أخبار

الفوضى تحل محل القذافي في ليبيا ما بعد الثورة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يقف مصطفى الشيباني عند مدخل مكبّ النفايات الرئيس في طرابلس، وهو يرتدي بدلة صاعقة مموهة، وتعبيرات وجهه تقول إن أياً من سيارات جمع القمامة لن تدخل المكب. وعلى مدار أربعة أشهر، لم تدخل سيارة واحدة إلى هناك، في الوقت الذي تكتظ فيه العاصمة بقمامة لم يتم تجميعها.

ليبيا تواجه صعوبات انتقالية في فترة ما بعد رحيل القذافي

أشرف أبوجلالة من القاهرة: يعتبر مصطفى الشيباني واحداً من آلاف المقاتلين الذين ما زالوا يحملون سلاحاً ونجحوا من قبل في الإطاحة بالطاغية الليبي معمّر القذافي خلال الانتفاضة الدموية التي شهدتها البلاد العام الماضي. والآن، هو من السكان المقيمين بالقرب من المكب، والذين يمارسون حريتهم المكتشفة حديثاً، بإعلانهم عن رفضهم استقبال قمامة العاصمة، مؤكدين أنها من الممكن أن توضع في أي مكان إلا عندهم.

وأوردت في هذا الصدد صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن الشيباني، الذي كان يعمل كاتب عدل قبل الثورة، قوله: "سنموت قبل أن نسمح لهم بفتح المكب مرة أخرى".

وأعقبت الصحيفة بقولها إن ليبيا، المليئة بزهور برية صفراء مبتهجة بعد عام من بدء الربيع العربي، تتعلم في تلك الأثناء درساً قاتماً، هو أن الوحدة لا تزدهر بسهولة في منطقة، لطالما تمركزت فيها عملية صنع القرار في أيدي فئة قليلة، ولطالما تجاوز فيها الحكام المستبدون ذوو القبضة الحديدة الاختلافات الثقافية والدينية والعرقية.

ثم نوّهت الصحيفة بأن العام الذي تلى رحيل الرئيس المصري السابق حسني مبارك، في الجارة مصر، قد اتّسم بحالة من الانهيار في القانون والنظام، وبتوترات بين الإسلاميين المتشددين والليبراليين العلمانيين. وفي سوريا، برز الانتماء الديني، باعتباره خطاً فاصلاً مهماً في الوقت الذي يخوض فيه الجيش معركةً مع قوات الثوار، ما تسبب بإشعال مخاوف من احتمالية نشوب حرب أوسع في النطاق هناك.

وبعد مرور خمسة أشهر على مقتل العقيد الليبي معمّر القذافي، الذي نجح في الاحتفاظ بوحدة البلاد عن طريق القوة الغاشمة، بدأ يتساءل الناس هناك عمّا إن كانت هناك طريقة أخرى يمكنهم أن يفعلوا بها ذلك أم لا. ومع إغلاق المكب منذ كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بدأ يلقي سكان طرابلس أكياس قمامتهم داخل قصر القذافي السابق.

مع هذا، بدأ يتراكم مليون طن من القمامة على الأقل على امتداد شوارع المدينة، ما أدى إلى خلق أزمة بيئية وشيكة، على حسب ما قال عدنان القروي، الرئيس المتطوع لمجلس طرابلس التنفيذي، الذي يحاول أن يسيِّر شؤون البلاد.

هذا وسبق لكثيرين أن اشتكوا من المكب القديم، الذي أنشأه القذافي قبل 11 عاماً، نتيجة لتسببه بتلويث المجاري المائية وتوليد الأمراض. وذلك في الوقت الذي أعلن فيه مسؤولو مدينة طرابلس عن نيتهم بناء مكب صحي جديد عمّا قريب، وأن يتحمّلوا النفقات الخاصة بتوفير مياه نظيفة ورعاية صحية ومساعدات أخرى للأسر المقيمة قرب المكب القديم.

لكن القرويّ شدّد على ضرورة أن يعاد فتح المكب القديم، ولو بصورة موقتة على الأقل، منوهاً في هذا السياق بأنه لا يستبعد اللجوء إلى القوة. وتابع حديثه بالقول: "لقد أمهلتم القذافي 11 عاماً، ولا تريدون إمهال حكومتكم الجديدة عاماً واحداً فقط؟".

وبدلاً من ذلك، لفتت الصحيفة إلى أن رجال الميليشيات المتنافسين، بعضهم مخمور، ومعظمهم عاطل عن العمل، يتصارعون في ما بينهم من أجل فرض النفوذ على العاصمة.

وتابعت الصحيفة بنقلها عن السادات البدري، نائب رئيس مجلس طرابلس المحلي، قوله: "كل شيء مشدود هنا، ونحن نعلم ذلك. وقد انتقلنا من دكتاتورية تامة إلى حرية تامة في خطوة واحدة، والكل يفعل تحديداً ما يريد أن يفعله". وعلى عكس مبارك في مصر، فإن القذافي لم يترك وراءه أساسيات لوزارات عاملة يمكن الارتكاز عليها، أو موظفي خدمة مدنية فعالة لإعادة الاعتماد عليهم لعصر المساءلة.

وأضاف المبارك سلطان، أستاذ في علوم الحاسب في مدينة بنغازي والمدون والمعلق الشهير: "لم تكن هناك قوانين أو قواعد. بل كانت الكلمة لرجل واحد فقط. ومن حيث المفاهيم الحكومية، يمكن القول إن ليبيا كانت مزرعة. وقد لقي المزارع حتفه".

وواصلت الصحيفة بإشارتها إلى أن المتظاهرين ينزلون إلى الشارع بصورة يومية، مطالبين بالخدمات، ومتهمين أعضاء المجلس المحلي بالفساد كسابقيهم أيام القذافي. وفي المقابل، يصف المسؤولون المتظاهرين بأنهم دمى في أيدي أتباع القذافي.

وفي ظل حالة التخبط التي لا تزال تعيشها البلاد على مستويات عدة، يعترف مسؤولو وزارة الداخلية بأنهم لا يحظون بأي سلطة في ما يتعلق بعمليات النهب وإطلاق النار. وربما أدت الفوضى الحاصلة داخل وحول طرابلس إلى تسريع وتيرة النداءات المطالِبة بحكم ذاتي إقليمي، بدأت تتردد أصداؤه في النصف الشرقي من البلاد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الى شعب سوريا
سلمان -

ستصبح سوريا وشعب سوريا بعد انتصار قطر والسعوديه وامريكا في الحرب القائمه في سوريا مثل ليبيا التي يحكمها تنظيم القاعده وستكون سوريا فوضى في ظلام وجهل وامرض وقمامه تنتشر في شوارع الشام .فعلى شعب سوريا ان يميز الامور التي يمر بها والله يكون في عون فقراء سوريا

ذوي الحقوق
ع/عطاالله -

-بسيطة أخرى حتى الجيل التالي من أرامل الصحوة.لليتامى متاع مجز وللمقاوم حظ الثائران.

Freedom and democracy
Marc -

Freedom and democracy can not be attained and applied overnight. The people of Libya will go through phases and will finally settle for what is fair for all Lybians.

نهاية بشار
سندي -

لا يوجد على الكرة الارضية مجرم مثل بشار الاسد التي تورث الاجرام من والده ووالدته والقذافي لم يرتكب 1% من جرائم بشار وان نهاية الانضمة الدكتاتورية قد انتهى تماما مهما ارتكب جرائم فلن يفيدهو بل يعجل في نهايته.

سوف تندمون
walid -

قالها الاخ العقيد معمر القذافي سوف تندمون يوم لاينفع الندم جرذان مكملين فعلا لقد صدق وهذا ببركة حمدان ..........الرجاء النشر لكي تكون روح الديمقراطية سائدة لدى الشعوب الحرة ولدى موقع ايلاف الموقر

لا عزاء للاغبيا ء
ابراهيم العلاقى -

هناك مثل ليبى جميل يقول -- طار الحمار, صفقى ياوزة , صاحب التعليق 5 من شبيحة بشار البطة وهو يريد تخويف السوريين الاحرار من التغيير والانعتاق من رق الديكتاتورية.

للحرية ثمن يجب دفعة
علي -

اود ان اذكر كاتب المقال اننا في عهد القذافي كنا نعيش ابغض انواع الفوضى و ان ما يحذث الان هو امر طبيعي لاننا في مرحلة مخاض عسير و لكن في النهاية سوف ننبني بلادنا, و صدقوني ان كان التخلص من القذافي هو المكسب الوحيد من الثورة فهو اعظم مكسب و لا يقدر بثمن. عقبال للاخوه السوريين يتخلصو من فرعونهم.

ترجمة المقال
Almabruk Sultan -

...............

اللعنة
Nora -

كان يجب ازاحة القذافي لما فعله بشعبه ولكن هل كانت الطريقة التي قتل بها القذافي هي الطريقة المعبرة لرغبة الشعب الليبي في التحرر من الطغيان؟ من وجهة نظر محايدة ان ما فعله الثوار الغير نبلاء ستبقي لعنه تلاحق ليبيا وانتهاك لكل الاعراف الدولية والاخلاق والمبادئ السماوية ، الله يقول ولقد كرمنا بني آدم ومعاهدات حقوق الانسان واتفاقيات الاسري ترفض ان يقتل بلا محاكمة وبتلك الطريقة . قتل وضرب بالاحذية وادخلوا في فمه التراب واغتصبوه والتقطوا الصور معه وهو ملطخ بالدماء يستجدي الرحمه كما استساغ الثوار ان يلتقطوا صورا تذكارية مع جثته !!!! بشاعه ما بعدها بشاعة و اظنها ستبقي لعنة علي ليبيا

هكذا يريدون لسوريا
احفاد البابليين -

اين السعوديه واين قطر حمد الذين دعموا هذا الارهاب في ليبيا ؟؟؟ هكذا يريدونها ان تصبح سوريه اقتتال بين الاهل والاصدقاء والاقارب وهم يتفرجون ...فعلوها في زمن الاحتلال البعثي للعراق عندما دعموا ابن الحفرة وامدوه بالاموال والسلاح ليبقى العراق غرقان بالحرب وهم يعمرون ويبنون دولهم وابن العوجه الخادم المطيع المنفذ للاجنده الاسرائيليه والامريكيه ..نحن الشعب العراقي نشكر السعوديه التي ادخلت الاحتلال الامريكي من اراضيها لااسقاط ابن الحفرة