فرانسوا هولاند يريد إنهاء "حرب الذاكرة" مع الجزائر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الجزائر: اكد مرشح الرئاسة الفرنسية فراسوا هولاند في مقال نشره الاثنين في صحيفة الوطن الجزائرية بمناسبة الذكرى الخمسين لتوقيع اتفاقيات ايفيان 1962 التي مهدت لاستقلال الجزائر، انه "يريد القطع مع حرب الذاكرة" (القراءات المختلفة للتاريخ) بين فرنسا والجزائر.
وكتب هولاند "على فرنسا والجزائر القيام بعمل مشترك بشان الماضي لإنهاء حرب الذاكرة" من اجل "المرور الى مرحلة اخرى لمواجهة التحديات المشتركة في منطقة البحر الابيض المتوسط".
ويأمل مرشح الحزب الاشتراكي الفرنسي لانتخابات الرئاسة، الذي كان زار الجزائر في العام الماضي بدعوة من جبهة التحرير الوطني الجزائرية، ان "يبني (البلدان) المستقبل معًا".
واشار هولاند في مقاله الذي نشرته صحيفة الوطن الناطقة بالفرنسية في الصفحة الاولى، الى "حرب قاسية" شكلت "فترة حاسمة من التاريخ المعاصر". وتحدث عن سقوط الجمهورية الرابعة في فرنسا وعن ارسال 1.5 مليون جندي فرنسي الى الجزائر، ومقتل 30 الفًا منهم، وكذلك وصول الأقدام السوداء (الفرنسيون الذين ولدوا في الجزائر خلال 132 عامًا من الاستعمار) الى فرنسا، بعدما "اقتلعوا من الأرض التي ولدوا فيها" إضافة الى "قتل آلاف الحركى (جزائريون قاتلوا إلى جانب الجيش الفرنسي) الذين ظلوا اوفياء لفرنسا".
وتحدث هولاند مطولاً عن "تدمير مئات القرى وإجبار مليوني فلاح على ترك اراضيهم" في الجزائر، وكذلك "مقتل مئات الاف من الجزائريين".
واضاف "اليوم بين الاعراب عن الندم (عن الاستعمار) الذي لم يعبّر عنه البتة او الركون الى النسيان، وهو بالتاكيد خطأ، هناك مجال لنظرة ثاقبة ومسؤولة لماضينا الاستعماري وللتقدم بثقة باتجاه المستقبل".
وقال "من واجبنا ان نقوم بذلك من اجل من سبقونا حتى تهدأ انفسهم (يتخلصون من الذكريات القاسية) وكذلك من اجل شبابنا لأن العمل على الذاكرة لا معنى له الا ان لم يشكل املاً للمستقبل".
وتوجه هولاند للبلدين داعيًا الى استغلال "الاشياء الكثيرة المفيدة والجميلة التي يمكن القيام بها برؤية مشتركة تقوم على الاحترام، ولكن ايضا تجاوز" الماضي.
ونشر هولاند مقاله في ذكرى مرور 50 سنة على اتفاقيات ايفيان (على الحدود الفرنسية السويسرية) الموقعة في 18 آذار/مارس 1962، والتي مهدت لاستقلال الجزائر في 5 تموز/يوليو 1962 بعد سبع سنوات ونصف من القتال لانهاء 132 سنة من الاحتلال الفرنسي.