وزير التربية يشكو شح الأموال لبناء المدارس وسط تفاقم الأمية في العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بغداد: يشكو وزير التربية العراقي محمد الجبوري من عدم تخصيص اي مبالغ في ميزانية الدولة لعام 2012 لتشييد مدارس جديدة، في الوقت الذي بلغ فيه عدد الأميين حوالى خمسة ملايين (من 30 مليون نسمة) في بلد يعتبر مهد اختراع الكتابة.
وقال وزير التربية محمد تميم الجبوري في مقابلة مع وكالة فرانس برس "كنا نامل من مجلس النواب ان يخصص موازنة اضافية لبناء المدارس، لكن للأسف لم يخصص دولارا واحدا لبناء مدرسة جديدة في عام 2012".
واكد الوزير الذي ينتمي الى القائمة العراقية "وجود نحو اربعة ملايين أمّي في البلاد"، باستثناء كردستان، فيما اكد مسؤول كردي بلوغ "عدد الاميين في الإقليم الشمالي نحو 750 الفا". واضاف الجبوري ان "وزارتنا فتحت مدارس مسائية لمساعدة هؤلاء الأميين، وبدأت باستقبال 500 الف دارس". واعرب عن امله بان "تكون مدارس الوزارة قادرة على استقبال جميع الأمّيين في البلاد خلال السنوات الثلاث أو الأربع المقبلة".
وتستقبل 21 الف مدرسة، نصفها تقريبًا يتشارك المبنى عينته، ثمانية ملايين طالب يوميًا من الصف الاول حتى السادس الاعدادي، وفقا للوزير، باستثناء مدن كردستان الثلاثة.وتحدث وزير التربية عن وضع خطة للنهوض بالواقع التربوي عبر محاور رئيسة تتمثل في "تطوير الأبنية المدرسية" و"تطوير الكوادر التدريسية" و"تطوير المناهج" و"زيادة معدلات الالتحاق بالمدارس". ولكنه اردف قائلا ان "الإشكال الكبير لدينا هو البنى التحتية وتدريب المدرسين".
واوضح "نحتاج حوالى ستة آلاف مدرسة لغرض معالجة الزخم في المدارس التي تستقبل مرحلتين أو ثلاث وأحيانًا اربعة مراحل (دراسية) في بعض الاحيان" مؤكدا "لدينا مشكلة كبيرة في عدد المدارس". واعتبر الجبوري "وجود ثلاث مدارس في بناية واحدة مشكلة كبيرة لكونه يؤثر على امكانية تقديم المناهج ووسائل الايضاح والمختبرات وغيرها". واشار الى ان "اكثر المحافظات التي تعاني نقصًا في عدد المدارس هي نينوى (شمال) وتليها البصرة" جنوب العراق.
كما لفت الوزير الانتباه الى تصاعد الحاجة سنويًا، قائلاً ان "البلد بحاجة الى 600 مدرسة اضافية في كل عام لاستقبال الطلبة الجدد، في المرحلة الابتدائية". وتسلم الجبوري مسؤولية الوزارة في كانون الاول/ديسمبر 2010.
وتعد طموحات وزارة التعليم متواضعة، حسبما ذكر الجبوري قائلا "لكن اذا اردنا الوصول الى صفوف دراسية مثالية فنحن بحاجة الى 12 الف مدرسة" اضافية. ولفت الوزير الانتباه الى ان "وزارتنا لم تتمكن خلال السنوات السبع الماضية إلا من بناء نحو ثلاثمائة مدرسة".
وكان البرلمان العراقي صوّت في جلسة ماراتونية قبل اسابيع قليلة، على الموازنة الاتحادية لعام 2012، والتي بلغت قيمتها 100 مليار دولار، اي بزيادة قدرها 22 بالمئة عن العام السابق. وبلغت ميزانية وزارة التربية نحو مليار دولار من مجموع الموازنة الاتحادية، اي ما نسبته 1 بالمئة.
بدوره، اكد المتحدث باسم وزارة التعليم في حكومة اقليم كردستان العراق الشمالي، اسماعيل برزنجي، لوكالة فرانس برس ان "نسبة الامية بلغت حوالى 15% من عدد نفوس الاقليم البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة". ووفقا لهذه النسبة، يوجد ما لا يقلّ عن 750 الف شخص لايقرأ ولا يكتب في محافظات الإقليم الثلاث، اربيل والسليمانية ودهوك.
واشار برزنجي الى "وضع خطة لخفض نسبة الامية الى عشرة بالمئة في عام 2015". واكد ان "الاقليم بحاجة الى الف مدرسة على الاقل للقضاء على الدوام المزدوج".
وكان النائب عادل فهد الشرشاب رئيس لجنة التربية في البرلمان، في وقت سابق لفرانس برس ان "العراق بحاجة الى عشرين عاما لبناء ما يحتاج من مدارس الآن". وفي ما يتعلق بتطوير المدرسين تحدث الوزير عن "خطة لتدريب 247 الف مدرس من أجل إعداد كادر متطور يتولى تطبيق العملية التربوية".
وعن دور المدارس الأهلية في معالجة الازمة، قال الوزير "نعوّل كثيرًا على المدارس الأهلية للتخفيف عن كاهل الوزارة الذي اصبح ثقيلا". ويوجد حوالى 960 مدرسة اهلية في العراق، وفقا للمصدر.
وبين المعوقات الرئيسة التي تعرقل عملية بناء المدارس، الفساد الاداري للحكومة، علمًا ان العراق يتصدر الدول التي ينتشر فيها الفساد. وكان رئيس لجنة النزاهة النيابية بهاء الاعرجي كشف في ايلول/سبتمبر الماضي عن ملفات فساد عدة، بينها ما يتعلق ببناء المدارس والمستلزمات المدرسية.
فقد تعاقد وزير التربية السابق خضير الخزاعي لانشاء 200 مدرسة حديثة مع شركة ايرانية بقيمة 200 مليون دولار، الا انه لم يكتمل انجازها حتى الان.