أخبار

سكان زوارة الليبيّة يقاتلون من اجل "كرامتهم"

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

زوارة: تحلق طائرات عسكرية فوق الغرب الليبي في مسعى من النظام الجديد لاثبات وجوده، غير ان ذلك لا يثني المقاتلين الامازيغ الذين يعدون اسلحتهم ليوم جديد من المعارك في زوارة المدينة الواقعة بين طرابلس والحدود التونسية.

وعلى خط الجبهة الذي يفصل مدينة زوارة عن بلدتي الجميل وريقدالين المتخاصمتين، تدور معارك ضارية منذ الاثنين اوقعت اكثر من عشرين قتيلا وعشرات الجرحى. وبعدما تم تهميش سكان زوارة في ظل نظام معمر القذافي السابق، يؤكدون الان "تصميمهم" على القتال الى ان يسلم خصومهم السلاح.

وتواصلت المعارك الاربعاء بين المجموعات المسلحة قرب زوارة غرب طرابلس غداة معارك متقطعة دارت الثلاثاء بالاسلحة الخفيفة والثقيلة. وتجري المواجهات بشكل خاص على جبهتين في جنوب غرب زوارة حيث تتركز القوة الرئيسية التابعة للمدينة، وفي جنوبها على تلة تشرف على الجميل وريقدالين.

واستخدمت اسلحة خفيفة ومضادات جوية مثبتة على شاحنات بيك اب وقاذفات صواريخ ودبابات في المعارك. وقال سليمان الحوش (56 عاما) الذي جاء يتفقد الوضع على الجبهة "نقاتل من اجل حقوقنا. انهم (النظام السابق) سلبونا اراضينا وقاتلونا خلال الثورة" الليبية التي اطاحت النظام السابق.

وتابع ان "الحكومة تعرض علينا حلولا سطحية. لا تملك الشجاعة لمعالجة جذور اعمال العنف هذه". واندلعت المعارك بين المدن المتخاصمة بعدما قام عدد من سكان الجميل وريقدالين بخطف اكثر من عشرين من الثوار السابقين كانوا يعبرون منطقتهم على مسافة مئة كلم غرب طرابلس.

وعلى اثر تدخل النظام الجديد، تم الافراج عن الثوار السابقين الذين كانوا مكلفين بامر من السلطات مراقبة الحدود مع تونس، بعدما تعرضوا للتعذيب وجردوا من اسلحتهم، بحسب سكان زوارة الذين يؤكدون ان "كرامتهم" اهينت.

وقال فتحي بن خليفة رئيس المؤتمر العالمي للامازيغ والمتحدر من زوارة انه "بالنسبة لزوارة، فالمعارك هي من اجل كرامتنا بالمقاوم الاول، ولكن ايضا دفاعا عن دولتنا، حيث ان المخطوفين كانوا يعملون بامر من وزارة الدفاع".

واضاف ان "السلطات تريد تصوير المعارك على انها مرتبطة بنزاعات قبلية، في حين ان المشكلة اعمق من ذلك. يجب الا ننسى ان هذا القوم (سكان الجميل وريقدالين) دعم القذافي حتى النهاية". وقالت رياض منصور الفنانة الشابة من زوارة "جميعهم من عناصر ميليشيات القذافي وكل ما قاموا به انهم نزعوا العلم الاخضر (علم النظام السابق) ورفعوا محله علم الثورة".

وفي زوارة اغلقت معظم المحلات ابوابها وقال محمود (60 عاما) الذي جاء يستعلم عن وضع الجبهة من جيرانه في وسط المدينة "ليس هذا من باب الخوف، بل لانهم جميعهم على الجبهة". وعلى خط الجبهة يظهر منزل اصيب بقذيفة فيما لا تزال اثار الدماء والاشلاء تلطخ جدرانه وارضه.

يوضح عثمان الثلاثيني المقيم في طرابلس والذي عاد "على الفور" الى مسقط راسه مثل الكثير من اهل زوارة "للدفاع" عن ذويهم "اصيب شاب امس (الثلاثاء) وبترت ساقه". وقال ان سكان المدينة يملكون الكثير من المزارع والاراضي في محيط الجميل وريقدالين ولم يعد بوسعهم الوصول اليها منذ انطلاق الثورة في شباط/فبراير 2011.

واضاف "ضيقوا علينا طوال فترة الثورة. نصف رجال المدينتين مطلوبون في جرائم حرب. لدينا قوائم باسماء كل الذين نشطوا الى جانب قوات القذافي لكن الحكومة لا تبذل اي جهد لتوقيفهم او حتى نزع سلاحهم".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف