أخبار

امادو توماني توري رجل الوفاق الذي عصف به تمرد الطوارق

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

باماكو: امادو توماني توري الرئيس المالي الذي اطاح به انقلاب عسكري الخميس، هو انقلابي سابق كان قاد بنجاح عملية انتقال ديموقراطي قبل ان يتم انتخابه بعد عشر سنوات اي عام 2002 رئيسا، وقبل ان يتعرض لانتقادات بسبب ادارته التمرد في شمال البلاد.

واطيح بتوري من الحكم قبل خمسة اسابيع من الانتخابات الرئاسية المقررة في 29 نيسان/ابريل التي كان يفترض ان يسلم اثرها السلطة لرئيس جديد بعد ان استنفذ ولايتيه القانونيتين. (كل ولاية خمس سنوات).

وعصف بتوري الذي كان انتخب رئيسا للمرة الاولى في 2002 ثم اعيد انتخابه في 2007، تمرد الطوراق في شمال مالي حيث اعتبر عسكريون متمردون ان نظامه "لم تكن لديه الكفاءة" في ادارة هذه الازمة التي اندلعت منتصف كانون الثاني/يناير.

وكان توري اعرب في الاونة الاخيرة عن انفتاحه على "الحوار" مع المتمردين مع استبعاد "التفكير في استقلال" منطقة الشمال الشرقي كما تطالب مجموعات مسلحة مدعومة من مقاتلين قدموا من ليبيا اضافة الى مجموعات اسلامية مسلحة بينها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي.

واتهمه بعض جيرانه في الساحل لفترة ب "التراخي" ازاء هذا التنظيم الذي جعل من شمال مالي معقلا يستخدمه في عملياته في كافة انحاء شريط الساحل والصحراء.

وطوال السنوات العشر التي امضاها في الحكم كان توري يفضل التوافق السياسي كاسلوب لحل النزاعات في بلد لا توجد فيه معارضة سياسية جدية للنظام، غير ان ذلك جلب له اتهامات بالضعف من مناوئيه خصوصا في التعامل مع ازمة الشمال.

ولم يكن هناك ما يشير الى دخول هذا الجنرال المتقاعد الستيني المولود في موبتي (650 كلم شمال باماكو) معترك السياسة. وبدا توري المنضبط واللبق والمتشبع بالقيم الافريقية، مسيرته المهنية مدرسا في 1966 قبل ان ينضم الى الجيش في 1969.

ورقي توري الذي تدرب في مالي والاتحاد السوفياتي والطالب السابق في مدرسة باريس الحربية، الى رتبة كابتن في 1978 وتولى قيادة الحرس الرئاسي.

وفي 1984 اصبح كومندان وتولى قيادة قوات كومندس المظليين وغادر هذا المنصب لاحقا لمزيد من التدريب في فرنسا.

وعاد الى مالي في 1990 في بداية العشرية التي شهدت رياح تغيير ديموقراطي في افريقيا لم تلبث ان وصلت الى مالي في آذار/مارس 1991، واطاحت بدكتاتورية موسى تراوري الذي حكم البلاد 22 عاما.

وبعيد انضمامه الى قيادة فرقة المظليين تولى توري قيادة اللجنة الانتقالية التي اقامها المظليون وبوصفه رئيس دولة ارسى التعددية ومهد لانتخاب الفا عمر كوناري رئيسا.

وبين 1992 و2002 وبالتوازي مع مهامه عل راس مؤسسة الطفولة، تولى هذا الرجل المحاور والمفوه وساطة في افريقيا الوسطى ومنطقة البحيرات الكبرى.

وافاد توري من رصيده هذا لينتخب في 2002 رئيسا للبلاد بعد حملة انتخابية محورها التجمع والوحدة الوطنية.

في الاثناء تقاعد الجنرال من مهامه العسكرية في الجيش في ايلول/سبتمبر 2001.

واقام طوال فترة حكمه علاقات ممتازة مع شركائه الاجانب مثل فرنسا المستعمر السابق والولايات المتحدة وليبيا.

وقال عنه دبلوماسي معتمد في مالي "انه شخص يمتلك حضورا بسبب بساطته. لم يشهد نظامه فضائح مالية. ولم يتم توقيف اي معارض والصحافة حرة".

وتوري المغرم بكرة القدم متزوج واب لبنتين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف