أخبار

هوية "العدو الجديد" في العراق بين ايران... والفساد

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بغداد: اطلقت القوات الاميركية بدخولها بغداد في نيسان/ابريل 2003 تمردا سنيا شيعيا قاتلها لسنوات الا انه في الذكرى التاسعة لسقوط العاصمة تغير العدو الرئيسي للمتمردين السنة واصبحت ايران هي الهدف.

في مقابل ذلك، وجدت الميليشيات الشيعية نفسها بعد الانسحاب الاميركي قبل نحو اربعة اشهر، دون عدو حقيقي لتقاتله، فعادت لتنخرط بالعملية السياسية التي يقودها الشيعة منذ الاجتياح بعدما هيمن عليها السنة لعقود.

ويقول استاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد حميد فاضل لوكالة فرانس برس ان "في العراق حاليا صراعا بين ارادتين متناقضتين، وسط سعي لدى بعض الجماعات المسلحة لان تحافظ على وجودها من خلال البحث عن نظرية العدو".

ودخلت قوات من مشاة البحرية الاميركية وسط بغداد في التاسع من نيسان/ابريل 2003 واسقطت اكبر تماثيل صدام حسين في ساحة الفردوس، ليسقط معه نظام حكم بيد من حديد لسنوات طويلة.

وتحول بعدها العراق الى ملاذ للجماعات "الجهادية" وحقلا لاسوأ اعمال العنف على ايدي ميليشيات سنية وشيعية رات في الاجتياح فرصة تاريخية لترسيخ موطئ قدم لها في دولة محورية مثل العراق.

وخاضت هذه المنظمات المسلحة، وعلى راسها تنظيم القاعدة وجيش المهدي، مواجهات ضارية مع القوات الاميركية حتى انسحابها العسكري التام من البلاد نهاية 2011.

الا ان هذه الفصائل تقاتلت فيما بينها ايضا في اطار صراع مذهبي دام، وسط اتهامات من قبل الجماعات السنية للحكومة بتنفيذ اجندة ايرانية، وهو المبرر الذي تتخذه هذه الفصائل اليوم لشن هجمات ضد المؤسسات الحكومية والعسكرية.

واصدر المكتب السياسي للجماعة الاسلامية في العراق بيانا لمناسبة مرور تسعة اعوام على سقوط النظام حمل عنوان "سنقاتل ايران بكل قوة كما قاتلنا اخوانهم الامريكان".

وجاء في بيان الجماعة السنية المسلحة الذي نشر على مواقع اسلامية ان القوات الاميركية تركت البلاد "مرغمة لمحتل اخبث وانجس منها هو المحتل الفارسي الطامع الجبان، فقد بات من الواضح وبما لا يقبل الشك ان ايران تحتل العراق عن طريق عملائها الخونة".

وتابع البيان "ان كنا اعددنا لامريكا مرة فسنعد لايران عشرات المرات، سنقاتل ايران بكل قوة كما قاتلنا اخوانهم الامريكان وحلفاءهم ولن تكل سواعد الرجال ولن تضعف العزائم ولن نستكين".

بدورها اكدت جماعة "راية الحق والجهاد" انها ماضية "في قتال العدو"، ودعت الله الى ان ينصرها على "امريكا واذنابها من الصفويين"، في اشارة الى الشيعة.

كما دعت جماعة "كتائب جهاد المرابطين" في بيان للمناسبة ذاتها الله "الى ان يمنَّ علينا بنصر آخر على اذناب الاحتلال وعملائه المتمثلين في حكومة باعت نفسها للمحتل وانكشفت اكاذيبهم".

واصدر تنظم دولة العراق الاسلامية، الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، بيانين اعلن فيهما ان عناصره شنوا 195 هجوما بين 28 كانون الاول/ديسمبر و24 شباط/فبراير في المناطق الشمالية من العراق استهدف معظمها الجيش والشرطة "الصفويين".

واعتبر الامين العام لهيئة علماء المسلمين حارث الضاري في رسالة وجهها الى العراقيين ان العراق "واقع تحت احتلالين اجنبيين قاسيين ومرفوضين: الاحتلال الاميركي والاحتلال الايراني".

وذكر ان العراق "تحكمه حكومة معينة من قبلهما ومدعومة منهما وهي حكومة: اقصائية، ظالمة، ومستبدة، لا يهمها الا الحكم، ومصالحها الفئوية الضيقة، ومصالح اسيادها في واشنطن وطهران".

ويرى فاضل ان "لهذه المسالة بعد اقليمي حيث ان معظم الجماعات التي تصور ايران على انها عدو قد تكون مرتبطة بدول اقليمية تتعارض سياساتها مع ايران، او بحزب البعث المنحل الذي يرفض العملية السياسية".

وظهر نائب الرئيس العراقي السابق عزة الدوري للمرة الاولى منذ اجتياح البلاد في رسالة مصورة انتشرت في ذكرى تاسيس حزب البعث على مواقع الانترنت مساء السبت، حذر فيها من "المشروع الايراني" في العراق.

وقال الدوري الهارب ان "العملية السياسية قد نفذت بالكامل اليوم لايران، وهي تنفذ اخطر مشروع للفرس بهدف ابتلاع العراق ثم تدمير الامة".

وفي مقابل هذا التوجه، تميل الجماعات الشيعية المسلحة نحو الانخراط بالسياسة، رغم انها تحتفظ باسلحتها.

وجماعة "عصائب اهل الحق" هي آخر الفصائل الشيعية التي اعلنت انخراطها بالعملية السياسية في كانون الاول/ديسمبر، علما ان التيار الصدري الذي يعتبر جيش المهدي جناحه المسلح وخاض حربين ضارتين مع الاميركيين، يتمثل في البرلمان والحكومة.

وقال النائب عن التيار الصدري جواد الحسناوي لفرانس برس ان "يوم سقوط صدام هو نقطة تحول في البلاد من الديكتاتورية الى الديموقراطية الحقيقية حيث صار الاسلام هو المصدر الاول للتشريع".

واضاف "العدو الاول للتيار الصدري الان، وبحسب ما قال السيد (مقتدى) الصدر، هو الفساد والبطالة والدكتاتورية".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ايران راس البلاء
عبد الله ابو هيثم -

جيش المهدي و القاعدة و فيلق غدر و المجلس الاعمى للثورة الاسلامية و حزب الدعوة كلهم كانوا و لا يزالون يقتلون اهل السنة كله بدعم و تسليح و توجيه من ايران. الله ينتقم من ايران و من الي يحب ايران و من اذناب ايران.