أخبار

جدل حول حقيقة استعانة إسرائيل بقواعد جوية في آذربيجان

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز

يعتبر مسؤولون أميركيون أن الجانب "المغمور" لتحالف إسرائيل مع آذربيجان يرتبط باحتمال مهاجمة طهران وذلك على خلفية الموقع الاستراتيجي الذي تحظي به آذربيجان على الحدود الشمالية لإيران.

بينما سبق لموقع ويكيليكس أن كشف عن وثيقة يعود تاريخها للعام 2009، كان قد بعث بها نائب رئيس البعثة الدبلوماسية في السفارة الأميركية في باكو إلى وزارة الخارجية الأميركية تحت عنوان "تعايش آذربيجان السري مع إسرائيل"، والتي اشتملت أيضاً على وصف الرئيس الآذربيجاني علاقة بلاده بالدولة اليهودية بأنها جبل جليد يوجد تسعة أعشاره تحت سطح الماء، أرجعت مجلة فورين بوليسي الأميركية ذلك إلى الموقع الاستراتيجي الذي تحظى به آذربيجان على الحدود الشمالية لإيران، وكما أوردت عن عدة مصادر رفيعة المستوى داخل الحكومة الأميركية، فإن مسؤولي إدارة أوباما يعتقدون الآن أن الجانب "المغمور" للتحالف الإسرائيلي الآذربيجاني (التعاون الأمني بينهما) يبرز مخاطر شن هجوم إسرائيلي على إيران.

وفي هذا الإطار، نقلت المجلة الأميركية عن أربعة دبلوماسيين بارزين وضباط استخبارات في الجيش قولهم إن الولايات المتحدة خلصت إلى أن إسرائيل حصلت مؤخراً على إمكانية الوصول إلى قواعد جوية موجودة على حدود إيران الشمالية. لكنهم أشاروا إلى عدم وضوح الرؤية بشأن العمليات التي قد تنفذها إسرائيل من هناك.

كما عبّر مسؤولون استخباراتيون أميركيون كبار بشكل متزايد عن قلقهم من توسع إسرائيل العسكري في آذربيجان، من منطلق أنّ عملا كهذا يعمل على تعقيد الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة للتخفيف من حدة التوترات بين الإسرائيليين والإيرانيين.

وأضافت المصادر، التي تحدثت معها فورين بوليسي دون أن تفصح عن هويتها، أن المسؤولين العسكريين بات يتعين عليهم الآن أن يضعوا خططاً ليس فقط لسيناريو حرب تنطوي على منطقة الخليج، وإنما لسيناريو قد ينطوي كذلك على منطقة القوقاز.

ثم لفتت المجلة إلى أن العلاقة المزدهرة حالياً بين إسرائيل وآذربيجان تحولت أيضاً إلى نقطة ساخنة في علاقة كلا الدولتين في تركيا، التي تحظى بثقل إقليمي، وتخشى من حدوث تداعيات اقتصادية وسياسية جرّاء نشوب الحرب مع إيران. وقد حاولت المجلة، من جانبها، أن تحصل على تعليقات من السفارة الإسرائيلية في واشنطن ومن قوات جيش الدفاع الإسرائيلي ومن جهاز الموساد، بهذا الخصوص، لكن دون جدوى.

ولم ترد السفارة الآذربيجانية في الولايات المتحدة، هي الأخرى، على طلبات من المجلة بغية الحصول على معلومات بشأن اتفاقات آذربيجان الأمنية مع إسرائيل. وعلى الرغم من ذلك، فقد أشار وزير الدفاع الآذربيجاني، خلال زيارة قام بها مؤخراً إلى طهران، إلى أنه يستبعد استخدام آذربيجان في إمكانية شن هجوم على إيران.

وقال ضابط مخابرات أميركي يشارك في تقييم التداعيات الخاصة باحتمالية شن حرب إسرائيلية :" نحن نراقب عن قرب ما تفعله إيران. لكننا نراقب الآن ماذا تقوم به إسرائيل في آذربيجان. ونحن غير سعداء بذلك".

وتابعت المجلة بقولها إن العلاقة الجيدة التي تربط إسرائيل بحكومة باكو قد تم توطيدها في شهر شباط/ فبراير الماضي، من خلال اتفاقية السلاح التي تقدر قيمتها بـ 1.6 مليار دولار، والتي تتيح لآذربيجان التزود بطائرات آلية متطورة ونظم دفاع صاروخية. وبالاتساق مع تلك التطورات، بدأت تشهد العلاقات بين طهران وحكومة باكو حالة من التوتر.

وأعقبت المجلة بقولها إن هناك وضوحاً في الأسباب التي دفعت بالإسرائيليين إلى تعزيز علاقاتهم بآذربيجان، وكذلك أسباب الغضب الذي هيمن على الإيرانيين نتيجة لذلك.

فالجيش الآذربيجاني يمتلك أربع قواعد جوية تعود للحقبة السوفيتية، ويحتمل أن يتم تسخيرها للإسرائيليين، بالإضافة إلى أربع قواعد أخرى خاصة بالطائرات التابعة له، وفقاً لما ذكره تقرير صادر عام 2011 عن المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية.

وأشار مسؤولون دبلوماسيون واستخباراتيون أميركيون إلى أنهم يعتقدون أن إسرائيل قد بات بإمكانها الوصول لتلك القواعد عبر سلسلة من التفاهمات العسكرية والسياسية الهادئة. وقال هنا واحد من كبار الدبلوماسيين الأميركيين المتقاعدين الذي قضى حياته الوظيفية في المنطقة "أشك في أن هناك شيئا مكتوبا نصاً بهذا الخصوص. لكني لا أعتقد أن هناك أي شك في أنه إذا ما أرادت الطائرات الإسرائيلية أن تهبط في آذربيجان عقب القيام بهجوم، فإنه سيسمح لها ربما بذلك. ويمكنني القول إن إسرائيل متأصلة في آذربيجان، وتتواجد هناك خلال العقدين الأخيرين".

ثم مضت المجلة تشدد على أهمية الوصول لمثل هذه القواعد الجوية بالنسبة إلى إسرائيل، وأوردت عن المحلل المتخصص في الشؤون الدفاعية، دافيد آيزنبيرغ، قوله إن القدرة على استخدام قواعد آذربيجانية تعتبر "مكسباً كبيراً" لأي هجوم إسرائيلي.

كما لفتت المجلة إلى أن استخدام القواعد الجوية في آذربيجان سيضمن عدم التزام إسرائيل بالارتكاز على أسطولها المتواضع من طائرات إعادة التزود بالوقود أو ما تمتلكها من خبرات في هذا الشأن، التي وصفها ضابط استخبارات بارز في الجيش الأميركي بأنها "محدودة للغاية".

وحتى إن لم تتمكن الطائرات الإسرائيلية من الهبوط في آذربيجان، نوهت فورين بوليسي بأن الوصول إلى القواعد الجوية الآذربيجانية يقدم عدداً من المزايا لقوات جيش الدفاع الإسرائيلي. فالقواعد لا تمتلك فحسب منشآت توفر الخدمات للقاذفات المقاتلة، بل إن إسرائيل ستتمكن من وضع وحدات مروحية للإنقاذ هناك في الأيام التي تسبق الهجوم للقيام ربما بمهام بحث وإنقاذ.

ثم مضت المجلة تتحدث عن أوجه الاستفادة التي تتحصل عليها آذربيجان من وراء علاقتها المتميزة مع إسرائيل، التي تعتبر ثاني أكبر زبون للنفط الآذربيجاني، والتي تسمح تجارتها العسكرية لآذربيجان بتحديث جيشها، فضلاً عن أن تطوير قدرات الجيش الآذربيجاني يبعث برسالة واضحة لإيران مفادها أن التدخل في آذربيجان قد يكون مكلفاً.

ومن الجدير ذكره أن إسرائيل بدأت تدأب على تحسين وتقوية علاقاتها بباكو في العام 1994، وأن مسؤولي الاستخبارات الأميركية بدأوا يتعاملون بجدية مع تودد إسرائيل لآذربيجان في العام 2001، وفقاً لما قاله ضباط بارزون في الجيش الأميركي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اعرف الحق تعرف أهله
عدو الأغبياء -

نسي كاتب المقال أن يخبرنا اذاما كانت اذربيجان لا تزال شيوعية أم هي عضو في منظمة المؤتمر الأسلامي!!ونسي معلقي ايلاف الأفذاذ أن هناك دولة اسمها اسرائيل فهم لم يتعودوا على انتقادها:فعلا كما تكونوا يول عليكم.فالشعوب على دين زعمائهم هذا مع التحفظ على كلمة(دين).