أخبار

أسرار السنوسي يمكن أن تحرج أميركا وبريطانيا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لندن: كان عبد الله السنوسي اقرب معاوني القذافي الذي وضع دكتاتور ليبيا كل ثقته فيه.إذ كان "ساعده الأيمن" وجلاده، على حد تعبير مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو.

ويرى مراقبون ان القاء القبض عليه بعد اشهر من الاختفاء، لا يشكل ضربة لفلول النظام السابق فحسب، بل ان السنوسي الذي كان رئيس استخبارات القذافي يعتبر مستودع اسرار بالغة الحساسية بحكم منصبه وقربه من القذافي، وان ما لديه من اسرار يمكن ان يحرج بريطانيا ودولا اخرى معها.

كان السنوسي (62 عاما) المتزوج من اخت ارملة القذافي، من بين "أهل الخيمة"، كما يُسمى افراد الحلقة الضيقة لأركان النظام السابق.

وتقول البرقيات الدبلوماسية الأميركية التي نُشرت على موقع ويكيليكس ان السنوسي رجل ثقة تولى إجراء "العديد من الترتيبات الطبية" للقذافي. كما كان مستشارا مقربا من سيف الإسلام نجل القذافي.
ورغم ان السنوسي كان بلطجيا مكروها كان يعذب المعتقلين بنفسه، فانه تحول الى خبير في الدعاية والعلاقات العامة ايضا بعد تخلي القذافي عن برنامجه النووي ونبذه الارهاب في عام 2003. وتولى السنوسي الاتصال باكاديميين غربيين متنفذين عام 2006 لاعادة تسويق صورة القذافي وترويج "ليبيا الجديدة" في عهده.

ولكن لائحة الاتهام الصادرة بحق السنوسي طويلة، ففي الثمانينات ترأس جهاز الاستخبارات الخارجية وهو الذي جند عبد الباسط المقرحي الذي أُدين في حادثة تفجير طائرة بان ام الاميركية فوق قرية لوكربي الاسكتلندية عام 1988 ومقتل 270 شخصا في الهجوم. وينتمي الاثنان الى قبيلة المقارحة القوية في ليبيا.

كما اتُهم السنوسي بتدبير عملية تفجير طائرة ركاب فرنسية فوق النيجر عام 1989 ومقتل 170 شخصا في هذا الهجوم بينهم 54 مواطنا فرنسيا. وكان احد الذين ادانهم القضاء الفرنسي غيابيا في القضية. وتقول فرنسا انها قامت بدور في القاء القبض عليه في موريتانيا وستطلب تسليمه اليها.

كما يُتهم السنوسي بالوقوف وراء مؤامرة الاستخبارات الليبية لاغتيال ولي العهد السعودي في حينه الأمير عبد الله عام 2003.
وفي ليبيا نفسها، اكتسب السنوسي صيتا سيئا بكونه منفذ مشيئة القذافي حين ترأس جهاز الأمن الداخلي خلال حملة النظام الوحشية لتطهير خصومه في اوائل الثمانينات.

ويقول كثيرون ان السنوسي مسؤول عن المجزرة التي قُتل فيها نحو 1200 معتقل من نزلاء سجن ابو سليم في طرابلس عام 1996. وأمر على ما يُفترض الحراس الذين انتشروا على سطح السجن، بحصد السجناء المتجمعين في الساحة إثر مطالبتهم بتحسين ظروف سجنهم. وقالت المحكمة الجنائية الدولية ان السنوسي مسؤول عن مقتل 13 متظاهرا في بنغازي عام 2006.

وبعد اندلاع الانتفاضة ضد القذافي في بنغازي العام الماضي، افادت تقارير بأن السنوسي قام بدور حاسم في محاولة سحقها وتجنيد مرتزقة أجانب لدعم النظام. وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي العام الماضي قرار اتهام بحق السنوسي مع القذافي وسيف الاسلام، لارتكاب جرائم حرب مشيرة الى استهداف المدنيين في المناطق الثائرة على القذافي بهجمات مسلحة.

ولكن كثر من الليبيين يريدون محاكمة السنوسي في بلدهم. ونقلت صحيفة الغارديان عن مصطفى جهيمة من سكان طرابلس قوله "ان السنوسي هو الصندوق الأسود" لنظام القذافي ويكتنز الكثير من المعلومات. واضاف جهيمة ان يد السنوسي "ملطخة بالدماء ويجب استجلابه الى هنا ومحاكمته في ليبيا".

ومن الجائز ان يحوي "الصندوق الأسود" معلومات محرجة وضارة بسمعة حكومات غربية. فلعل السنوسي أحد القلائل الذين يستطيعون ان يلقوا الضوء على ما كانت بريطانيا والولايات المتحدة تعرفانه عن نقل المعتقلين الى سجون ليبية، وتعرضهم الى التعذيب فيها. وكانت وثائق استخباراتية كُشفت العام الماضي اماطت اللثام عن تورط جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني "أم آي 6" ووكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي آي أيه" في مخطط أدى الى اعتقال المعارض الليبي السابق عبد الحكيم بلحاج وتعذيبه.

وربما كان السنوسي على علم بالليبيين الذين تعرضوا للخطف والاغتيال في اوروبا ومناطق أخرى خلال حكم القذافي، وتمويل جماعات ارهابية، لا سيما في افريقيا. وقد تكون لدى السنوسي معلومات يمكن ان تساعد السلطات الأميركية والبريطانية في استكمال الصورة بشأن تفجير لوكربي وغلق هذا الملف نهائيا.
اعداد عبد الاله مجيد

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف