المتمردون الطوارق دخلوا غاو في شمال مالي واستنفار قوة غرب أفريقيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
باماكو: دخل المتمردون الطوارق السبت مدينة غاو، اخر معقل في شمال مالي لقوات الانقلابيين الذين باتوا يتعرّضون لضغط مزدوج من حركة التمرد في شمال البلاد ومن دول غرب افريقيا الذين استنفروا قوات تدخلهم.
وتحت وابل من الأسلحة الثقيلة قصف المتمردون ثلاثة احياء على الاقل من اصل ثمانية في المدينة الرئيسية في الشمال التي تبعد حوالى الف كلم شمال شرق باماكو، وتضم رئاسة اركان الجيش للمنطقة الشمالية برمتها. وافادت مصادر متطابقة ان المعارك تركزت حول معسكرين تابعين للجيش في المدينة حيث تحصنت القوى الحكومية لمقاومة المهاجمين.
كما اكد شهود مشاركة اسلاميين في الهجوم، حيث استهدف بعضهم متاجر مشروبات هاتفين "الله اكبر" و"انصار الدين"، وهو اسم الجماعة المسلحة التي يقودها الزعيم الطوارقي اياد اغ غالي وتشكل عنصرا اساسيا في التمرد. وبعد سقوط مدينة كيدال في ايدي المتمردين الجمعة تعتبر غاو نكسة شديدة للانقلابيين، لا سيما انهم برروا انقلابهم في 22 اذار/مارس تحديدًا، بفشل نظام امادو توماني توري في احتواء التمرد في شمال البلاد.
وسيطرت مجموعة انصار الدين تدعمها الحركة الوطنية لتحرير الازواد، اكبر مجموعة تمرد طوارق، وعناصر من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي على مدينة كيدال التي تبعد 300 كلم شمال شرق الحدود الجزائرية الجمعة. وبات معظم انحاء شمال شرق البلاد في ايدي المتمردين الطوارق والمجموعات الاسلامية التي تشن منذ منتصف كانون الثاني/يناير هجوما "لتحرير" اراضي الازواد، مهد الطوارق. ولم يبق تحت سيطرة الحكومة سوى حاميتي غاو وتمبوكتو.
لكن باماكو التي تقع على مسافة الف كلم تبدو بعيدة المنال بالنسبة إلى المتمردين غير ان سقوط كيدال والمخاطر حول غاو يشكلان نكستين كبيرتين للجنة الوطنية للاصلاح والديموقراطية (مجلس الانقلابيين).
وقد اعتبرت اللجنة التي تتراجع امام المتمردين والمعزولة تماما على الساحة الدولية، على لسان قائدها الكابتن امادو سونوغو الجمعة ان "الوضع شديد الخطورة"، لا سيما بعد تهديدات المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا بفرض حصار "دبلوماسي ومالي" في حال عدم عودة النظام الدستوري مع حلول يوم الاثنين.
وتوجه ثلاثة ممثلين عن السلطة العسكرية الى واغادوغو السبت للقاء رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري الذي يقوم بدور وساطة في ازمة مالي، ما شكل بداية حوار فعلي بين المتمردين ورؤساء دول المنطقة.
وقال الكولونيل موسى سينكو كوليبالي مدير مكتب رئيس المجموعة الانقلابية في ختام اللقاء قبل العودة الى باماكو "بالنسبة الى المبادئ الاساسية التي طلبت منا، نقول اننا موافقون. لا بد من حياة دستورية منتظمة وطبيعية، وما سنناقشه الآن هو ترتيبات التوصل الى ذلك".
وقال وزير خارجية بوركينا فاسو جبريل باسولي لفرانس برس انه سيتوجّه "على الفور" إلى باماكو للقاء الكابتن امادو سانوغو زعيم المجموعة الانقلابية. وقال "ناقشنا ترتيبات الخروج من الأزمة مع الوفد الموجود هنا، وسنواصل المناقشات في باماكو مساء السبت للتوصل الى حل".
واعلن رئيس ساحل العاج الحسن وتارا الذي يتولى حاليًا رئاسة المنظمة الاقتصادية لدول غرب افريقيا السبت ان المنظمة "وضعت في حالة استنفار قوة مسلحة قوامها الفي رجل". وقال ان الهدف من ذلك هو "الحفاظ على وحدة اراضي مالي باي ثمن". واوضح "اننا نريد تفادي الحرب حيث انه اذا عادت الشرعية وادركت تلك الحركات المسلحة ان ثمة تعبئة اقليمية ودولية فانها ستغادر كيدال فورا".
غير ان مهام قوة التدخل واليات عملها ما زالت مبهمة، ولا توضح ان كانت ستعمل على مواجهة السلطة الانقلابية او التمرد شمالا. وفي باماكو لم يثر صباح السبت زحف المتمردين على غاو اي موجة هلع.
واستجاب حوالى 25 الف شخص لدعوة رجال دين مسلمين وكاثوليك وبروتستانت وشاركوا في ملعب في وسط العاصمة في تجمع كبير "من اجل السلام".
وقال رئيس المجلس الاسلامي الاعلى في مالي محمود ديكو "علينا ان نمد يد العون الى بعضنا البعض واسكات خلافاتنا وانقاذ مالي" معربا عن "القلق الكبير" حيال الوضع في غاو. وتجمع الاف انصار السلطة الانقلابية في مكان اخر في ضاحية باماكو الجنوبية للاعراب عن رفضهم لنظام توري الذي اطيح به ولفرنسا وللدول المجاورة لمالي.