أخبار

الجيش الفرنسي يحاول إبداء ثقته في الجيش الأفغاني

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

قاعدة يوسبين (افغانستان): يعرب الجيش الفرنسي في موقفه الرسمي عن ثقته في الجيش الافغاني بعد الصدمة التي اصيب بها في كانون الثاني/يناير اثر اقدام عسكري افغاني على اغتيال اربعة من جنوده، لكن بعض عناصره يقرون في احاديث خاصة بأنهم مرتابون من زملائهم الافغان.

ويبادر الكولونيل ديدييه بالقول ان "الارتياب عبارة مبالغ فيها" وذلك ردًا على سؤال عقب عملية فرنسية افغانية دامت يومين في وادي اوسبين في مقاطعة سوروبي قرب كابول.

واضاف قائد "مجموعة بيكاردي القتالية"، القوة الفرنسية المنتشرة في ذلك الموقع تحت راية حلف شمال الاطلسي "هناك واقع، حصلت امور لا يمكن ان نتجاهلها، وتبقى في ذهن كل واحد منا".

وقام جندي افغاني في 20 كانون الثاني/يناير بقتل اربعة من مدربيه الفرنسيين، فيما كانوا يمارسون رياضة الهرولة، ولا يحملون سلاحًا، واصاب 15 اخرين في غوان في ولاية كابيسا (شمال شرق) حيث تنتشر القوات الفرنسية.

وادى ذلك الهجوم الذي وقع بعد ثلاثة اسابيع من مقتل جنديين من القوات الاجنبية الفرنسية في ظروف مشابهة في كابيسا، الى تعليق العمليات العسكرية الفرنسية موقتا.

واستؤنفت العمليات بعد ذلك، لكن شددت الاجراءات الامنية، واوضح الكابتن فريديريك، الذي يحظر عليه القانون كشف اسمه كاملا، "عزلنا المنطقة الفرنسية قليلاً عن منطقة الجيش الافغاني للحدّ من المخاطر منذ حوادث غوان".

والواقع ان جدارًا سميكًا وعاليا بات يفصل بين القسم المخصص للفرنسيين في القاعدة وجزء الافغان، ونصبت عند مدخل الجانب الفرنسي اسلاك شائكة يحرسها جنود فرنسيون مسلحون، ونادرًا ما يعبرها الافغان.

وتابع الكابتن المكلف العملية ان على جنود الجيش الوطني الافغاني الذين يترتب عليهم بعد انهاء مهمتهم ان يتركوا سلاحهم في مخزن، "لم يعودوا ياتون الى منطقتنا، ولا يدخلها سوى من يحتاج معاينة طبيب" اي "خمسة في اليوم على اقصى تقدير".

ومنع الجنود الفرنسيون من الهرولة بشكل إفرادي حتى في قاعدة سوروبي المجاورة رغم انه ليست هناك سوى مجموعة صغيرة من المترجمين الافغان، وبات يتعين عليهم ممارسة الرياضة في مجموعات لا تقل عن اثنين، وان يحمل احدهما مسدسًا في حزامه.

وقال الكولونيل غرو ان "الفصل كان دائمًا قائمًا، ولكل عاداته واساليبه في الحياة، وكانت دائمًا هناك حماية، لكن الابواب تنفتح" رغم ان الغالبية الساحقة من العسكريين الفرنسيين لا تقترب من العسكريين الافغان. واوضح انه "لا يترتب على الجندي الفرنسي ان يكون على تواصل دائم بالافغان، لا فائدة من ذلك البتة".

ووحدهم بضع عشرات من المدربين كالذين قتلوا في كانون الثاني/يناير- يتواصلون بانتظام مع القوات المحلية رغم اجراءات الامن الصارمة ويقول ثلاثة منهم انهم "مرتاحون" لهذه المهمة. واوضح اللفتنانت سيباستيان "اننا لا نراقب دائما ما يجري وراء ظهرنا لاننا نتواصل مع الاشخاص نفسهم، ومع مرور الوقت يحل شيء من الثقة ونتعرف إليهم، انهم يسعون فعلاً الى حمايتنا".

واكد الضابط رستم من الاستخبارات الافغانية بجانبه "انا آسف حقا لما جرى في كابيسا، ان وحدتي تبذل كل ما في وسعها كي لا يتجدد ذلك" مضيفا "لا يمكنني القول انه ليست هناك عناصر من طالبان تسللوا الى جيشنا لكن في وحدتي، انا واثق من ذلك".

ويرى الكابتن الكسندر ان "الكوادر الافغانية اخذت ذلك الخطر على محمل الجد لانها معنية ايضا، انها تخشى ايضا على امنها" مؤكدا "اننا لم ندرك خطورة المهمة اعتبارًا من العشرين من كانون الثاني/يناير".

غير ان هذا الهجوم كان له وقع اشد في صفوف جنود القوة الفرنسية، حيث روى جندي كان حاضرًا في غوان يوم الحادث ان الفرنسيين بعد ذلك "اقاموا منطقة معزولة داخل المنطقة" و"انعدمت الثقة تمامًا، وكان من الافضل ان نرحل".

وافادت شائعات تداولها الجنود ان القاتل تمكن من اعادة تلقيم سلاحه تحت انظار جنود الجيش الافغاني قبل ان يجهز على ضحاياه، وهمس احد الجنود الشبان يقول "يطلبون منا ان نقول ان كل شيء على ما يرام، لكن الواضح ان بعض الجنود لم يعودوا يثقون بهم".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف