مخاوف من انحراف حملة الرئيس الفرنسي نحو اليمين المتطرف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أثار انحراف حملة الرئيس المرشح، نيكولا ساركوزي، نحو أقصى اليمين، تساؤلات عديدة حول نوايا الجهة الحاكمة،ما وصفه القيادي العربي في الحزب الحاكم،علي زريق،بالسياسة المرحلية ليس إلا، ولا يمكن لها أن تؤثر على التوجه العام "للاتحاد من أجل حركة شعبية" مستقبلاً.
باريس: يعتقد الملاحظون أن الصعوبات التي اصطدم بها الرئيس المرشح نيكولا ساركوزي في إنعاش شعبيته على بيانات استطلاعات الرأي، أمام منافسه الاشتراكي فرانسوا هولاند، دفعت به إلى تحويل اتجاه حملته نحو أقصى اليمين، بهدف "اصطياد أصوات اليمين المتطرف".
ووظف ساركوزي لذلك خطاباً انتخابياً قاسياً بحق المهاجرين والمسلمين، حيث تجاوز مسألة الهجرة ليمس بالشعائر الدينية عقب تصريح لوزيره الأول فرانسوا فيون، والمحسوب على الصف المعتدل في الحزب الحاكم، ما أدى بفعاليات حقوقية ويسارية معارضة إلى نعت هذا الخطاب "بالعنصري".
ودخل الإعلام الأميركي بدوره على خط هذه الحملة، التي يصفها عضو المجلس الوطني للحزب الحاكم، "الاتحاد من أجل حركة شعبية"، علي زريق "بالمعقدة وغير السهلة"، حيث هاجمت صحيفة "وول ستريت" الأميركية، المشهود لها بجديتها، نيكولا ساركوزي.
وخلقت التصريحات التي ينظر إليها المدافعون عن المهاجرين وممثلو الجالية المسلمة علىأنها محرضة ضد الأجانب والمسلمين، نوعاً من الارتباك داخل اليمين الحاكم نفسه، حيث لم يتردد البعض من رجالاته في التعبير عن رفضهم لها كرئيس الوزراء السابق جان بيير رفران، الذي اعتبر في تصريح له "أن المهاجر هو أخ".
ويعترف علي زريق، في حديث لـ"إيلاف"،"أن اليمين الفرنسي حساس تجاه الهجرة والعلمانية والعمل"، مفسراً التصريحات التي تصدر عن مسؤوليه وتستهدف المهاجرين والمسلمين بكون "حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية" يتجاذبه تياران يحاولان توجيهه تارة يميناً و تارة يساراً...".
يقول زريق: "نحو اليمين، للتعبير عن أفكاره المتطرفة بغية استقطاب عناصره نحو "الاتحاد من أجل حركة شعبية"، ويساراً، يتابع محدثنا، "عندما يوجه خطابه نحو المسلمين والعرب والمغتربين، وذلك بالتعهد بمعالجة همومهم وقضاياهم".
ويصل إلى القول إن "الاتحاد من أجل حركة شعبية" عموماً ليس بحزب متطرف، فهو حزب يميني يعنى بقضايا الفرنسيين بشكل عام، وبحس يميني فقط لا غير...".
ويفسر تناغم خطاب الحزب الحاكم مع خطاب اليمين المتطرف، في البعض من خطوطه،على أنه " سياسة مرحلية لا سياسة نهج، أقرّ بها معظم شخصيات الحزب من أجل مرحلة معينة لا غير، وهو أمر لا يمكن أن يؤثر أبداً على الاستراتيجية العامة للحزب مستقبلاً".
ولم يخفِ القيادي العربي في الحزب الحاكم انزعاجه من التهجمات التي تستهدف المهاجرين عامة والمسلمين خاصة من طرف مسؤولين محسوبين على حزبه، فهو يقول عن نفسه: "أصلّي وأصوم وأقوم بكل الشعائر الدينية، وأتأسف عندما أسمع مثل هذا الكلام سواء من ساركوزي أو من غيره".
ويتابع في السياق ذاته:"أنا ضد هذه التحركات وهذه التحرشات وهذا النهج، حتى لو كان مرحلياً لأنه مؤذٍ في آخر المطاف، ونحن نراسل الإليزيه وقيادة الحزب بهذا الشأن، وهم أكدوا لنا أنه أمر مرحلي ولن يشكل خطراً على وجود المسلمين والعرب بشكل عام في فرنسا".
ثقل الفرنسيين من أصل مغاربي وعربي في الحزب الحاكم
وحول الثقل الذي يجسده النشطاء الحزبيون من أصل مغاربي وعربي ومن المسلمين عموماً في الحزب الحاكم، "الاتحاد من أجل حركة شعبية"، يجيب عضو المجلس الوطني لهذا التنظيم، الذي يعتبر بمثابة برلمان الحزب:"لا أخفيك سراً أن وجودهم كان أقوى العام 2007 مما هو عليه اليوم".
ويضيف زريق: "هناك اليوم حالة نفور من الحزب لدى هذه الشريحة، ونحن نحاول أن نعطي نفحة جديدة ليعودوا إلى العمل من الداخل. وإن حصل سوء تفاهم فهو مرحلي،علينا أن نتخطاه، ونبدأ صفحة جديدة".
ويقول: "إن هناك حملات من قبل المسلمين العرب الموالين لساركوزي، يقودها باتريك كرم لإقناع المسلمين من أصول مغاربية وعربية وأفريقية للتصويت لصالح ساركوزي، ووضعت لجان دعم بهذا الخصوص".
وعن حظوظ ممثل حزبه في هذه الانتخابات، يقول علي زريق: "العملية الحسابية تبين أن ساركوزي سيفوز في الانتخابات، فلديه الكثير من الأصوات موزعة اليوم بين فرانسوا بيرو ودومينيك دوفيلبان وحتى اليمين المتطرف...".
لهلالي: الفوز بالرئاسةبالنسبة إلى ساركوزي يمر عبر أسئلة الهوية
يرى الإعلامي والمحلل السياسي، يوسف لهلالي، أن حملة الرئيس ساركوزي توجهت أكثر إلى نهج اليمين المتطرف، عندما نحت نحو مواضيع الهجرة والإسلام، محاولة بذلك أن تنافس ممثلته مارين لوبين على ميدانها.
وقدم لهلالي، في لقاء مع "إيلاف"، نموذج اللحم الحلال الذي بمجرد ما أثارته مارين لوبين "كإشكالية" بالنسبة إليها، التحقت بها حملة ساركوزي. واعتبر رئيس الوزراء فرانسوا فيون، المشهود له باعتداله "أن الطريقة الدينية المتبعة للذبح تعود إلى عصر آخر، ما صدم الجاليتين المسلمة واليهودية".
وأكد أن "ساركوزي لا يسعى الى هزم اليمين المتطرف بل إلى استقطاب ناخبيه التائهين سياسياً بأغلبيتهم أو من المتعصبين والمحافظين والذين يعتقدون أن الأجنبي والمسلم مصدر تهديد لهويتهم"، لأن منافسه الحقيقي هو ممثل الاشتراكيين فرانسوا هولاند.
كما أضاف أن "هناك فريقاً داخل المجموعة المحيطة بساركوزي يعتقد أن الفوز بالانتخابات الرئاسية لا يتم عن طريق طرح المواضيع الاجتماعية والاقتصادية، بل عن طريق المواضيع ذات الطابع الرمزي والتي تمس الهوية الفرنسية".
ويعتمد ساركوزي في ذلك، بحسب هذا الإعلامي والمحلل السياسي، على "باتريك بيسون مستشاره القادم من اليمين المتطرف،وغيوم بيلتيي، اللذين يدفعان ساركوزي نحو هذا المنحى، خاصة أن وضعيته صعبة في استطلاعات الرأي منذ 6 اشهر ويعتقد فيما تقوله له الساحرات".
وخلص لهلاليإلى القول: "أمام ضعف حصيلة اليمين بزعامة ساركوزي بعد فترة طويلة من الحكم، لم يتبقَ له إلا الهجرة والهوية ومحاولة جر اليسار الى هذا الميدان، فيما تظل استراتيجية اليسار هي الأسئلة الاجتماعية والاقتصادية وجر الرئيس المرشح الى الحديث عن حصيلته وليس إيهام الفرنسيين وكأنه يتقدم لأول مرة".
التعليقات
فرق تسد .. من يوم يومها
إعلامي سوري -مخاوف على ماذا، .... الفكر السياسي الفرنسي أصيب بالعقم، فهو لايعرف سوى أن يسرح ويمرح بين هذا الشتات الطائفي .. اليمين المتطرف والوسط واليسار المتطرف ... كما يفعل في سوريا من خلف الستار : علوي وسني ومسيحي وأرمني ... حتى اليزيديون موضوعين في التصنيف، .. العمى في عيونهم فهم أصبحوا أضرب من دولة متخلفة ... على وزن فرق تسد : رحمك الله يا بسمارك ووصفة الابله " الدولي " ... ولولا الثورة الصناعية لكانت فرنسا وذرياب الاندلس لكانت فرنسا للآن تعتمد القرون الوسطى ... إي شو هالدول العظيمة
فرق تسد .. من يوم يومها
إعلامي سوري -مخاوف على ماذا، .... الفكر السياسي الفرنسي أصيب بالعقم، فهو لايعرف سوى أن يسرح ويمرح بين هذا الشتات الطائفي .. اليمين المتطرف والوسط واليسار المتطرف ... كما يفعل في سوريا من خلف الستار : علوي وسني ومسيحي وأرمني ... حتى اليزيديون موضوعين في التصنيف، .. العمى في عيونهم فهم أصبحوا أضرب من دولة متخلفة ... على وزن فرق تسد : رحمك الله يا بسمارك ووصفة الابله " الدولي " ... ولولا الثورة الصناعية لكانت فرنسا وذرياب الاندلس لكانت فرنسا للآن تعتمد القرون الوسطى ... إي شو هالدول العظيمة