال والاعتراف الدولي في توحيد ارض الصومال، ما زالت مناطق الصومال الاخرى ممزقة في صراعات عنيفة من اجل الارض والسلطة تغذيها انقسامات قبلية وخلافات دينية.

واوضح سفير الاتحاد الاوروبي في الصومال جورج مارك اندريه ان "ارض الصومال تثبت ان السلام والاستقرار ممكنين في البلاد".

وتابع "ان المصالح متفاوته كثيرا حاليا في جنوب الصومال ووسطه".

لكن المشاكل كثيرة في ارض الصومال. وقالت اسوان محمود الشرطية الموكلة الجرائم العنيفة بحق النساء والاطفال "هناك العديد من مشاكل العنف الجنسي".

لكن العنف المتواصل الذي ما زال مستمرا في المناطق المتاخمة بسبب الميليشيات الاسلامية او قراصنة السواحل الصومالية يبلغ احيانا ارض الصومال فيما ما زال التوتر الحاد قائما بينها وبين منطقة بنطلاند التي اعلنت عن استقلالها الذاتي بخصوص مناطق حدودية متناوع عليها لاحتمال احتوائها النفط.

في هرغيسا يتم اعداد زنزانات سجن اعاد تجديده مؤخرا لنقل 19 قرصانا صوماليا حكم عليهم في جزر السيشيل بعد ان قبضت عليهم قوات بحرية دولية في المحيط الهندي ووافقت ارض الصومال على سجنهم على اراضيها. ويفترض ان ياتي المزيد منهم لاحقا.

وهذه وسيلة لارض الصومال الساعية الى اعتراف دولي بها لتكسب رضا المجتمع الدولي عبر اظهار تصميمها على مكافحة القرصنة.

ويرى عدد من الدول الغربية ان ارض الصومال تستحق ان تصبح دولة مستقلة. لكن الاتحاد الافريقي يخشى ان يشكل الامر سابقة قد تثير موجة عمليات انفصال في مختلف انحاء افريقيا.

وقال سيلانيو "بالرغم من ان المجتمع الدولي لم يعترف بنا بعد فاننا نتعاون مع العالم ونأمل ان يتم الاعتراف بارض الصومال".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف