أخبار

اوروبا: انتخابات السنغال "انتصار للديموقراطية في افريقيا"

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بروكسل: رحب الاتحاد الاوروبي بنتائج الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية في السنغال التي اظهرت فوز مرشح المعارضة بالرئاسة واعتبرها "انتصارا كبيرا للديموقراطية في السنغال وافريقيا".

وقال مايكل مان الناطق باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون امام الصحافيين "اليوم، انه انتصار كبير للديموقراطية في السنغال وافريقيا. ان السنغال تشكل نموذجا جيدا لافريقيا".

واضاف "نحن نحيي المواطنين السنغاليين الذين توجهوا للتصويت بهدوء. ونشيد بروحهم الديموقراطية".

ماكي سال رئيس السنغال الجديد "المقاوم الجمهوري" الصاعد بقوة
حقق ماكي سال الذي فاز الاحد بالانتخابات الرئاسية في السنغال متفوقا على "استاذه" السابق عبد الله واد، صعودا سريعا اذ انتقل خلال 12 عاما من دور متواضع في المعارضة الى راس السلطة.

وحقق ماكي سال (50 سنة) الذي يقول انه "مقاوم جمهوري"، نجاحا باهرا حيث فاز في اول انتخابات رئاسية يخوضها على واد الذي كان بمثابة مرشد له. وكان المهندس الجيولوجي والجيوفيزيائي المتخرج من السنغال وفرنسا والمتزوج والاب لثلاثة اطفال، شبه معروف بين الشخصيات السياسية السنغالية، عندما دعاه عبد الله واد لاول مرة للمشاركة في الحكومة في ايار/مايو 2001 بتولي وزارة المناجم والطاقة والمياه (2001-2003).

وكان حينها مدير عام شركة نفط السنغال العامة، وسلك بعد ذلك مسارا سريعا جدا ادى به الى تولي وزارات عدة، منها الداخلية (2003-2004) ثم رئاسة الحكومة (2004-2007) قبل ان ينتخب رئيسا للجمعية الوطنية (2007-2008).

في غضون ذلك، اصبح مسال دير حملة الرئيس واد في انتخابات 2007 الرئاسية وثاني قيادي في الحزب الديموقراطي السنغالي الحاكم الذي ناضل فيه منذ 1988 بعد انتمائه لفترة قصيرة الى اليسار. لكنه تقهقر خلال فترة قصيرة بعد امتيازات الجمهورية.

وفي 2008 اختلف مع الرئيس واد الذي استاء منه لانه استدعى ابنه كريم واد، رئيس وكالة وطنية مكلفة الاشغال العامة لاعداد قمة دكار الاسلامية في اذار/مارس 2007، الى جلسة مسائلة امام نواب البرلمان حول نشاطه في رئاسة تلك الوكالة. والخطأ الذي ارتكبه سال هو انه لم يفاتح رئيس الدولة مسبقا بهذه القضية. وجعل انصار واد الذين كانوا يخشون من نصب "فخ" لكريم، سال يدفع ثمن فعلته هذه باستصدارهم قانونا يخفض ولاية رئيس الجمعية الوطنية من خمس سنوات الى سنة واحدة.

لكن سال رفض الاستقالة من ذلك المنصب مستندا الى عريضة رفعتها غالبية النواب من اعضاء الحزب الديموقراطي السنغالي. ورفض ماكي سال ايضا قانونا يخفض من ولايته وأعد خصيصا له بمبادرة من واد، على حد قول بعض المصادر، وانشق عندها عن الرئيس.

واستقال في تشرين الثاني/نوفمبر في اليوم الذي تم فيه اقرار القانون الجديد، من كل مهامه في الدولة والمهام النيابية بصفته رئيس الجمعية الوطنية ونائب ورئيس بلدية فاتيك مسقط راسه (حيث ولد في 11 كانون الاول/ديسمر 1961). وقال يومها امام مئات من انصاره "اردت ان اقدم مثالا في المقاومة الجمهورية".

واسس حينها حزبه التحالف من اجل الجمهورية، وهو حزب ليبرالي وانتخب تحت رايته رئيسا لبلدية فاتيك في 2009. وعزز موقعه في المعارضة، ورفض من حينها اي تسوية مع واد، الذي قال انه لم يلتق به منذ ان ترك السلطة.

ويوحي سال الطويل القامة البدين قليلا، والعابس الوجه حتى انه اطلق عليه اسم "نيانغال" (الوجه العابس بلغة الفولوف) والقليل الحديث، بشيء من السذاجة، لكن المقربين منه يقولون انه انطباع غير صحيح. وقال عنه الحاج واك النائب في الحزب الديموقراطي السنغالي "انه ليس سهل المزاج كما يبدو سطحيا، انه رجل مثابر يفي بوعوده".

ويقول عنه اصداقه في السلطة انه "رجل ناضج" بينما يقول اخرون في المعارضة انه "شريك نظام واد" وفي الوقت نفسه "رجل على عجلة من تولي الحكم". في المقابل يبرز انصاره التجربة التي احرزها من خلال ممارسته السلطة وحسه السياسي الذي اتاح له عدم حصر حملته في انتقاد ترشيح واد الى انتخابات 2012.

وقال المعارض السنغالي مصطفى فال انه "بينما كان المعارضون يظلون جالسين في صالونات دكار، كان هو يجوب كل انحاء البلاد والخارج لحشد الاصوات، انه رجل يجب ان يحسب له حساب في السنوات المقبلة".

نتائج الانتخابات الرئاسية في السنغال "تشرف القارة" الأفريقية
في سياق متصل اعلن رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ الاثنين في بيان ان الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية في السنغال الاحد ونقل السلطة السلمي الذي اعقبها "يشرفان ليس فقط (هذا البلد)، بل ايضا القارة (الافريقية) بكاملها".

ورحّب بينغ بـ"التنظيم الناجح" للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، التي ادت الى فوز ماكي سال على الرئيس المنتهية ولايته عبد الله واد، الذي اقرّ بهزيمته حتى قبل اعلان النتائج الرسمية للانتخابات التي تمت في جو من الهدوء.

وقال بينغ "ان هذا الخيار واعتراف الرئيس المنتهية ولايته بهزيمته امام خصمه خير دليل على الديموقراطية في السنغال وحكمة الشخصيات السياسية السنغالية التي تشرف، ليس فقط السنغال، بل ايضًا كل القارة" الافريقية.

وشدد بينغ على "الهدوء الذي نظمت فيه الدورة الثانية"، ورأى في "حسن سير الاقتراع الرئاسي (...) الدليل أن افريقيا رغم الصعوبات لا تزال تسجل تقدما ملحوظا على طريق الديموقراطية وشفافية الانتخابات".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف