الجيش الاميركي عكف مليا على استخلاص دروس حرب الجزائر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تبين معلومات جديدة أن الجيش الأميركي بدأ في السنوات الأخيرة في استخلاص العبر من حرب الجزائر.
واشنطن: من جبال الجزائر الى رمال العراق وجبال افغانستان، تركت تجربة الجيش الفرنسي في مواجهة المجاهدين الجزائريين قبل نصف قرن، اثرا عميقا في النظرية الاستراتيجية للضباط الاميركيين في طريقة مكافحة حركات التمرد.
فبعد انتصارها على قوات صدام حسين، تعطلت آلة الحرب الاميركية الجبارة امام المقاومة العراقية في حين عاد مقاتلو طالبان يتسللون تدريجا الى افغانستان.
وقال جون ناغل وهو عقيد سابق خدم في العراق واصبح استاذا جامعيا متخصصا في مكافحة التمرد "في 2003 كان معظم ضباط قوات المشاة يعرفون اشياء حول حرب الانفصال الاميركية اكثر مما يعلمون حول مكافحة التمرد".
ومنذ اب/اغسطس 2003 بدأ البنتاغون يفكر في الموضوع ونظم عروضا عدة لشريط معركة الجزائر الذي اخرجه الايطالي جيلو بونتيكورفو في 1966 مستعيدا فيه حرب العصابات في القصبة بالجزائر العاصمة ومنددا بممارسة الجيش الفرنسي التعذيب بحق الجزائريين.
وجاء في مذكرة الصقت في ممرات البنتاغون لاعلان عرض الفيلم "كيف تنتصر في معركة على الارهاب وتخسر معركة الافكار. اطفال يطلقون الرصاص من قرب على الجنود ونساء يزرعون القنابل في المقاهي وسريعا ما يلتهب الشعب العربي، هل يذكرك هذا بشيء ما؟".
وقد تم اكتشاف نظرية مكافحة التمرد الفرنسية تدريجا، بتشجيع ضباط كبار مثل الجنرال ديفيد بترايوس الذي قاد الائتلاف العسكري في العراق وافغانستان.
واشرف الجنرال بترايوس الذي كان معجبا بالجنرال مارسيل بيجار، بطل ديان بيان فو (حيث تكبد الجيش الفرنسي في الهند الصينية هزيمة نكراء) ثم قائد العمليات في الجزائر والذي تراسل معه طوال ثلاثين سنة، على تحرير كتيب "فيردل مانويل 3-24" الذي نشر في نهاية 2006 عارضا النظرية الاميركية في مجال مكافحة تمرد العصابات.
واوضح جون ناغل ان الكتيب يتناول خصوصا ما انجزه ضابط فرنسي صاحب استراتيجية من قدامى الذين خدموا في الجزائر والقى دروسا في هارفارد وهو العقيد المساعد دافيد غالولا.
وقد الف ونشر كتابه "مكافحة التمرد، نظريا وعمليا" في الولايات المتحدة سنة 1964 وقال ناغل ان "كتاب غالولا، وهو ابرز ثلاثة مصادر، مدرج في الشكر المعبر عنه في بداية الكتيب 3-24، ويعتبر +مرجعا+ في قائمة المراجع المدرجة في اخر الكتيب".
وتم العمل بتعليمات غالولا المتمثلة في عمليات المداهمة في المناطق الحضرية وتطويق المناطق الريفية وعزل السكان عن المتمردين وتشكيل قوات محلية واللجوء بشكل مكثف الى الاستخبارات لتحديد هوية ومبررات حركة التمرد، بشكل واسع في العراق وافغانستان حيث دعا الجنرال ستانلي مكريستال، الذي تولى قيادة القوات الدولية لفترة قصيرة، الى "العودة الى دروس" صاحب النظرية الفرنسي.
كذلك ادرج كتاب اخر صدر في 1964 بعنوان "الحرب العصرية" والفه العقيد روجي ترينكييه في موقع لا باس به بين المراجع الاميركية التي تحرم اللجوء الى التعذيب لعدم خسارة "الشرعية الاخلاقية" في الولايات المتحدة.
وقال الجنرال بترايوس الذي اصبح مدير سي.اي.ايه في رسالة الكترونية لفرانس برس ان "اولئك العلماء المرموقين ادركوا في شكل ذكي الطريقة التي يجب انتهاجها في عمليات مكافحة التمرد في تلك الفترة وما زال ذلك موقفا مفيدا جدا".
واضاف انه في منتصف عقد الالفين "امرت بشراء حقوق منشورات باللغة الانكليزية لكتاب دافيد غالولا ووزعت نسخا منه على اكثر من 1200 طالب" من طلاب المدرسة الحربية.
وهناك كتاب اخر يحتل مكانة خاصة في مكتبة بترايوس هو "لي سانتوريون" للمؤلف الصحافي جان لارتيغي الذي يروي خيبة ضباط فرنسيين في مواجهة المقاتلين الجزائريين بعد عودتهم من هزيمة الهند الصينية.
وبعدما نفدت نسخه باللغة الانكليزية بلغ سعر هذا الكتاب 1500 دولار على موقع امازون، لكنه متداول بين الضباط الاميركيين الذين خدموا في العراق وافغانستان.