اقالة بو تشيلاي تفاقم حدة التنافس في الحزب الشيوعي الصيني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بكين: تعكس اقالة "النجم الصاعد" على الساحة السياسية الصيينية بو تشيلاي حدة الصراع على المناصب العليا في الحزب الشيوعي الصيني قبل مؤتمره وتعزيز الجناح "الاصلاحي" بقيادة هو جينتاو، بحسب محللين.
فقبل سبعة اشهر على المؤتمر الثامن عشر للحزب الضخم الذي يضم 80 مليون عضو وسيشهد صعود جيل جديد من القادة، اتى اعلان اقالة تشيلاي الذي يعتبر من الماويين الجدد من منصبه رئيسا للحزب الشيوعي في مدينة شونغكينغ كقنبلة مدوية.
ويتوقع ان يكون تشي جينبينغ الخلف المرجح للرئيس هو جينتاو ولي كيكيانغ الذي يرجح ان يخلف رئيس الوزراء وين جياباو القياديين الوحيدين اللذين سيبقيا في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي بعد مؤتمر تشرين الاول/اكتوبر. لكن ابواب المناصب السبعة الاخرى مفتوحة طالما ان قلب السلطة الصينية يستند الى تسعة مناصب.
ويشكل سقوط بو تشيلاي اشارة الى تصاعد حدة التنافس بين المرشحين.
من يفوز، من يخسر؟ ما سيكون اثر التخلص من بو على تركيبة اللجنة الدائمة الجديدة للمكتب السياسي التي ينبغي ان تعكس توازنا حساسا، وبالتالي على توجه القوة الاقتصادية الثانية عالميا للسنوات العشر المقبلة؟
ويرى المحللون الحذرون في اقالة بو هزيمة لفصيل الماويين الجدد المحافظين امام "الليبراليين" و"الاصلاحيين" في رابطة الشباب بقيادة هو جينتاو.
وهذه الصفات ينبغي التعامل معها بحذر في بلاد يحكم فيها الحزب بقبضة من حديد منذ 62 عاما.
وقال جان فيليب بيجا من مركز سيري للعلوم السياسية "حاليا يمكننا القول ان رابطة الشباب كاسبة وكذلك الاكثر ليبرالية (...) ولا شك وانغ يانغ الذي باتت لديه فرصة اكبر في الانضمام الى اللجنة الدائمة".
ويطمح وانغ القيادي في رابطة الشباب للانضمام الى اللجنة الدائمة من منصة انطلاقه الاولى وهي محافظة غوانغدونغ الجنوبية التي تعتبر محرك الاقتصاد الصيني حيث برز هذا "الليبرالي" كرئيس للحزب. ومن السخرية انه كان سلف بو تشيلاي في شونغكينغ.
ويرى ويلي لام من الجامعة الصينية في هونغ كونغ ان بو كان "ضحية الصراع المتفاقم بين رابطة الشباب والامراء الحمر" اي ابناء الابطال الثوريين على غرار بو تشيلاي، نجل بو ييبو.
واضاف ان اقالة بو "تشكل انتصارا لفصيل الرابطة بقيادة هو جينتاو". لكن "ينبغي الانتظار لرؤية ما اذا كان منصب (اللجنة الدائمة) سيذهب الى امير احمر آخر او شخصية من الرابطة"، على حد قوله.
ويعتبر هو جينتاو ووين جياباو من "مؤيدي الاصلاح"، على ما اكد غوو ينغجي من جامعة التكنولوجيا في سيدني. وقال "ان بو تشيلاي ينتمي الى فصيل المحافظين الذي يريد وقف الاصلاحات الاقتصادية لفترة" والسعي الى التركيز على "العدالة الاجتماعية".
وشن بو في منطقته حملة قاسية لمكافحة الفساد والمافيات.
كما برز بعد ان حاول اعادة الافكار الثورية الماوية في منطقته مع حملات تذكر بالماضي من الشعارات و"الاناشيد الحمراء". ومثل هذا القائد الشعبوي "يسارا جديدا" انضم اليه مثقفون معروفون يعتبرون ان بعضا من الثورة الثقافية ينبغي المحافظة عليه.
ويبدو ان تصريح رئيس الوزراء وين جياباو الاربعاء في مؤتمره الصحافي السنوي ان "مأساة تاريخية على غرار الثورة الثقافية قد تتكرر" في الصين في حال عدم تطبيق اصلاحات سياسية واقتصادية كان ينذر بسقوط بو.
وقال ويلي لام "بو تشيلاي انتهى، بالتاكيد".
في جميع الاحوال تبقى السياسية في الصين في 2012 على ما كانت في عهد ماو او دينغ، سرية ولا يمكن توقعها.
وقال بيجا ان "ما تثبته هذه الحادثة هو ان الذين كانوا يؤكدون ان الخلافة المؤسسية ثابتة مخطئون"، متوقعا "مفاجآت اخرى".
واوضح غوو ان هو ووين يضمنان من خلال منع صعود بو تشيلاي "استمرار تاثيرهما بعد رحيلهما من الحكم".