أخبار

ما هو دور اونغ سان سو تشي بعد فوزها في الانتخابات؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بانكوك: تكتشف بورما ساحة سياسة غير معهودة اثر فوز المعارضة اونغ سان سو تشي -- اعلنه حزبها -- في الانتخابات، لكن بعد الابتهاج يبدو ان مستقبل "سيدة" رانغون سيمر حتما بتسويات سياسية، وبالتالي بجوانب مجهولة.

واكدت وسائل الاعلام الحكومية فوز سو تشي في الاقتراع لتصبح نائبة للمرة الاولى في حياتها المهنية.

وقالت ان الرابطة الوطنية الديموقراطية الحزب الذي تتزعمه اونغ سان سو تشي فاز اربعين مقعدا على الاقل من اصل 44 كان يتنافس عليها، بينها 35 في مجلس النواب.

ولم تعلن النتائج الرسمية في خمس دوائر حتى الآن.

وحتى بدون تاكيد تلك النتائج رسميا لا يراود احدا الشك الاثنين في ان حائزة جائزة نوبل للسلام حققت رهانها فاصبحت نائبة لكن تحول سجينة العسكر الى برلمانية معارضة لا يخلو من طرح اسئلة حول مستقبلها السياسي.

وسيتعين على سو تشي التي تحمل على عاتقها تطلعات شعب برمته، ان تتحول الى قوة معارضة وتحاول اقتراح حلول للفقر، وسينظر بدقة لما ستقدمه من اجوبة على مسائل حاسمة لكنها تقنية مثل مساعدة الفلاحين وتخفيف الضرائب وتحفيز الاستثمارات.

وقال رنوه اغروتوه من جامعة هونغ كونغ "لست متاكدا من ان لديها فكرة واضحة عن دورها بعد فوزها في الانتخابات" مؤكدا انها "ستجد نفسها في موقف حرج يفرض عليها التعاون مع السلطة التي من جانبها ستظطر الى تبنيها لاضفاء الشرعية على العملية الانتقالية الجارية".

ومنذ ان اعلنت المعارضة ترشيحها اصبح مستقبل "السيدة" موضع كل التكهنات.

وفي كانون الثاني/يناير اكد ناي زين لات المستشار في الرئاسة لفرانس برس انها قد تحصل على منصب "مناسب" وربما حتى ان "تعين في الحكومة".

لكن من حينها لم يتطرق اي مسؤول لهذه الفرضية لا سيما ان سو تشي اعلنت الجمعة "لست انوي البتة ترك البرلمان بعدما كافحت طويلا من اجل الانتماء اليه".

وسرت شائعات حول دور وساطة قد تقوم به بين السلطة ومجموعات اتنية متمردة بينما شدد محللون على العلاقات المعقدة جدا وربما حتى المتوترة بين سو تشي وبعض تلك المجموعات.

لكنها ردا على سؤال حول امكانية لعبها دور "مستشار خاص"، لم تستبعد "سيدة" رانغون ذلك وقالت "لست في حاجة الى منصب معين لكن اذا جعل ذلك عملي اكثر فعالية فلم لا؟".

وبالتالي فان الفقرة القادمة لم تكتب بعد. وقال رنوه اغرتوه "انها، سواء كانت وزيرة مكلفة حقيبة تثير الاحباط او مجرد نائبة فان هامش مناورتها السياسي سيكون حتما اقل مما لو ظلت معارضة بدون اي روابط".

وقد مر وقت طويل على سنوات 2002-2003 عندما كانت سو تشي بين حكمي اقامة جبرية، تفضل المواجهة مباشرة مع العسكر، حتى ان بعض المعارضين اخذوا عليها ذلك واعتبروها مسؤولة نوعا ما عن المأزق.

وقد تقاعد الجنرال ثان شوي، قائد المجلس العسكري الحاكم الذي جعل منها عدوته اللدودة، منذ سنة بينما اصبح موقف الجيل الجديد ازاءها افضل.

واعتبر تريفور ويلسون السفير الاسترالي السابق "انها ستخضع لقيود" و"لن تتمكن من اتخاذ موقف ثوري جدا. سيتعين عليها بطريقة ما ان تكون براغماتية".

فهل ستسقط سو تشي في فخ، مع بعض الاصدقاء في الرابطة الوطنية الديموقراطية، في مجلس يهيمن عليه العسكر؟ لا يوافق الدبلوماسي على ذلك بل يشدد على انها ستكون في حاجة الى دعم في البرلمان.

وقال ان "ممثلي الجيش قد لا يعارضون ما ستقترحه هي والرابطة الوطنية الديموقراطية اذا كان وراءها دعم شعبي".

وعلى كل حال فان وضعها يختلف تماما عن وضع تلك المناضلة المقيدة التي انفردت بمواجهة الجنرالات وطالما استعطفت الغرب.

واوضح ثيتيان بيونغسودهيراك من جامعة شولالوغكورن في بانكوك ان "امامها فرصة بناء حزب معارض حقيقي" وادخال عنصر الشباب في الرابطة الوطنية الديموقراطية. وربما هي بصدد الاعداد لما بعد سو تشي.

واضاف "لا يمكن ان تبنى ديموقراطية حول شخص واحد" مؤكدا ان "الانتباه يجب ان يركز الان ليس عليها بل على انصارها ومساعديها وحزبها وغيره من المؤسسات الديموقراطية البورمية بما في ذلك الحزب الحاكم والنظام الحالي".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف