أخبار

جماعة الإخوان تمثل بديلًا جذابًا بالمقارنة مع السلفيين المتطرفين

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
خيرت الشاطر في ميدان التحرير في آذار (مارس) 2011

في مؤشر على عمق التغيير الذي حدث بعد أن كانت الولايات المتحدة تدعم نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك، أكدت تقارير صحافية أن مرشح جماعة الإخوان المسلمين للرئاسة كان على اتصال بالسفيرة الاميركية آن باترسن، وأن مسؤولين أميركيين اشادوا باعتداله وذكائه.

لندن: أثار قرار الاخوان المسلمين ترشيح خيرت الشاطر للانتخابات الرئاسية المصرية الشهر المقبل سخطًا شديدًا في الاوساط الليبرالية والعلمانية، بل أن العديد من أعضاء الجماعة نفسها وقادتها استشاطوا غضبًا على القرار.

وكان قرار ترشيح الشاطر اتُخذ في اللحظة الأخيرةعلى الضد منتعهد الاخوان المسلمين السابق بالبقاء خارج حلبة السباق الرئاسي. ولكن ما يثير الاهتمام أن صحيفة نيويورك تايمز قالت في تقرير لها إن المسؤولين الاميركيين "ليسوا قلقين بل هم حتى متفائلون بتراجع جماعة الاخوان المسلمين عن تعهدها بعدم السعي الى الرئاسة".

وفي مؤشر الى عمق التغيير الذي حدث منذ أن كانت الولايات المتحدة تراهن على نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك الذي كان يسجن الشاطر وامثاله، أكدت صحيفة نيويورك تايمز أن مرشح الاخوان على اتصال منتظم بالسفيرة الاميركية آن باترسن وأن مسؤولين اميركيين اشادوا باعتداله وذكائه وكفاءته. وهم ينظرون الى رجل الأعمال المليونير (62 عامًا) على أنه برغماتي وتحديثي يطمح في انعاش الاقتصاد المصري الراكد بدلاً من البحث عن مواجهة مع اسرائيل أو الولايات المتحدة.

وبالطبع، فإن جماعة الاخوان المسلمين تمثل بديلاً جذابًا بالمقارنة مع السلفيين المتطرفين الذين برزوا قوة لم يتوقعها أحد في السياسة المصرية بعد مبارك. إذ جاء حزب النور السلفي بالمرتبة الثانية بعد حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الاخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية التي حصد فيها الحزب 28 في المئة من الاصوات مقابل 38 في المئة لحزب الحرية والعدالة.

ومن دون مرشح اخواني في السباق الرئاسي يخشى بعض المسؤولين الاميركيين أن يحدث ما لا تُحمد عقباه بفوز مفاجئ يحققه المرشح السلفي الكاريزمي حازم صلاح ابو اسماعيل الذي يتحدث عن اقامة نظام سياسي لاهوتي على غرار النظام الايراني والغاء معاهدة السلام مع اسرائيل، لا سيما إذا لم تُحسم الانتخابات في الجولة الأولى وتنتقل الى جولة ثانية بين المرشحين اللذين يفوزان بأكبر نسبة من الاصوات.

وكان استطلاع للرأي أجرته صحيفة الاهرام قبل أن يُعلن ترشيح الشاطر أظهر أن نصيب المرشح السلفي من الاصوات يبلغ 22 في المئة يليه بفارق بعيد الاخواني المعتدل عبد المنعم ابو الفتوح، الذي طُرد من الجماعة لترشحه، بنحو 8 في المئة من الاصوات، فيما بلغت حصة الاسلامي المعتدل الآخر محمد سالم العوا زهاء 4 في المئة. وأظهر الاستطلاع نفسه أن المرشح الذي يتقدم على الاسلاميين الثلاثة هو وزير الخارجية السابق، العلماني الوطني عمرو موسى بنسبة 33 في المئة من الاصوات.

وما زال موسى يحتفظ برصيد شعبي كبير لتحديه السياسات الاسرائيلية والاميركية في الشرق الأوسط الى حد كان يزعج رئيسه وقتذاك حسني مبارك، كما تلاحظ مجلة تايم منوهة بأن ما له مغزى أعمق أن الاستطلاع اظهر ايضًا أن 58 في المئة من الناخبين سيفضلون مرشحًا اسلاميًا. ويعني هذا أنه إذا جرت جولة ثانية من دون الشاطر فإن الغلبة ستكون للسفليين وهي نتيجة لا تستسيغها جماعة الاخوان المسلمين بقدر ما تتطير منها واشنطن والمجلس الأعلى للقوات المسلحة.

وكانت جماعة الاخوان المسلمين تعهدت بالبقاء خارج السباق الرئاسي لطمأنة اللاعبين الآخرين في الساحة السياسية المصرية بعد مبارك الى أنها لن تترجم شعبيتها الى استئثار بالسلطة. ولكن قادة الجماعة، أو بعضهم على الأقل، ربما توصلوا الى قناعة بأن هذا القرار يعني الحكم على أنفسهم بالهزيمة بعدما أصبح النصر على قاب قوسين أو أدنى في معركتهم السياسية الرئيسية التي لا يخوضونها مع العلمانيين أو السلفيين بل مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي تسلم مقاليد السلطة بعد سقوط مبارك.

ورأى كثيرون أن قرار الاخوان ترشيح الشاطر كان رداً مذعورًا على المخاوف من لجوء العسكر الى اغتنام فرصة الانتخابات لتسجيل نصر على الاخوان غريمهم الرئيسي، لا سيما وأن شائعات سرت مؤخرًا في القاهرة عن احتمال ترشيح عمر سليمان رئيس استخبارات مبارك الذي كان بمثابة "يد الملك". ويمكن أن يستعيض العسكر عن ترشيح سليمان برمي ثقلهم الذي لا يستهان به وراء مرشح وطني اوسع شعبية مثل موسى.

ونقلت مجلة تايم عن عبد الرحيم علي، مدير المركز العربي لدراسات الحركات الاسلامية، أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يهيئ شيئًا لهم وأن الاخوان المسلمين يخشون أن تؤدي الانتخابات الى فوز أحد المرشحين القريبين من المجلس. واشار علي الى أن المجلس العسكري سيعتمد على شرعية رئيس منتخب لاعادة بناء النظام السياسي بانتخابات جديدة لإضعاف الاخوان المسلمين.

ولكن قيادة الاخوان المسلمين نفسها ليست كلها مقتنعة بترشيح الشاطر. وافادت تقارير بأن التصويت على ترشيحه في مجلس شورى الجماعة كان منقسمًا انقسامًا حادًا.

ويمكن الجدل ايضًا بأن دفع جماعة الاخوان المسلمين الى أخذ مسؤولية الحكم على عاتقها سيفتح عيونها على حقائق الحياة ويزيد من اعتدالها بتعزيز توجهها الوسطي على الضد من إبقاء الأوراق بأيدي الاخوان إذا بقوا الحزب الأكبر، لكنه يتعفف عن تولي مسؤولية السلطة التنفيذية. ولكن هذا ليس عزاء لخصوم الجماعة الذين يخشون أن يتيح لها تركيز السلطة بيدها فرض رؤية محافظة اجتماعيًا وطائفية دينيًا على مصر. وكان المسيحيون الاقباط انسحبوا مؤخرا من الجمعية التأسيسية لوضع الدستور بعد انسحاب تنظيمات ليبرالية احتجاجًا على هيمنة الاخوان المسلمين على الجمعية.

وبصرف النظر عن حسابات الطبقة السياسية، فإن قواعد الاخوان المسلمين نفسها تبدو متحمسة لقرار ترشيح الشاطر. ونقلت مجلة تايم عن المهندس محمد فكري (30 عاماً) تعليقه على ترشيح الشاطر بالقول إنه "ليست هناك أي خيارات أفضل في الساحة الآن، فهناك العديد من الخيارات الجيدة ولكن هذا هو أفضلها حتى الآن". واضاف فكري أن الشاطر رجل اعمال كبير ويحظى بثقة القيادة وناضل ضد كل الانظمة الدكتاتورية التي حكمت مصر وسُجن عشر مرات لأنه لم يسكت على الظلم.

وقال المحلل المختص بشؤون مصر ايساندر العمراني إن قرار جماعة الاخوان المسلمين خوض السباق الرئاسي موقف يدفع الى حافة المواجهة على نحو لا ينسجم مع سياستها السابقة في معركة الجماعة على السلطة مع مجلس عسكري يكره القبول بحكم الناخبين بعيدًا عن التلاعب.

ويقول العمراني إن من الجائز تمامًا أن تنجح جماعة الاخوان المسلمين في هذا الموقف الذي يحقق لها النصر الكامل لتحظى بشرعية انتخاباتها الى البرلمان، والى الرئاسة وكتابة دستور يعكس معتقداتها والوصول الى موقع أقوى تتفاوض منه بشأن انسحاب العسكر من المجال المدني. ولكن العمراني وصف هذه السياسة بأنها "مقامرة خطيرة".

وإزاء احتدام المنافسة بين الاسلاميين وترشيح الشاطر الذي يمكن أن يحشد الناخبين الوطنيين والعلمانيين والليبراليين وراء مرشح مثل عمرو موسى، فإن قرار جماعة الاخوان المسلمين جعل التنبؤ بنتيجة الانتخابات أشد صعوبة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
محايد جدا
Izet -

تعيش الثورات السنية, تسقط الثورات الشيعيه!!

أمريكا
محمد علي البكري -

عجيب هذه العادة لدى السياسيين المصريين، فكأن عليهم واجب أن يذهبوا لطمأنة أمريكا وبالتالي طمأنة إسرائيل بصورة غير مباشرة بأنهم لن يؤذوا مصالحها في المنطقة، ولن يتخلوا عن اتفاقية العار، ولا عن الاتفاقية التجارية التي تحتم عليهم أن تكون 11% من صادراتهم تحمل منتجاً إسرائيلياً ليستطيعون تسويقها في أوروبا وأمريكا، ولا عن لحاق مصر بركب الغرب. وعملياً فإن الدافع وراء يأس الشعب من الحكم البائد لم يكن فقط تدهور الوضع الاقتصادي وانتشار الفساد بل وأيضاً خنوع وخيانة حكومة الرئيس المخلوع، ولكم يشعر واحدنا بالخجل عندما يرى ملتحياً من الأخوان ينادي برفع كلمة الله على الأرض ولكنه في الوقت نفسه يذهب إلى أمريكا أو يجالس السفير الأمريكي في مرحلة تعني الإذعان مهما حاولنا تبريرها بالمتطلبات السياسية. إن هناك ناحية شائعة بين مختلف الناس تشير بأن الأخوان يتلقون دعماً من أمريكا أو أنهم متفقون ضمنياً مع أمريكا، وصحيح أنه لا توجد هناك مستمسكات حسّية على ذلك، أو أن أي قارئ لن يستطيع إثبات ذلك لأنه مجرد قارئ للصحف، ولكن القارئ بحسّه وحدسه وتجاربه التاريخه يستشف الكثير من النواحي. ونحن عندما نؤيد ثورة أو حزباً سواء كان دينياً أم سياسياً فإنما ننظر بالدرجة الأولى إلى تحركات قادته، ثم إلى برنامجه فقد يكون البرنامج أصفى من عين الديك وأكثر شفافية، ولكن القيمين على تطبيقه يتحالفون مع طرف عرفنا على مدى التاريخ أنه ضد مصالحنا وضد أوطاننا. وعندما تشير الأنباء إلى اتصال المليونير الشاطر بالسفيرة الأمريكية نشعر بخوف كبير على الثورة وعلى أنفسنا، أما عندما يصرح أحد قادة الأخوان بأن الهدف هو فعلاً رفع كلمة الله والتصالح مع الجيران وعدم اتخاذ مصر كوسيلة لمحاربة إيران أو غيرها فإننا نطمئن، لأن الوطن بحاجة إلى وضوح وإلى نضال فعلي، فكمواطنين عرب أيدنا حزب الله أثناء مواجهته مع إيران ولم يكن تأييدنا لمعتقده الديني أو المذهبي بل لنضاله المباشر وتضحيته ضد إسرائيل، ولو كان هناك حزب آخر يتلقى الدعم من أية دولة عربية مثل مصر أو السعودية أو غيرها ووقف ضد إسرائيل لأيدناه أيضاً بكل قوانا، فياليت القيمين على الثورة المصرية يدركون ذلك، ويدركون بأن الوصول إلى الحكم ليس الغاية وليس الهدف بل هو الوسيلة لتحقيق ما تصبو إليه نفوس الشعب من تقدم ونمو ورفاهية وعزة، فتجربة مصر هي تجربة كل العالم العربي حالياً، وبقدر ما يستطيع الأخوا

إنهيار مضمون
محمد القاضى -

طبعاأميركا فرحة بترشيح خيرت الشاطر للرئاسة المصرية لأن الإنهيار المصرى حيكون مضمون

المر و الامر منه
النهاش -

سياسة امريكا لجعل الشعب المصري و الاقباط يقبلون برئيس من اخوان المسلمين هو اتباع اسلوب "راويهم الموت حتى يرضون بالسخونة " يعني عندما يكون عليك الاختيار بين المر ( ونقصد هنا الأخوان ) و بين ألأمر منه ( السلفيين) فحتما راح تختار الأقل مرارة اي الأخوان و ان كانوا ذو طعم مر فليس باليد حيلة لأن البديل هو امر

من سيربح
باحث اجتماعي ناريخي -

من يضحك على من و من سينتصر في النهاية الإخوان ام امريكا؟ الاعداء الذين جعلتهم الضروف المستجدة اصدقاء للبعض و لسان حال كليهم يعبر عنه بيت الشعر الذي يقول " و من نكد الأيام على الحر ان يجد عدوا له ما من صداقته بد" انها صداقة انتهازية غير شريفة لأن كل منهم بتورطه هذا يتخلى عن مبادئه فالأمريكان بالنسبة للإخوان هي دولة كافرة مستبدة فكيف يلجؤون لها -و ان كانت ادبيات الدين الإسلامي لن تبخل عليهم في ايجاد العديد من التخريجات لتبرير هذه العلاقة مع دولة كافرة مستبدة و نفس الشيء عن الأمريكان فعلاقتها مع الإخوان هي خرق و انتهاك لمباديء الامريكية بالديموقراطية و التحرر و تقدم الشعوب حين تقيم علاقة بين حزب لا يؤمن بالديموقراطية و لا بالمساواة و يريد ارجاع عجلة التاريخ 1400 سنة الى الوراء و يحلم في اليوم الذي يرى فيها امريكا مدمرة يعيث فيها الخراب ، هذه العلاقة او الحلف بين امريكا حتما مصيرها الى الفشل و لكن سيكون ذلك على حساب آلام الشعوب العربية او ألامريكية سيتضرر افثنان من عواقب هذه العلاقة المبنية على اسس غير نزيهة و كل طرف يحفر للآخر مثلما ما حدث للعلاقة بين امريكا و المجاهدين ألأفغان و اسامة بن لادن و التي لا يخفى على احد ما آلت اليه من نتائج وخيمة على الطرفين نرجوا من الله ان تتكرر تلك النتيجة على العلاقة الجديدة بين الإخوان و امريكا و ان يخرج كليهما خاسرين

اخر الرجال المحترمين
هادى -

بلا عوا بلا توحة بلا زفت الطين..ومش عايز اشوف وشك ياابو سماعين.امين يارب العالمين.اللهم اكفنا شر الخيانة والخوان والشيطان الشاطر والعريان .واعز مصر بأحد العمرين.موسى او عمر سليمان ودى اختيارى من زمان الان سنحيا كراما بعد ان كنا سنحيا ..اللهماارنا فيهم اية واحرمهم من الولاية