فينيزيلوس ينتخب الاحد رئيسا للحزب الاشتراكي اليوناني

اثينا: ينتخب الحزب الاشتراكي اليوناني (باسوك) الذي تتدهور شعبيته بشكل كبير في استطلاعات الرأي، الاحد رئيسه الجديد ايفانغيلوس فينيزيلوس وزير المالية الحالي خلفا لجورج باباندريو الذي يعاقب لسياسة التقشف التي فرضها على البلاد منذ سنتين لمواجهة الازمة.

وفيما تعاني اليونان من الركود ومن وضع غامض للمستقبل، يرى فينيزيلوس ان انتخاب قيادة باسوك يشكل فرصة ل"رص الصفوف" و"الاقتراب من الشعب والمجتمع" استعدادا للانتخابات التشريعية المبكرة التي ستجري بحسب قوله "بعد ستة او سبعة اسابيع"، اي في نهاية نيسان/ابريل او مطلع ايار/مايو.

وفينيزيلوس (55 عاما) هو المرشح الوحيد لرئاسة باسوك. وهو مع رئيس الوزراء لوكاس باباديموس، مهندس عملية اعادة هيكلة الدين اليوناني المعقدة التي انتهت قبل بضعة ايام، في شعار حملته ب"انطلاقة جديدة لليسار الوسط".

وفي مؤتمر صحافي استغرق قرابة الساعة والنصف كشف فينيزيلوس الخميس شعاره بالاحرف الخضراء -- لون الاشتراكيين اليونانيين -- واكد ان "الهدف هو تحقيق فوز الحزب في الانتخابات وكذلك التحديث الجذري لباسوك وطني وراديكالي".

وواجه الاشتراكيون خلال سنتين من الحكم متاعب والازمة اليونانية واضطروا امام ضغوط دائني البلاد لتطبيق سياسة تقشف قاسية على الشعب.

وسيتسلم ايفانغيلوس فينيزيلوس استاذ القانون الدستوري الذي يواجه تراجعا في تأييد الحزبين الكبيرين التقليديين اللذين تتهاوى شعبيتهما في استطلاعات الرأي، قيادة حزب باسوك الذي يسجل ادنى مستوى تاريخي في استطلاعات الرأي مع نوايا تصويت لا تتجاوز ال11 بالمئة.

ويعتبر فينيزيلوس النائب الاشتراكي منذ اكثر من عشرين عاما والذي انضم الى الحزب في اواخر ثمانينات القرن الماضي في فترة صعبة ايضا للباسوك، انه سيكون على حزبه ان "يضطلع بدور حاسم من اجل (...) الخروج من الازمة".

وقد ادى غضب الناخبين بعد الاقتطاعات من رواتبهم وزيادات الضرائب الى رحيل نحو ثلاثين نائبا من الكتلة البرلمانية الاشتراكية في السنتين الاخيرتين.

واعلن فينيزيلوس الذي اكد انه سيستقيل من منصبه كوزير للمالية بعد انتخابه الاحد لرئاسة باسوك، ان الرهان سيكون "اعادة بناء" الحزب وطمأنة الناخبين امام الارتفاع الكبير لمعدل البطالة.

وقال "اشكر الشعب اليوناني على تضحياته وتسامحه، اقول ذلك من اعماق قلبي"، و"اعتذر" عن اي اخطاء محتملة قد تكون ارتكبت في انتهاج سياسة التقشف الشديد، التي هي مع ذلك "السبيل الوحيد الذي يؤدي الى نتيجة والخروج من الازمة".

واستبعد اي احتمال للتحالف مع الاحزاب اليسارية التي تستفيد من الاستياء الاجتماعي ازاء التقشف وترتفع اسهمها في استطلاعات الرأي.

لكن لا تبدو نهاية النفق قريبة للخروج من الازمة.

فقد جاء في وثيقة لصندوق النقد الدولي نشرت الجمعة في واشنطن ان تحريك الشريحة المقبلة لمساعدة الصندوق الى اليونان ستكون مرتبطة بتدابير "ذات مصداقية" لخفض نفقات الدولة.

وتقضي الخطة الجديدة للاصلاحات الاقتصادية المتفق عليها بين اليونان وصندوق النقد الدولي ب"اعادة توازن تدريجية في الميزانية ترتكز الى اصلاحات للنفقات البنيوية وتحسين جباية الضرائب" كما كتب صندوق النقد في تقرير حول اليونان.

واوضح الصندوق ان المرور "بتدابير ذات مصداقية ل(خفض) النفقات البنيوية بحوالى 5,5% من اجمالي الناتج الوطني بغية بلوغ الهدف في 2014 سيعتبر شرطا ل"دفع الشريحة الثانية من القرض الجديد لليونان.

وقد وافق صندوق النقد الدولي الخميس على خطة مساعدة جديدة بقيمة 28 مليار يورو لليونان وحذر البلاد من اي تأخير جديد في تطبيق الاصلاحات المتفق عليها.

ويحظى الحزبان الرئيسيان اليونانيان، باسوك والديمقراطية الجديدة (يميني) اللذان يشاركان منذ تشرين الثاني/نوفمبر في الحكومة الائتلافية، بتأييد ما بين 27% و36% من نوايا التصويت بحسب اخر استطلاعين للرأي.

واذا كان انتخاب رئاسة باسكوك لا ينطوي على اي عنصر مفاجىء، فانه سيكشف بالتأكيد نهاية نفوذ احدى اكبر العائلات السياسية اليونانية، عائلة باباندريو، كما يرى محللون.

فبعد استقالته من رئاسة الحكومة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي تحت ضغط حزبه وحلفائه الاوروبيين بقي باباندريو رئيسا لحزب باسوك حتى الان بعد مشروعه الفاشل لاجراء استفتاء حول اليورو.

ودعي 390 الف عضو ومناصر للحزب للتصويت من الساعة 7,00الى الساعة 15,00 بتوقيت غرينتش في حوالى الف مركز اقتراع.

وسيكون فينيزيلوس المرشح الذي لم يحالفه الحظ امام جورج باباندريو في الانتخابات السابقة لقيادة باسوك في العام 2007، الرئيس الرابع لهذا الحزب الذي اسسه اندرياس والد جورج باباندريو.