أخبار

البابا في كوبا لترسيخ دور الكنيسة وموقعها حيال النظام الشيوعي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

هافانا: بعد زيارة رعوية للمكسيك، يصل البابا بنديكتوس السادس عشر الاثنين الى كوبا، حيث تشكل الكنيسة الكاثوليكية اقلية، لكنها تضطلع، في غياب اي معارضة مشروعة، بدور المحاور المميز للنظام الشيوعي، وهو دور ستحاول تعزيزه.

وقال البابا في الطائرة التي كانت تقله الجمعة الى المكسيك ان الماركسية "كمفهوم لم تعد تتماشى مع الواقع"، وانه "من الافضل ايجاد مفاهيم جديدة". وشدد ايضا على ارادة الكاثوليك في "المساعدة على فتح حوار بناء تفاديًا للمشاكل". واضاف "من الواضح ان الكنيسة دائمًا في جانب حرية الضمير وحرية العقيدة" مؤكدا ان "المؤمنين الكاثوليك في كوبا يمكنهم المساهمة في تحقيق ذلك".

ولا يتوقع حصول اي مواجهة بين البابا الذي "يمضي في النهج" الذي رسمه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني خلال زيارته التاريخية للجزيرة في كانون الثاني/يناير 1998 والنظام المصمم على استقباله بـ"احترام ومحبة". وقال المونسينيور ديونيزيو غارثيا ان اسقف سانتياغو، حيث يبدأ البابا زيارته الاثنين، اعلن ان "الحبر الاعظم يعرف جيدا المفاهيم الايديولوجية للحكومة الكوبية" التي تعرف بدورها "وجهة نظر الكنيسة". واضاف غارثيا "اعتقد انه لن تكون لذلك اية انعكاسات".

واوضح ان "ما قاله البابا صائب لأن الماركسية بمفهومها المعروف يجب تجاوزها واعادة النظر فيها، وليس فقط في كوبا". وقللت الحكومة الكوبية من جهتها من شأن هذه التصريحات، وقال وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز الجمعة "تطرأ على المشروع الاجتماعي تغيرات وتحسينات مستمرة، وهو مبني بطريقة مبتكرة وديموقراطية، وسنصغي باحترام الى رأي البابا".

وعلى غرار يوحنا بولس الثاني في 1998، لم يدرج البابا على جدول اعماله اي لقاءات مع معارضين. وقال غارثيا السبت ان البابا بنديكتوس السادس عشر "يعرف جيدا الواقع في كوبا"، و"إن التقى معارضين ام لا، فهذا لا يعني بانه يجهل" وضعهم. الا ان الفاتيكان اعلن ان البابا سيكون "مستعدًا" للقاء محتمل مع أب الثورة الكوبية فيدل كاسترو، الذي انسحب من الحياة السياسية في 2006.

وكان فيدل كاسترو هو الذي خطط لزيارة البابا يوحنا بولس الثاني "الرجل الطيب والنبيل حقا"، كما اكد بعد اول لقاء معه في الفاتيكان في تشرين الثاني/نوفمبر 1996 الذي "ترك فيه اثرا كبيرا".

وكانت وسائل الاعلام تتوقع ايضا لقاء محتملاً مع الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز المؤمن، الذي يعالج في كوبا من ورم سرطاني، ووصل الاحد الى هافانا لتلقى علاج بالاشعة لبضعة ايام.

وللبابا فترة استراحة قد يجري خلالها لقاءات غير مقررة، الثلاثاء عند وصوله الى هافانا ظهرا والاربعاء بين قداس صباحا ومغادرته بعد الظهر.
والبابا الذي يستقبله بعد ظهر الاثنين الرئيس راوول كاسترو لدى وصوله الى سانتياغو، سيحيي قداسًا قبل الصلاة في مزار سيدة الإحسان في الكوبري على بعد حوالى ثلاثين كلم، حيث يمضي ليلته.

وبعد زيارة قصيرة للمزار صباح الثلاثاء يتوجّه البابا الى هافانا، حيث يستقبله مساء راوول كاسترو ثم يتناول العشاء مع اساقفة كوبيين. وصباح الاربعاء يحيي البابا قداسًا في ساحة الثورة في هافانا، ثم يلقي خطابًا في المطار قبل مغادرة كوبا في الساعة 17:00 (22:00 تغ).

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف