أخبار

المجموعة الانقلابية في مالي موافقة على إعادة النظام الدستوري

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

واغادوغو: أعلن وفد من المجموعة الانقلابية التي سيطرت على الحكم في مالي في الثاني والعشرين من آذار/مارس السبت في واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو عن "موافقة" المجموعة على "المبادئ الأساسية" للخروج من الأزمة، والتي تشترط العودة سريعًا إلى "النظام الدستوري الطبيعي".

وقال الكولونيل موسى سينكو كوليبالي مدير مكتب رئيس المجموعة الانقلابية في ختام لقاء مع رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري الذي يقوم بدور وساطة في أزمة مالي "بالنسبة إلى المبادئ الأساسية التي طلبت منا، نقول إننا موافقون. لا بد من حياة دستورية منتظمة وطبيعية، وما سنناقشه الآن هو ترتيبات التوصل إلى ذلك".

وضم الوفد ثلاثة ضباط برئاسة الكولونيل موسى كوليبالي والكابتن اداما ديارا واللفتنانت امادو كوناري المتحدث باسم المجموعة الانقلابية.

وهي المرة الاولى التي يلتقي فيها وفد من المجموعة الانقلابية الرئيس كومباوري الوسيط الذي عينته المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (15 دولة). ودامت المحادثات بين وفد المجموعة الانقلابية ورئيس بوركينا فاسو نحو ساعتين وجرت في القصر الجمهوري في واغادوغو.

واضاف الضابط الانقلابي "لقد اجرينا محادثات مثمرة وبناءة مع السلطات. لقد اكد لنا الرئيس (كومباوري) استعداده للمضي نحو حل بناء يتيح العودة الى نظام دستوري في مهلة سريعة نسبيا". وتابع "نأمل بأن نصل خلال مهلة سريعة نسبيًا الى تسوية تتيح جعل سلطات الدولة مقبولة من الجميع".

وقال وزير خارجية بوركينا فاسو جبريل باسولي لفرانس برس انه سيتوجّه "على الفور" الى باماكو للقاء الكابتن امادو سانوغو زعيم المجموعة الانقلابية. وأضاف "ناقشنا ترتيبات الخروج من الأزمة مع الوفد الموجود هنا، وسنواصل المناقشات في باماكو مساء السبت للتوصل الى حل".

وكانت المجموعة الاقتصادية لمجموعة دول غرب افريقيا هددت السلطات الانقلابية الخميس بـ"حظر دبلوماسي ومالي" يفرض خلال 72 ساعة في حال لم تعد الى البلاد السلطات الدستورية.

المتمردون يدخلون غاو في شمال مالي والانقلابيون يخضعون لضغط
وكان المتمردون الطوارق دخلوا السبت مدينة غاو، اخر معقل في شمال مالي لقوات الانقلابيين الذين باتوا يتعرّضون لضغط مزدوج من حركة التمرد في شمال البلاد وتهديد بالحظر، وربما تدخل من الدول المجاورة التي تطالب بالعودة الى النظام الدستوري.

من جهة اخرى اعلنت المنظمة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (سيدياو، 15 عضوا) السبت انها وضعت قوة مسلحة قوامها الفي رجل في حالة تأهب بعد سقوط مدينة كيدال الجمعة بين ايدي متمردين طوارق. وتعتبر غاو التي تبعد نحو الف كلم شمال شرق باماكو، اكبر مدن شمال مالي وتأوي خصوصًا مقر قيادة الجيش للمنطقة الشمالية كلها.

وافاد مستشار حاكم غاو مهمان دياكاتي عن قصف مدفعي ثقيل صباح السبت على المدينة التي دخلها المتمردون رغم تدخل مروحيات الجيش.
وافادت مصادر متطابقة ان معارك تجري ظهرا من اجل السيطرة على معسكرين تابعين للجيش.

وبعد سقوط مدينة كيدال في ايدي متمردين طوارق الجمعة تعتبر غاو نكسة شديدة للانقلابيين، لا سيما انهم برروا انقلابهم في 22 اذار/مارس تحديدًا بفشل نظام حمادي توماني توري في احتواء التمرد في شمال البلاد.

وسيطرت مجموعة إسلامية مسلحة تدعى أنصار الدين تدعمها الحركة الوطنية لتحرير الأزواد، اكبر مجموعة تمرد طوارق، وعناصر من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي على مدينة كيدال التي تبعد 300 كلم شمال شرق الحدود الجزائرية الجمعة. وسقطت المدينة في اقل من يومين في حين لم تصدر أية حصيلة خسائر، لكن تم أسر الحاكم وستة مسؤولين على الاقل بين مدنيين وعسكريين.

وقد تراجعت القوات الحكومية بقيادة الكولونيل الاجي غامو الذي ينتمي هو ايضًا الى الطوارق، الى غاو. وبعد تراجع الجيش من كيدال وانسوغو وبورم، بات معظم انحاء شمال شرق البلاد في ايدي المتمردين الطوارق والمجموعات الاسلامية التي تشن منذ منتصف كانون الثاني/يناير هجومًا "لتحرير" اراضي الازواد، مهد الطوارق. ولم يبق تحت سيطرة الحكومة سوى حاميتي غاو وتمبوكتو.

لكن باماكو التي تقع على مسافة الف كلم تبدو بعيدة المنال بالنسبة إلى المتمردين، غير ان سقوط كيدال والمخاطر حول غاو يشكلان نكستين كبيرتين للجنة الوطنية للاصلاح والديموقراطية (مجلس الانقلابيين).

وقد اعتبرت اللجنة التي تتراجع امام المتمردين والمعزولة تمامًا على الساحة الدولية، على لسان قائدها الكابتن حمادو سونوغو الجمعة ان "الوضع شديد الخطورة".

وبعد فشل محاولة وساطة الخميس في باماكو ألغت المنظمة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا زيارة كانت على وشك القيام بها، عقب تظاهرة غير مناسبة قام بها موالون للانقلابيين على مدرج المطار، وضع قادة المنظمة قوة طارئة في حالة استنفار، وهددوا الانقلابيين بحظر "دبلوماسي ومالي" اذا لم يعيدوا النظام الدستوري بحلول الاثنين.

واعلن رئيس ساحل العاج الحسن وتارا الذي يتولى حاليًا رئاسة المنظمة الاقتصادية لدول غرب افريقيا السبت ان المنظمة "وضعت في حالة استنفار قوة مسلحة قوامها الفي رجل" بعد سقوط مدينة كيدال بين ايدي متمردين طوارق الجمعة.

وقال "اننا نريد تفادي الحرب، حيث انه اذا عادت الشرعية وادركت تلك الحركات المسلحة ان ثمة تعبئة اقليمية ودولية فإنها ستغادر كيدال فورًا".
وبعد فشل موعد الخميس مع موفدي سيدياو الى باماكو وصل وفد يمثل الانقلابيين ليل الجمعة السبت الى واغادوغو لمقابلة رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري وسيط سيدياو في ازمة مالي.

وافاد مصدر قريب من الانقلابيين ان الوفد يريد خصوصًا ان يشرح لسيدياو ان "التشدد لا يفيد في الوقت الراهن". وفي باماكو لم يثر صباح السبت زحف المتمردين على غاو اي موجة هلع او تظاهرة وطنية.

وتجمع مئات الاشخاص في ملعب 26 اذار/مارس جنوب المدينة في مهرجان انتقد خلاله انصار الانقلابيين فساد نظام حمادو توماني توري وتهديدات دول المنطقة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف