السلطات السورية تحبط تسلل "إرهابيين" من تركيا

دمشق: أحبطت السلطات السورية الاثنين محاولة تسلل "مجموعة إرهابية مسلحة" من تركيا الى ريف ادلب (شمال غرب)، وقتلت عددًا من عناصرها، فيما لاذ الآخرون بالفرار نحو الأراضي التركية.

واوردت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان "الجهات المختصة أحبطت محاولة تسلل مجموعة إرهابية مسلحة من الاراضي التركية إلى الأراضي السورية ما بين بلدة دركوش مقابل قرية الغزالة الحدودية ومدينة سلقين (ريف ادلب)". واضافت الوكالة "أسفر الاشتباك عن مقتل عدد من الإرهابيين، وإصابة آخرين، بينما لاذ باقي أفراد المجموعة الإرهابية بالفرار إلى داخل الاراضي التركية".

واكدت الوكالة ان "طواقم طبية من الجانب التركي قامت بنقل القتلى والمصابين من المجموعة الإرهابية إلى الأراضي التركية وتقديم الإسعافات الطبية إليهم".

ونقلت الوكالة عن مصدر مطلع في محافظة ادلب لم تسمه "ان الجهات المختصة صادرت ما بحوزة الإرهابيين من أسلحة متنوعة شملت بنادق وقناصات وقواذف ار بي جي وبنادق بمبكشن وأجهزة اتصال حديثة ومتفجرات وصواعق ودروع تركوها خلال فرارهم".

وكانت لجان التنسيق المحلية اعلنت ان اشتباكات دارت بين القوات النظامية وعناصر من الجيش السوري الحر في بلدة دركوش تلاها قصف عنيف على بساتين البلدة وحرق العديد من المنازل.

وتكتسب محافظة ادلب اهمية استراتيجية بسبب وجود اكبر تجمع للمنشقين فيها، لا سيما في جبل الزاوية. كما انها مناسبة لحركة الجيش السوري الحر بسبب مناطقها الوعرة والمساحات الحرجية الكثيفة، وقربها من الحدود التركية، واتصالها جغرافيًا مع ريف حماه، الذي تنشط فيه ايضًا حركة الانشقاق عن الجيش النظامي.

يأتي ذلك فيما واصلت القوات النظامية السورية عملياتها العسكرية في انحاء مختلفة من البلاد الاثنين، بعد ليل شهد تظاهرات عدة تطالب باسقاط النظام في دمشق وادلب وحماه وحلب.

جندي سوري منشق ينتظر عند حدود تركيا للخضوع لجراحة
ومن تحت خيمة في مخيم للاجئين عند الحدود بين تركيا وسوريا، يروي جندي شاب انشق عن الجيش السوري ما حصل له حين اصيب برصاصة في الساق اليمنى. ويقول شادي سلوم (20 عاما) حاملا صورة بالأشعة لساقه والرصاصة واضحة فيها، "هذه الرصاصة في ساقي منذ 15 يوما".

ويقيم الشاب في مخيم بوينويوغون التركي الواقع على بعد حوالى 500 متر من الحدود السورية وينتظر بأن يجري له طبيب تركي عملية جراحية لاستخراج الرصاصة. وقبل اقل من اسبوع غادر مدينة جسر الشغور شمال غرب سوريا هربًا من عمليات التمشيط التي يقوم بها الجيش السوري.

واضاف "كنت جنديا في جيش (الرئيس السوري) بشار" الاسد "وقررت الانشقاق لأن العسكريين يقتلون المدنيين، ولا يمكنني ان اقبل ذلك". ويقيم حوالى الفي لاجئ في 600 خيمة في مخيم بوينويوغون في محافظة هاتاي (جنوب). وساعده جنود من الجيش السوري الحر في عبور الحدود الى تركيا عبر الدروب التي يسلكها المهربون بين الجبال التي تغطيها الثلوج.

وصرح لفرانس برس ان "جيش رياض الاسعد أنقذ حياتي". والعقيد رياض الاسعد قائد الجيش السوري الحر الذي ينتشر قادته عند الحدود التركية.
وتستقبل تركيا عددا متزايدا من اللاجئين السوريين منذ اندلاع اعمال العنف في الجانب الآخر من الحدود قبل اكثر من عام. وبحسب ارقام رسمية ارتفع عدد اللاجئين خلال شهرين من 9500 الى اكثر من 17 الفا.

وتزايد هذه الاعداد ناجم من الهجمات المتكررة التي شنها الجيش السوري على بابا عمرو في ضاحية حمص ومدينة ادلب شمالاً. ومعظم اللاجئين من النساء والاطفال. ويقول شادي سلوم ان الفرار الى تركيا بات اكثر خطورة. واوضح ان "الجيش السوري زرع الغامًا على الطرقات التي يسلكها اللاجئون لعبور الحدود".

وروى ان "اثنين من اصدقائي كانا برفقتي جرحا من جراء انفجار الالغام، ويعالجان في مستشفى تركي". وطلبت منظمة هيومن رايتس ووتش من نظام دمشق الكف عن زرع الالغام التي ستؤدي لسنوات الى سقوط ضحايا في المنطقة على حد قولها. وقطعت الحكومة الاسلامية-المحافظة في انقرة التي تحتج على قمع المتظاهرين، اتصالاتها مع النظام السوري الذي كان حليفها السياسي والاقتصادي لسنوات طويلة.

وتستقبل تركيا قادة في الجيش السوري الحر والمعارضة السياسية. وعقدت جماعة الاخوان المسليمن في سوريا الاحد مؤتمرا صحافيا في احد الفنادق الكبرى في اسطنبول. ويشير سلوم الذي يتنقل على عكازات الى حمامة رسمت بالحبر الاسود على خيمته، ويقول "انها رمز السلام" الذي يتمنى ان يعمّ يومًا بلاده.

واضاف "عندما يسقط نظام الاسد ساعود" الى سوريا. وتابع "لكن في الوقت الراهن لا يمكنني سوى البقاء هنا، لان جنود الأسد اخذوا اسماءنا، واذا عدت الى سوريا فسأقتل حتما".