نتنياهو يخفض العمليات السرية في ايران بسبب عقدة مشعل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تمّ منذ أشهر تخفيض العمليات السرّيّة الاسرائيلية داخل ايران بصورة ملحوظة، وخاصة تلك الهادفة إلى تعطيل البرنامج النووي، وقال مسؤول إسرائيلي، إن التحجيم أثار استياء في جهاز "الموساد"، وعزا مسؤول أمني آخر السبب الى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.
لندن: خفّضت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية عملياتها السرية داخل ايران بصورة حادة في الأشهر الماضية، وحددت بنسبة كبيرة نشاطاتها السرية لتخريب أو تعطيل برنامج ايران النووي. ونقلت مجلة تايم عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين أن هذا الخفض يشمل طائفة واسعة من العمليات، لا بتقليل عدد المهمات السرية مثل عمليات الاغتيال والتفجيرات التي تستهدف مواقع عسكرية ايرانية فحسب، بل والحد ايضا من جمع المعلومات بصورة مباشرة على الأرض ومن تجنيد الجواسيس المدسوسين داخل البرنامج الإيراني نفسه.
وقال مسؤول اسرائيلي لمجلة تايم، إن التحجيم أثار استياء متزايدا في جهاز الاستخبارات الخارجية الاسرائيلية "الموساد". وعزا مسؤول أمني كبير آخر السبب الى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قال المسؤول انه قلق من العواقب التي قد تترتب على اكتشاف عملية سرية أو فشلها. وكان نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل عام 1997، عندما انتهت عملية نفذها الموساد لاغتيال زعيم حماس خالد مشعل في العاصمة الاردنية عمان بفشل ذريع. وقال المسؤول الاسرائيلي ان نتنياهو ما زال يعاني عقدة مشعل ويخاف من الفشل مرة أخرى.
وكانت الاستخبارات الايرانية نجحت في تفكيك خلية تولى الموساد تدريبها وتجهيزها، كما أكد مسؤولون استخباراتيون غربيون لمجلة تايم. وقال المسؤولون ان الاعترافات التلفزيونية التي أدلى بها مجيد جمالي فشي عن اغتيال العالم النووي مسعود علي محمدي بدراجة نارية مفخخة عام 2010، كانت اعترافات حقيقية وليست منتزعة مشيرين الى ان بلدا ثالثا هو الذي كشف الخلية.
وكان الضرر الذي لحق باسرائيل جرّاء افتضاح العملية محدودا بسبب أزمة المصداقية التي تعانيها ايران. فان ديدن المسؤولين في طهران اتهام "الصهاينة" و"الاستكبار العالمي" بالوقوف وراء هذه العمليات في إشارة الى اسرائيل والولايات المتحدة. ولكن هذا يمكن ان يتغير إذا عرضت الجمهورية الاسلامية اسرائيليا أو أدلة مباشرة أخرى من قبيل الأشرطة التي صورت كاميرات المراقبة فيها تحركات عملاء الموساد في الفندق الذي اغتالوا فيه القيادي في حماس محمود المبحوح في دبي اوائل عام 2010 وجوازات سفرهم المزورة. فإن أدلة يصعب نكرانها ظلت تتقاطر طوال أسابيع على ضلوع اسرائيل، وكان نتنياهو رئيس الوزراء وقتذاك ايضا.
ولكن الرهانات أعلى في الوقت الحاضر حيث تتصدر قضية ايران وبرنامجها النووي أجندة القوى الدولية ومن شأن أي احراج مماثل لما حدث في دبي ان يقوض الجبهة الدولية التي أقامتها واشنطن بجهود كبيرة ضد الملالي، ربما بتصوير ايران على انها هي الضحية، أو اعادة طرح قضية البرنامج النووي من قضية ذات أبعاد اقليمية ودولية تبعث على القلق الى نزاع بين عدوين لدودين.
ويحذر مراقبون من أن عمليات الاغتيال تنطوي على مثل هذه المخاطرة تحديدا. وبعد اغتيال العالم النووي مصطفى احمدي روشن في كانون الثاني (يناير) حرصت الولايات المتحدة على أن تنفي بشدة أي دور لها بل جاهرت بإدانة العملية.
كما أن العمليات السرية تدفع ايران الى الرد باستخدام خلاياها السرية المنتشرة في انحاء العالم. ففي غضون أيام قليلةمن شباط (فبراير) كُشفت مخططات ايرانية مفترضة لضرب أهداف اسرائيلية في تايلند وسنغافورة وجورجيا، واتهم مسؤولون هنود ايران بتدبير هجوم أُصيبت فيه زوجة دبلوماسي اسرائيلي في نيودلهي.
ولكن تقليل العمليات السرية ضد ايران ايضا، له محاذيره ولا سيما ان ايران تسرع في نشر أجهزة الطرد التي تستخدمها لتخصيب اليورانيوم بين مواقع متعددة منها منشآت تحت الأرض. ونقلت مجلة تايم عن مسؤول اسرائيلي ان ايران نفسها تقدِّر ان عمليات التخريب التي نُفذت حتى الآن أخرت برنامجها عامين كاملين.
وبين عمليات الاغتيال والتخريب الصامت، هناك خيار سري آخر هو التخريب بصوت عال. وقد شهدت السنوات الأخيرة سلسلة من الانفجارات الغامضة في مجمعات ترتبط ببرنامج ايران النووي. ونقلت مجلة تايم عن مصادر غربية ان اسرائيل كانت وراء الانفجار الشديد الذي وقع في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في قاعدة صواريخ تابعة للحرس الثوري الايراني خارج طهران، وقتل فيه بضربة حظ اسرائيلي عراب برنامج الصواريخ الايراني.
ولكن انفجارات أخرى تبقى لغزا حقيقيا. وبعد أسابيع على وقوع انفجار ضخم اسودّت بسببه سماء ايران فوق منشأة لتخصيب اليورانيوم في أصفهان وسط ايران، بدا المسؤولون الاسرائيليون في لهفة لمعرفة ما حدث.
وقال مسؤول استخباراتي اسرائيلي سابق بعد اسبوعين على الحادث انه لا يعرف حتى الآن ما حدث على وجه التأكيد واكتفى بنشر تحليل يستند الى مصادر متاحة بينها صور من الاقمار الاصطناعية متوفرة على الانترنت.
التعليقات
هوة في ايه؟؟؟
طمطم -اذا هناك حرب خفية مستعرة بين الايرانيين و الصهاينة فلا عجب ان تتمسك ايران بمخالبها و اسنانها بحلفائها بسوريا و لبنان. المصالح هيما يحرك الجميع و حتى المعارضة.