أخبار

ميركل تنافس المرشح الفرنسي اليساري على قرارات "الأوروبي"

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

خلال ما يزيد قليلاً على ستة أسابيع، سوف تجد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل نفسها في مواجهة من شأنها أن تضع جدول أعمال للسياسة الأوروبية في المستقبل المنظور. السيناريو الذي يرسمه المرشح اليساري للرئاسة الفرنسية فرنسوا هولاند هو: ما إن يلقي اليمين الدستورية كأول رئيس يساري لفرنسا منذ عقود، سيجعل من برلين محطته المقبلة، ليقول لميركل إن ردها حول أزمة اليورو والاتفاق المالي الذي وقعه 25 رئيس حكومة خلال هذا الشهر، يحتاج إلى إعادة النظر فيه.

فرانسوا هولاند

لميس فرحات: بنجاحه في الانتخابات الرئاسية، سوف يصبح هولاند الاشتراكي الثاني، الذي يشغر هذا المنصب في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية، بعد الرئيس السابق فرانسوا ميتران. ويقول مساعدوه إن خطوته الأولى ستكون تحدي هيمنة ميركل على حملة إنقاذ اليورو.

في هذا السياق، نقلت صحيفة الـ "غارديان" البريطانية عن هولاند قوله: "سوف أعيد التفاوض في المعاهدة المالية، وأجري تحسينات عليها، ثم أقوم بالتصديق على ذلك"، في اجتماع عقد أخيرًا لقادة يسار الوسط في باريس.

يقول المسؤولون عن حملة هولاند إن ميركل تتجاهله في الحملة الانتخابية الفرنسية، وتآمرت للتأكد من أن زعماء يمين الوسط في أوروبا - إسبانيا وإيطاليا وبولندا وبريطانيا - سيبقون على مسافة منه. وتوقع بعض واضعي السياسات وكبار الديبلوماسيين في بروكسل وبرلين، أن هولاند سيفوز على ساركوزي، على الرغم من أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن النتائج ستكون متقاربة.

ونقلت الـ "غارديان" عن ديبلوماسي رفيع المستوى في بروكسل قوله: "يمكنك أن تشعر بقليل من الشلل في آلية الاتحاد الأوروبي. فالناس يرون أن احتمالات حدوث تغيّرات كبيرة في الحكومة قد تؤثر على اليورو. كيف سيتم تغيير السياسات؟ لا نعلم. الألمان قلقون للغاية".

وأضاف: "ليس هناك شك في فوز الاشتراكية في فرنسا، وإعادة رسم الخريطة السياسية في أوروبا، وهو ما يمثل نعمة كبيرة ليسار الوسط بعد المكاسب الأخيرة في الدنمارك وبلجيكا وسلوفاكيا، وكرواتيا".

من جهته، يعتبر بيير موسكوفيشي أن "أوروبا لا مستقبل لها إذا لم يتم تغيير اتجاه السياسات"، وأضاف: "نحن نعيش لحظة مهمة لأوروبا واليسار، ونأمل أن يؤدي انتخاب فرانسوا هولاند إلى تقديم الكثير من الأمور الممكنة".

في مواجهة تركيز ميركل على الإدخار كوسيلة لمواجهة الأزمة المالية في أوروبا، يقول هولاند إن "أوروبا التي يعاني فيها واحد من كل أربعة شبان من البطالة ستكون مقبلة على مشكلة أكبر مما كانت عليه في العامين الماضيين". ويعتبر أن معاهدة ميركل هي اتفاق تقشف، مشيراً إلى أنها لن تنجح.

هولاند يريد إعادة صياغة الاتفاق للتركيز على فرص العمل والنمو. وتحقيقاً لهذه الغاية، يسعى إلى وضع ميزانية الاتحاد الأوروبي وأموال بنك في الاستثمار لتسخيرها في أسواق السندات، من أجل جمع المليارات للأشغال العامة ومشاريع البنية التحتية.

وأضاف أيضاً أنه يريد من البنك المركزي الأوروبي أن يقوم بدور المقرض في منطقة اليورو كملاذٍ أخير، مشككاً في إصرار ميركل على أن تخول محكمة العدل الأوروبية بنقض قرارات البرلمانات الوطنية بشأن قوانين الميزانية، والقدرة على تغريم حكومات الاتحاد الأوروبي للتبذير.

وفي حين أن فوز هولاند من شأنه أن يوفر دفعة قوية إلى اليسار الأوروبي بعد سنوات من الركود، فإن تأثيره الحقيقي سيكون أقل حزبية، في إعادة ضبط ميزان القوى في أوروبا بعد عامين من أزمة، بات لألمانيا فيها موقع لا يمكن تعويضه.

وتخشى برلين أن قيادتها من خلال أزمة اليورو أحيت الأفكار النمطية القديمة عن استبداد هذه الدولة. وللدلالة على ذلك، استندت الـ "غارديان" إلى وثيقة استراتيجية وزارة الخارجية بشأن أوروبا تم وضعها في الشهر الماضي، والتي تقول إن "المشروع الأوروبي يواجه حالياً أسوأ أزمة ثقة في تاريخه... مشاعر الاستياء القديمة والتحامل عادت وأيقظت المخاوف من ألمانيا بين بعض جيرانها". ونقلت الصحيفة عن ديبلوماسي بارز قوله إن "ألمانيا حسّاسة جداً لبعض الآثار المؤسفة في صورتها العامة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
العودة
سعيد دلمن -

عودة الاشتراكيين إلى سدة الحكم في فرنسا لن يغير شيئاً ، بل من المحتمل أن تكون الأمور أكثر ضبابية وعدم وضوحاً ، فقد جرت العادة بأن تستخدم الاحزاب الاشتراكية الديمقراطية في أوربا بشكل عام قضايا العمال وحل المشاكل الاجتماعية كسلم للصعود إلى السلطة ، ولكن ممارساتها بعد استلام الحكم تكون أسوأ وأكثر انتهازية من أحزاب ومجموعات اليمن ..فالتاريخ الأوربي خير شاهد ودليل .. وخاصة وأن تجربة الحكم الأولى للاشتراكيين في فرنسا ليست ببعيدة ...مع التحية

العودة
سعيد دلمن -

عودة الاشتراكيين إلى سدة الحكم في فرنسا لن يغير شيئاً ، بل من المحتمل أن تكون الأمور أكثر ضبابية وعدم وضوحاً ، فقد جرت العادة بأن تستخدم الاحزاب الاشتراكية الديمقراطية في أوربا بشكل عام قضايا العمال وحل المشاكل الاجتماعية كسلم للصعود إلى السلطة ، ولكن ممارساتها بعد استلام الحكم تكون أسوأ وأكثر انتهازية من أحزاب ومجموعات اليمن ..فالتاريخ الأوربي خير شاهد ودليل .. وخاصة وأن تجربة الحكم الأولى للاشتراكيين في فرنسا ليست ببعيدة ...مع التحية