الاستخبارات الأميركية تخاف من كشف مصادرها في بريطانيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إعداد عبد الاله مجيد: رفضت اجهزة الاستخبارات الاميركية تزويد نظيراتها البريطانية بالتفاصيل الكاملة لمخطط إرهابي كان يستهدف بريطانيا بتفجيرات مماثلة لما حدث في مدينة مومباي الهندية عام 2008 خشية ان يؤدي ذلك الى كشف مصادر سرية.
وقالت صحيفة الديلي تلغراف ان وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي آي أي" حذرت جهاز الاستخبارات الخارجية البريطانية ام آي 6 قبل 18 شهرا من ان تنظيم القاعدة يخطط لهجوم في بريطانيا ولكنها حجبت عن البريطانيين معلومات تفصيلية خوفا من ان تعلنها المحاكم البريطانية المفتوحة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في الحكومة البريطانية ان اجهزة الاستخبارات البريطانية اضطرت في النهاية الى اجراء تحقيقاتها الخاصة لمعرفة هذه التفاصيل. وتمكنت السلطات البريطانية من كشف عدة اشخاص لهم ارتباطات بمخطط اوروبي اوسع ولكن لا يُعرف حتى الآن إن هي افلحت في كشف حجم التهديد بكل ابعاده.
واشارت صحيفة الديلي تلغراف الى ان انهيار الثقة حدث بعد كشف معلومات استخباراتية اميركية في قضية بنيان محمد السجين السابق في معتقل غوانتانامو الذي رفع دعوى قانونية على سجنه. وفُرض لاحقا على الحكومة البريطانية ان تدفع اليه والى معتقلين آخرين تعويضات بملايين الجنيهات الاسترلينية.
واقترح وزراء في حكومة المحافظين استحداث "قضاء سري" يتيح الاستماع الى معلومات حساسة في المحاكم البريطانية وراء ابواب مغلقة ولكن المقترح يواجه معارضة متزايدة من شركائهم الديمقراطيين الأحرار. وبعث نائب رئيس الوزراء البريطاني وزعيم الاحرار نك كليغ برسالة الى مجلس الأمن القومي البريطاني يحذر فيها من السماح لأجهزة الاستخبارات بأن تكون "فوق مبدأ العدالة المفتوحة".
ولكن وزير العدل كينث كلارك حذر من انه ما لم يُسمح للقضاة بالاستماع الى أدلة من جهاز الاستخبارات الداخلية ام آي 5 وجهاز الاستخبارات الخارجية ام آي 6 في جلسات مغلقة فان ارواحا ستتعرض للخطر. وقال كلارك انه يتمنى ان يكون القضاء مفتوحا ولكن المنطق لا يجيز مثل هذا الترف. وحذر وزير العدل البريطاني من "ان القضاء المفتوح لا يمكن ان يكون مفتوحا على حساب ارواح تُزهق".
واشارت صحيفة الديلي تلغراف الى ان وكالة المخابرات المركزية الاميركية توقفت عن تقاسم ما لديها من تفاصيل عن هويات مصادر استخباراتية ومعلومات حساسة اخرى مع البريطانيين. واثار مستشارو الرئيس الاميركي باراك اوباما لشؤون الأمن القومي هذه القضية مع نظرائهم البريطانيين خلال زيارة ديفيد كاميرون لواشنطن في آذار/مارس. وقالت مصادر ان الاستخبارات البريطانية شعرت بالاحباط بعدما نُقلت اليها "نتفة فقط وليس معلومات استخباراتية" عن مخطط هجوم عشوائي ينفذه ارهابيون مسلحون يرتدون ملابس مدنية في بريطانيا.
وينسخ المخطط الهجوم الذي نفذه متطرفون في مومباي عام 2008 واسفر عن مقتل 174 شخصا. كما تردد ان وكالة المخابرات المركزية الاميركية سحبت معلومات استخباراتية مهمة عن تهديدات محتملة لبريطانيا من وثائق وقعت بيدها خلال الغارة على مجمع اسامة بن لادن في باكستان. وعلى الرغم من نقل معلومات الى السلطات البريطانية مما عثر عليه الاميركيون في المجمع فانها لم تكن معلومات كاملة بأي حال من الأحوال.
ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن مصدر أمني بريطاني كبير ان المواد العاجلة التي تتعلق بتهديد ارواح ما زالت تصل من الاميركيين على الوجه المطلوب "ولكننا نرى مؤشرات قوية الى ممناعة أكبر من تبادل المواد الأخرى ، اي اللبنات والقطع التي تتيح بناء الصورة كاملة".
وتقترح المشاريع الداعية الى استحداث قضاء سري ان المعلومات الاستخباراتية يمكن ان تُكشف وعملاء الاستخبارات البريطانية ان يخضعوا للاستجواب في محاكم تعقد جلساتها وراء ابواب مغلقة برئاسة قضاة موثوقين امنيا ومشاركة محامين خاصين. ويًُفترض ان يسري النظام القضائي السري على القضايا المدنية وجلسات الاستنطاق دون ان يشمل المحاكمات الجنائية. وسيكون قرار الاستماع الى الأدلة بيد القضاة وليس الوزراء.
ولكن خبراء قانونيين ونوابا في مجلس العموم اعربوا عن قلقهم من ان النظام المقترح لا يتيح لمحامي الدفاع اختبار صحة الأدلة كما ينبغي. وخلصت لجنة برلمانية الى ان هذه المقترحات تمثل ابتعادا جذريا عن التقاليد البريطانية العريقة في القضاء المفتوح.