المحافظون الاميركيون متيقنون ان "حربا تستهدف دينهم" حاليا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: على غرار دونا ستارديفانت التي تقول ان "حريتنا الدينية تهاجم"، تعتقد قاعدة الحزب الجمهوري انها تواجه حربا يشنها الديموقراطيون على دينها وذلك قبل سبعة اشهر من الانتخابات الرئاسية الاميركية.
وقد انقلبت حياة السيدة ستارديفانت (60 سنة) عندما فصل زوجها عن عمله قبل اربعة اعوام. واليوم وقبل سبعة اشهر من الانتخابات الرئاسية الاميركية تؤكد ان العزاء الوحيد الذي تجده في ايمانها المسيحي مهدد ايضا.
واوضحت هذه السيدة لوكالة فرانس برس ان "حريتنا الدينية تتعرض الى هجوم. ايماننا المسيحي يهان. ففي المدرسة مثلا لا يستطيع الاطفال التحدث عن الله". واضافت "هناك شيء ما خاطئ في اميركا".
وفي السباق من اجل تعيين المرشح الذي سيتنافس مع الرئيس الديموقراطي المنتهية ولايته باراك اوباما في انتخابات السادس من تشرين الثاني/نوفمبر، ما زال الجمهوريون منقسمون.
لكن منذ عدة اسابيع بدت قاعدة الحزب المحافظ موحدة جدا حول قضايا الدين والمجتمع وتنتقد بشدة مثلا رغبة ادارة الرئيس اوباما في تطبيق الاجراءات حول تعويض الاجهاض كما ينص عليه اصلاح نظام الضمان الاجتماعي المصادق عليه في 2010.
وفي السباق الى منصب مرشح الجزب الجمهوري وفي مواجهة المعتدل ميت رومني، تمكن ريك سانتوروم -- المسيحي المتدين الذي يعارض بشدة الاجهاض وزواج مثلي الجنس -- من تعبئة القاعدة المحافظة والدينية وفاز ب11 ولاية من ال34 التي نظمت حتى الان.
وخلال تجمع عام في وسكانسين حيث سيقترع الناخبون الجمهوريون الثلاثاء، رسم سانتوروم مشهدا قاتما للوضع، قائلا ان "اضواء الحرية قد تنطفئ اذا لم نفز بهذا الانتخاب".
وشاطره الراي باري دين (48 سنة) الذي قال لفرانس برس بعد التجمع ان "المسيحيين مطاردون في عدة بلدان واعتقد اننا اللاحقون على اللائحة".
واشتكى دين من ان قاعدة "السليم سياسيا" تجبره على استخدام عبارة "اعياد سعيدة" بدلا من "عيد ميلاد سعيد" ومن ان الاطفال لا يسمح لهم بحمل الكتاب المقدس الى المدرسة.
ويؤكد "انهم يقولون ان ذلك هو الفصل بين الدين والدولة، لكنها خرافات".
ودعما لمطالبهم يرتكز دين والعديد من المحافظين على الفقرة الاولى من الدستور الاميركي الذي يضمن حرية العقيدة.
ويرى جون غرين المتخصص في الديانات والعلوم السياسية في جامعة اكرون ان الولايات المتحدة شهدت مؤخرا تغييرات اجتماعية وثقافية يعتبرها العديد من الاميركيين مخاطر.
وقال ان "في السياسة المهم هو التصور وكثير من الناس يتصورون انهم مهددون".
من جانبه افاد جافري لايمان استاذ العلوم السياسية في جامعة "نوتردام" ان "قلق المحافظين يظهر في ظرف بلغ فيه عدد الاميركيين الذين يقولون انهم لا ينتمون الى اي دين، اعلى مستوى".
واعتبر لايمان ان "ثمة هاجسا حول الحياة الدينية او مواضيع اخرى مثيرة للقلق تظهر تدريجيا كلما تحولنا الى مجتمع علماني".
واضاف انه "من جهة، لعب ورقة المخاطر تعتبر استراتيجية سياسية جيدة".
لكن من جهة اخرى يرى جاك برلينربليو الاستاذ في جامعة جورج تاون ان "التركيز على القضايا الدينية سلاح ذو حدين لانه قد يبعد الوسطيين عن الاقتراع الجمهوري".
واكد ان "هذا النوع من المناورات السياسية حول العقيدة والقيم لا يحظى سوى بدعم القليل جدا من الاميركيين".